موسكو ـ ليس الرقص للمتعة فقط بل للصحة أيضا، وفق ما تشير إليه الدكتورة ماريا تيخوميروفا أخصائية الطب الرياضي، لأنه يحسن المزاج ويخفف التوتر ويمكن استخدامه حتى كجزء من العلاج للأمراض الخطيرة.
ووفقا لها، يؤثر الرقص إيجابيا على الخلفية العاطفية للإنسان والقدرة على إدراك مشاعر الآخرين، ويستخدم العلاج بحركات الرقص حتى في أمراض خطيرة، مثل الخرف ومرض باركنسون والاكتئاب، ويمكن إدراجه في برنامج إعادة التأهيل لمرضى السرطان.
وتؤكد الطبيبة أن أبرز الصفات المفيدة التي يتم تطويرها من خلال الرقص، الشعور بالتوازن، والتحسن التدريجي في تنسيق الحركات، وكذلك القدرة على التحمل والقوة والمرونة. ومن وجهة نظر فسيولوجية، يحفز الرقص إنتاج هرمونات السعادة، الإندورفين والسيروتونين.
وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر حركات الرقص النشطة تمرينا ممتازا للقلب والأوعية الدموية، وتعمل على تقوية القلب والأوعية الدموية، وتعزز وصول الأكسجين والمواد المغذية بشكل أفضل إلى خلايا وأنسجة الجسم.
الرقص يعمل على تقوية القلب والأوعية الدموية، ويعزز وصول الأكسجين والمواد المغذية بشكل أفضل إلى خلايا الجسم وأنسجته
اعتبرت كاتبة علمية وعالمة جيولوجيا أن الرقص هو أعظم دواء يساهم في التقليل من القلق، والمساعدة في إدارة الألم المزمن، ويعزز جودة حياة مرضى.
واتضح لعلماء من جامعة نورث إيسترن الأميركية أن الرقص مفيد للصحة كالجري والأنشطة الأخرى، حيث يكفي التحرك مع إيقاع الموسيقى أو بدونها، ليحصل الجسم على الجرعة اللازمة من النشاط البدني.
وتشير مجلة بلاس وان إلى أن الباحثين يعرفون منذ فترة طويلة أن الرقص مفيد لصحة القلب والتوازن والمرونة والرفاهية العاطفية. ولكن معظم الدراسات المخصصة لهذا الموضوع ركزت في السابق على أنماط محددة، مثل الباليه أو الهيب هوب. لذلك قرر العلماء الآن دراسة مدى فعالية الحركات الحرة غير المنظمة التي يمكن لأي شخص القيام بها.
ويقول أستون ماكالوتش، كبير الباحثين، لقد سمحنا للمشاركين بالرقص كما يريدون وقسنا معدل ضربات القلب واستهلاك الأكسجين ومستوى الجهد المبذول.
ويشير الباحثون إلى أن 50 شخصا شاركوا في هذه التجربة أعمارهم بين 18 و83 عاما ومستوى لياقتهم البدنية مختلف، وتتراوح الخبرة لديهم من عدم وجودها تماما إلى 56 عاما من الرقص، طلب منهم التحرك لمدة خمس دقائق بوتيرة معتدلة إلى قوية، مع موسيقى أو دونها.
وأظهرت النتائج أن حتى من دون موسيقى، يوفر الرقص نشاطا كافيا لتلبية توصيات وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، لأن الرقص يحرق نفس القدر من الطاقة مثل تمارين القلب والأوعية الدموية الأخرى، ما يساعد على الوصول إلى 150 دقيقة الموصى بها من النشاط المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط القوي في الأسبوع. كما تعمل الموسيقى على تعزيز التأثير، لأن الناس يتحركون بشكل أكثر نشاطا إذا رقصوا على أنغامهم المفضلة.
ويؤكد الباحثون أن الرقص متاح للجميع، ويمكن ممارسته في النادي، وفي المنزل، وحتى أثناء الجلوس على كرسي. الشيء الوحيد المهم الذي يجب مراعاته هو توفر مساحة تضمن التحرك بأمان. أي ليس من الضروري الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو قاعات الرقص للحصول على فوائد الرقص.
ووفقا للباحثين، على الرغم من أن الرقص وسيلة رائعة للحفاظ على اللياقة البدنية، إلا أن تمارين القوة، مثل رفع الأثقال، مهمة أيضا للصحة. وتتضمن بعض أنماط الرقص، مثل البريك دانس، عناصر تمارين القوة، لكن هذا المجال يتطلب المزيد من الدراسة
