الصامت الخالد ..!! شعر وديع القس

أضف رد جديد
وديع القس
عضو
عضو
مشاركات: 335
اشترك في: السبت فبراير 19, 2011 1:23 am

الصامت الخالد ..!! شعر وديع القس

مشاركة بواسطة وديع القس »

إلى روح المفكر الكبير ( نعوم فائق ) الصامت
الخالد



الصّامتُ الخالد..!! شعر وديع القس



ويصمتُ القلبُ مرتاحاً بما عشِقَا

والرّوحُ تبقى كنورِ الشّمسِ مؤتلقَا



والصّدقُ يعلوْ معَ الأزمانِ مرتفِعَا

والعلمُ يسموْ وللأجيالِ مرتفقَا



نعّومُ أسمٌ تفوقُ الوصفَ سيرتهُ

علمٌ وفكرٌ وتاريخٌ ومنطلقَا



حكمُ الطّبيعةِ قانونٌ ، تسيّرهُ

ودونما هدفٍ ، تغدوْ بمفترِقَا



وفي الحياةِ رجالٌ ترسمُ الأملَ

وتزرعُ الأرضَ حبّا ً دونهُ العبقَا



والجيلُ من بعدها يهوى مبادئَها

كبلسمِ الرّوحِ في صنوينِ ملتصِقَا



السّيرُ في طُرقِ الأشواكِ دامية ٌ

عندَ الحكيمِ كترحالٍ لمنعتَقَا



صمتُ الحكيمِ جوابٌ في مهابتهِ

وإنْ تكلّمَ ، بالإفصاحِ والّلبقَا



طفلٌ تمرّدَ فوقَ الضّيمِ والعتم ِ

ليرفعَ العزَّ بالإنسانِ ممتشِقَا



شبلٌ لآرامَ والجيناتُ ناصعة ٌ

تحكيْ روايةَ نبراسٍ به فلقَا



غصنٌ لآشورَ والأزهارُ تبتسمُ

تهديْ شذاها إلى الأكوانِ بالعبقَا



بحرٌ وفي عمقهِ الأثمانُ والدّررُ

تواكبُ المجدَ ، إيمانا ً ومعتنَقَا



وينحنيْ الفكرُ إجلالاً لحكمتهِ

يحوّلُ السجنَ تيجانا ً ومنعتَقَا



تسموْ مبادئهُ ، للأفقِ عالية ً

في سائرِ الشّرقِ عنوانا ً لما سمقَا



وكتلةٌ من لهيبِ العلمِ بذرتهُ

وشعلة ٌ من بريقِ الشّمسِ مفترَقَا



وفي الترابِ شقوقُ الأرضِ تذكرهُ

وفيْ الخدودِ طيوبُ الدمعِ والعرَقَا



سنابلُ القمحِ في آمادَ قد حبلتْ

وفي العوالمِ جادَ الحبَّ والعشَقَا



علمُ الرّجولةِ فاقَ الموتَ منتصِبَا

والموتٌ أغنية ٌ ، للفارسِ الحذِقَا



صمتُ الجسومِ معَ الأكفانِ راحلة ً

والرّوحُ تبقى كنورِ الشمسِ مؤتلِقَا



الرّوحُ تبقى خلودا ً في دواخلِنَا

عزيزةٌ ، كمثالِ العينِ والحدقَا



نجحتَ في صمتكَ المسجونِ في كفن ٍ

بأنّكَ الهدفُ الأسمى لمنْ صدقَا



وغيمة ٌمنْ غبارِ الأرضِ تائهة ٌ


لا تحجبُ النّورَ منْ نجمٍ إذا خرقَا



ومعدنُ الذّهبِ، في أصلهِ الكرمُ

مهما تلاعبَ في أثمانهِ الحنقَا



طوبى لمنْ رسموا الآياتَ ملحمة ً

عهداً لأيمانهمْ ، باللهِ والخلقَا



طوبى لمنْ كتبوا الأفكارَ من دمِهِمْ

واستنبطوا الفكرَ من أطيانهمْ نُطُقَا



طوبى لمنْ رهنوا أجسادهمْ كرما ً

والنبلُ فيهمْ علا الآكامَ والأفقَا



طوبى لمنْ لحّنوا الآهاتَ أغنية ً

وبدّدوا عتمةَ الأحزانِ والقلقَا



طوبى لمنْ ينصرُ المظلومَ محنتهُ

ويرسمُ البسمةَ الخيلاءَ في وثقَا



وكنتَ في مجملِ التطويبِ بلسمُهَا

تشفي الغليلَ وتكويْ الجّرحَ إنْ فُتقَا



وكنتَ في معظمِ الأعتامِ شمعتُهَا

تقدّمُ النّورَ رغمَ العتمِ مُخترِقَا



روحُ البطولةِ في أحشائكَ ، يَنَعَتْ

منذُ الطّفولةِ كنتَ القائدُ الوثِقَا



في حكمةِ الأدبِ ، ينبوعُ معرفة ٍ

يفيضُ كالسيلِ دفّاقا ً ومندفِقَا



وفي المشورةِ علّامٌ بحكمتهِ

يعطيْ النصيحةَ بالإخلاصِ والصدقَا



وفي المحبّةِ خوفُ اللهِ زينتهُ

أمينُ حبٍّ وللمحتاجِ مُسترِقَا



يا عاشقَ الأرضِ والأزهارُ تعرفهُ

حبُّ الترابِ لهُ ، في الرّوحِ والحدقَا



أمُّ الفصاحةِ من سرياننَا شرقتْ

وشمسُها دارتِ الأكوانَ منغدِقَا



وعهدُ آشورَ نقشٌ في حدائقِنَا

بمعجزاتٍ وللأعمى إذا رمقَا



ومنْ مآثرَ كلدو ينضحُ الأثرُ

في عُرفِ أجيالنَا أعلامهُ برقَا



وأمّةُ النّور فيْ سرياننَا رسمتْ

عهدَ الخلودِ لشعبٍ أصلهُ عرِقَا



وليعلمُ الجيلُ من أسلافهِ نبتتْ

منارةُ العلمِ للتّاريخِ مستبِقَا



وفيْ الدّماءِ بنوا صرحا ً بمعجزةٍ

وبابلُ المجدِ إعلانٌ لمن حدقَا



وجلّقُ الشامِ آرامٌ يهدهدها

بوّابةُ العلمِ والتاريخِ والسّبقَا



آرامُ يزأرُ في ذكراكَ مبتهلا ً

ولحنُ آشورَ بالأكفان ِ مُرتفَقَا



وكلّنا أخوةٌ ، والدمُّ يجمعُنَا

وحبّنا بترابِ الأرضِ مُلتصِقَا



ومنْ لهُ بكنوزِ العلمِ والأدبِ

فلا يراودهُ ،خوف ٌ ولا قلقَا .؟.!!



وديع القس ـ 6. 2 . 2015

ألقت القصيدة الشاعرة ( رنوة نصير )في مدينة فيزبادن الألمانية بتاريخ 7. 2 . 2015 بدلا ً عنّي لعدم حضوري .


وذلك لإحياء مهرجان شعري بمناسبة ذكرى المعلم القومي نعوم فائق . وللشاعرة (رنوة ) كل التحية والشكر.
[/b][/size]
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى الأديب وديع القس“