ويقول الباحثون إن مادة النترات هي مركب كيميائي يتواجد في الكثير من أنواع الأسمدة وقد يتسرب إلى المياه الجوفية ومصادر مياه الشرب. وعندما تصل هذه المادة إلى جسم الإنسان، فإنها تؤثر على قدرة الدم على حمل الأكسجين.
ومن أجل تحديد أضرار النترات بالنسبة للحوامل، قام فريق بحثي من جامعة دي موان للعلوم الصحية بولاية أيوا الأميركية بفحص سجلات الولادة الخاصة بأكثر من 350 ألف امرأة حامل في الولاية خلال الفترة ما بين 1970 و1988، مع مقارنتها بقياسات نسب النترات في مصادر مياه الشرب المحلية خلال نفس الفترة بعد ثلاثين يوما من حدوث الحمل.
وجود رابط محتمل بين التعرض للنيترات ومشاكل الإنجاب، بما في ذلك الإجهاض والعيوب الخلقية
وأثبتت الدراسة التي نشرتها الدورية العلميةواتر بلاس المتخصصة في أبحاث المياه أن التعرض لكمية من النترات تفوق 0.1 مليجرام في كل لتر من مياه الشرب يقترن بزيادة في احتمالات حدوث الولادة المبكرة، وأن التعرض لأكثر من 5 مليجرامات من النترات يرتبط بانخفاض وزن المولود عند الولادة.
ويقول الطبيب جيسون سيمبريني رئيس فريق الدراسة من جامعة دي موان إن المعايير التي وضعتها وكالة حماية البيئة الأميركية بشأن نسبة النترات في مياه الشرب لا تراعي مخاطر التعرض للولادة المبكرة، ولم يتم تحديثها منذ عام 1992.
وأضاف في تصريحات للموقع الإلكتروني هيلث داي المتخصص في الأبحاث الطبية أن تجاهل المخاطر المحتملة من التعرض للنترات لا يكفل الحماية الكافية للأمهات ولا المواليد في الولايات المتحدة، مشيرا إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث في ولايات أميركية أخرى تشمل مصادر أخرى لمياه الشرب مثل الآبار الخاصة للتيقن من نتائج هذه الدراسة.
وعلى الرغم من أن وجوده قد لا يكون واضحا على الفور، فإن النيترات يشكل مخاطر صحية كبيرة، خاصة بالنسبة للفئات السكانية الضعيفة مثل الرضع والنساء الحوامل.
ويشير خبراء الصحة إلى أن فهم مصادر النيترات وتأثيراتها وإستراتيجيات معالجتها أمر بالغ الأهمية لضمان سلامة ونقاء مياه الشرب للجميع.
فهم مصادر النيترات وتأثيراتها وإستراتيجيات معالجتها أمر بالغ الأهمية لضمان سلامة ونقاء مياه الشرب للجميع
ويمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للأسمدة التي تحتوي على مركبات النيتروجين، خاصة في ممارسات الزراعة المكثفة، إلى تسرب النيترات إلى المياه الجوفية ومياه السطح.
كما يمكن أن تكون لوجود النيترات في مياه الشرب عواقب صحية خطيرة، خاصة بالنسبة للرضع والنساء الحوامل.
وقد يكون الرضع عرضة بشكل كبير للإصابة بمتلازمة الرضيع الأزرق، حيث يحول النيترات الهيموجلوبين في الدم إلى متلازمة هيموجلوبين الدم، مما يؤثر على نقل الأكسجين ويسبب زرقة (تغير لون الجلد إلى الأزرق).
وتفيد الدراسات بأن التعرض طويل الأمد لمستويات مرتفعة من النيترات في مياه الشرب ارتبط بزيادة مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان المثانة والمعدة.
كما تشير الدراسات إلى وجود رابط محتمل بين التعرض للنيترات ومشاكل الإنجاب، بما في ذلك الإجهاض والعيوب الخلقية.
ويمكن أن تؤدي تركيزات النيترات العالية في المسطحات المائية إلى نمو الطحالب المفرط (الفقار)، مما يستنفد مستويات الأكسجين الذائب ويؤذي الحياة المائية.
