ويأتي نقل الكنيسة في إطار مشروع نقل أجزاء كبيرة من مدينة كيرونا، نتيجة لتوسّع منجم الحديد في المنطقة. وقد استغرقت التحضيرات لنقل الكنيسة عامين، حيث تم حفر التربة تحت المبنى وأساساته لإنشاء نظام دعامات معدنية معقدة يحمل البناء بالكامل.

تحديات تقنية واهتمام واسع
ومن المقرر أن يُبثّ الحدث مباشرة، فيما تم توسيع الطريق لنقل المبنى الذي يبلغ عرضه 40 متراً. ومع إعلان موعد النقل، ارتفعت حجوزات الفنادق في المدينة بشكل ملحوظ.
وأكد مدير الأعمال في شركة Veidekke Berggren & Bergman Malmfälten، بيتر يوهانسون، لقناة TV4 أنه تمّت إزالة نحو 1500 متر مكعب من التربة لتثبيت نظام الدعامات. وأضاف: سنُدخل مقطورتين خلف الكنيسة، ثم نرفعها هيدروليكياً حتى تتصل بالدعامات ويتم فصلها عن الأساس.
من جانبها، أعربت زاغا نيفا، مسؤولة الاستقبال في Camp Ripan، عن دهشتها من حجم التفاعل قائلة: فوجئت بالاهتمام الكبير، لم أتوقع أن يكون الأمر بهذا القدر من الأهمية بالنسبة لأشخاص لا يعيشون هنا.
رقم قياسي في كمية القهوة وتكلفة باهظة
سيُجرى نقل الكنيسة كاملةً مع تدعيم محتوياتها الداخلية. ويتوقع حضور نحو 10 آلاف شخص، سيُقدّم القهوة لـ3 آلاف منهم، في رقم قياسي جديد ضمن تقليد قهوة الكنيسة.
شركة التعدين LKAB قامت بطلب خاص لأكواب قهوة خاصة بهذه المناسبة. وتبلغ تكلفة نقل الكنيسة نحو نصف مليار كرون، تتحمّلها الشركة نفسها.
وأشار يوهانسون إلى أن سرعة النقل ستبلغ نحو 0.5 كيلومتر في الساعة، ما يعني أن العملية ستستغرق ما بين 16 و18 ساعة. وختم تصريحه بالتأكيد على أن عملية النقل ستُنفذ تحت إجراءات أمنية مشددة، وأن الشركة واثقة من نجاحها من الناحية التقنية.
ويتم نقل الكنيسة بواسطة دعامات حديدية تُثبّت على مقطورتين هيدروليكيتين تقطعان مسافة خمسة كيلومترات من الموقع القديم إلى ما خارج المركز الجديد للمدينة.
لماذا تُنقل مدينة كيرونا؟
ونشأت مدينة كيرونا، الواقعة في أقصى شمال السويد قرب الدائرة القطبية الشمالية، بفضل منجم الحديد الخام الذي يُعد الأكبر في أوروبا ومصدر العمل الرئيسي لسكانها منذ أكثر من 120 عاماً.
لكن منذ عام 2004 بدأت تظهر شقوق في الأرض قرب المناطق السكنية، نتيجة توسّع عمليات التعدين العميق التي تنفذها شركة LKAB الحكومية.
ومع ازدياد المخاطر الجيولوجية، واجهت السلطات المحلية خيارين: إما إغلاق المنجم وفقدان آلاف الوظائف، أو نقل أجزاء كبيرة من المدينة. فتم التوصل إلى اتفاق يقضي بإعادة توطين نحو 6 آلاف شخص تدريجياً، ونقل المباني المتأثرة، بما في ذلك الكنيسة التاريخية، إلى موقع أكثر أماناً.
المشروع، الذي تتجاوز كلفته الإجمالية مليار دولار، يُعتبر واحداً من أكبر عمليات إعادة توطين حضري في العالم الحديث. ويُتوقع أن يستمر لعقود قادمة، مع الحفاظ على هوية المدينة وتراثها الثقافي والمعماري.