قصة قصيرة ععن الاصدقاء!

[إسحق القس افرام]

بعد ظهر يوم السبت، استأذنت والدي. ورافقت رامي إلى الحقل القريب من الدار، لنلتقط الفراشات ونجمعها بناء على طلب أستاذ العلوم الطبيعية. وبينما نحن هناك، وصل إلى مسمعي صوت غريب أشبه باستغاثة، فسألت رامي: هل سمعت هذا الصوت؟
فقال: ما هو هذا الصوت؟
فقلت له: كأنه صوت أحد يطلب النجدة، دعنا نذهب ونرى ما هو مصدر هذا الصوت، فقال لي: ولكن والدي حذرني من التوغل بعيداً في الحقل.
فقلت له: وأنا أيضاً، لقد حذرني والدي، ولكني لا أقدر أن أقف مكتوف اليدين أمام مستغيث يطلب النجدة. وبحرص شديد اقتربنا من مصدر الصوت، ولقد هالني ما رأيت، فإذا بصبي لم يتجاوز العاشرة من العمر، مربوط إلى شجرة ربطاً محكماً، وهو يصرخ ويستغيث طالباً النجدة. فسبقت رامي إليه، وفككت عنه الحبل، وسألته: من الذي فعل بك هذا؟
فرد بحزن: رفاقي ربطوني هكذا.
فسألته: ولماذا فعلوا بك ذلك؟
فرد: كنا نلعب لعبة الشرطي والحرامي، ووقع علي أن أقوم بدور الحرامي، فأمسكوني وربطوني إلى هذه الشجرة. ولكنهم عندما سمعوا ذلك الصوت الرهيب، تركوني وهربوا.
فسألت: أي صوت تقصد؟
فأجاب على الفور: ألا تسمع؟ إنه صوت ذئب. وفجأة سمعنا ذلك الصوت القوي، الذي عوى ففزعنا جداً. ونظرت إلى صخرة بعيدة، وإذا بالذئب يقف هناك. وعندما هممنا بالهروب، سمعنا صوت طلقة نارية واحدة، هوى بعدها الذئب أرضاً، وبعدها ظهر رجل حامل بندقي . فصرخ الصبي بأعلى صوته: بابا .. بابا فأسرع إليه أبيه واحتضنه بين ذراعيه وسأله بلهفة: هل أنت بخير يا بني؟
نعم يا أبي، فقد خلصني رامي وصديقه. وبنبرة حادة قال والده: لقد أعلمني رفيقك ( وسام ) بما قام به مع رفاقه. فلنذهب الآن إلى البيت، فأمك تنتظرك في غاية القلق. لكنها ستقاصصك، لأنك عصيت كلامها وتحذيراتها، وغادرت البيت من دون علمها، وأنا أوافقها الرأي. فاعتذر الابن من أبيه، متعهداً بعدم تكرار فعلته،
ونظر إلينا وقال: أشكركما لأنكما أنقذتماني، أتمنى أن نصبح أصدقاء دائماً.

[إسحق القس افرام]

مع الاسف الشديد اصبحت الصداقة فخ في كتير من الاحيان!
ولكن احذر عدوك مرة واحدة وصديقك الغير وفي ولا يعرف معنى الصداقة بالف مرة.