بطل المسرحية النجم باسم الباسم الذي جسّد دوره متناغماً مع الموسيقى. واستطاع أن يختصر ستين عاماً من الغربة في ستين دقيقة عبر أداء جمع بين السينوغرافيا والميلودراما، ما أضفى عمقاً وتأثيراً على العمل.
عنصرية لا تشبه السويد
إقرأ أيضا: انعكاس.. جسر ثقافي بين الحضارات في معرض بمالمو
وقال الباسم غمرتني سعادة كبيرة وأنا أستمع لكلمات الثناء من الجمهور العزيز الذي حضر العرضين. فكرة المسرحية بدأت من مقالة بسيطة كتبها أحمد الصائغ. عندما قرأت النص شعرت أنه يصلح لعمل مسرحي. بالتعاون مع الشاعر عدنان الصائغ استطعنا خلق شخصية تعبّر عن معاناتنا واختصرنا ستين عاماً من حياتنا في ستين دقيقة.
وأضاف نقلنا معاناتنا منذ أن كنا في أوطاننا حتى اليوم. كما تناولنا موضوعاً مهماً يتعلق باقتراح العودة الطوعية مقابل بدل مادي والذي أثار تساؤلات عميقة لدينا كفنانين إلى أين نعود؟ لقد عشت في السويد 33 سنة مقارنة بـ 26 سنة في بلدي الأم، ما يعني أن السويد أصبحت جزءاً أكبر من حياتي. من غير المنطقي أن يأتي سياسي ليطالبني بالعودة مقابل المال أو يمارس ضغوطاً تقيّد حريتي. هذه عنصرية لا تشبه السويد التي عرفناها.
وتابع الباسم دورنا كفنانين هو إثارة التساؤلات وفتح النقاشات لمواجهة هذه العنصرية والقرارات الظالمة عبر أعمالنا الفنية. لقد أثبتت الأعمال الفنية قدرتها على تغيير قرارات مصيرية حتى في الدول الديكتاتورية. اخترت الجلوس بين الجمهور قبل صعودي على خشبة المسرح للتأكيد على أنني جزء منهم وأعيش نفس معاناتهم.
كيف أهجر غربتي وأعود محدودب الظهر؟
فيما قال الكاتب أحمد الصائغ مؤلف النص ومنتج العمل في هذه الدقائق الستين اختصرنا معاناتنا كجيل تأرجح بين الغربة والفقدان، بين الأحبة والوطن. المسرحية ليست تجربتنا الشخصية فقط بل تجربة كل من عاش ويلات الحروب والاضطهاد والغربة. العمل يطرح تساؤلات عن المنفى هل يمكن أن يصبح بديلاً للوطن؟ أم سيكون هناك عودة للوطن في ظل القرارات السياسية الحالية؟
وتسائل الصائغ كيف أهجر غربتي وأعود محدودب الظهر؟ من يعيد لي سنوات الغربة وأصدقائي و طفولتي وذكرياتي؟.
الحضور لم يقتصر على الناطقين بالعربية
وقالت كلاوديا ريبيجاني التي تعمل مطورة للبرامج الثقافية في Studiefrämjandet عملنا مع مؤسسة النور الثقافية منذ أكثر من عشر سنوات وهذه ليست المرة الأولى التي نتعاون فيها لكننا أخذنا استراحة لفترة. المسرحية كانت عملاً مهماً وإيجابياً خصوصاً أن الحضور لم يقتصر على الناطقين بالعربية بل شمل ناطقين بالسويدية ولغات أخرى. الترجمة الفورية على الشاشة خلف المسرح ساعدت الجميع على فهم مجريات العمل.
من جهة أخرى، وصف إيفان إحدى الحاضرات المسرحية بأنها رائعة. وقالت شاهدنا عرضاً فنياً متكاملاً نقلنا إلى عوالم من الإبداع. الأداء الاحترافي للفنان باسم الباسم كان مذهلاً. هذا النوع من الأعمال الذي يعتمد على ممثل واحد يُعتبر من أصعب الفنون الأدائية وقد أبدع في تجسيد الشخصية بكل براعة
