الجمعة العظيمة ܥܪܝܦܬܐ ܕܙܩܝܦܘܬܐ ܘܨܓ̣ܕܬܐ ܕܨܠܝܒܐ!
مرسل: الجمعة إبريل 18, 2014 5:40 am
ـ جمعة الآلام، الجمعة العظيمة
تمهيد
مهما كانت التسميات جمعة الآلام، الجمعة العظيمة، الجمعة الحزينة أو جمعة الصلبوت، فإن المعنى واحد،
لأن هذا اليوم هو من الأيام المهمة في تاريخ الكنيسة السريانية، فيسوع المسيح بمحض إرادته شاء أن يتألم، فتحققت فيه نبؤات الأنبياء في العهد القديم. وبمحض إرادته شاء أن يُصلب، فحصل خلاص للبشرية. وعلى الصليب ومن خلال قطرات دمه غسل خطايانا، وإلى هذا أشار القديس مار يوحنا المعمدان عندما قال: هذا هو حمل الله الرافع خطايا العالم. وبمحض إرادته شاء أن يموت ويُدفن، فمتنا ودُفِّنا معه، ولكننا قُمنا أيضاً معه في قيامته المظفرة.
إن جمعة الآلام، الجمعة العظيمة، الجمعة الحزينة وجمعة الصلبوت، رغم أنها مناسبة حزينة، فالكنيسة تتشح بالسواد، وألحان الكنيسة كلها تميل إلى الحزن والألم، ولكن هذا اليوم أيضاً هو نقطة الانطلاق نحو الفرح الدائم الذي يبدأ في مثل هذا اليوم بالذات.
ترتيلة : واحبيبي
واحبيبي واحبيبـي أي حال أنت فيـه
من شجاك من مناك ابن من هذا السفيه
فروميون : الحمد للسيد المسيح الذي بصلبه الكريم خلّص العالم وسالم العلويين والسفليين، وبدم عهده خلّى المأسورين وأعتق المسبيين، فتحققنا ربوبيته بالصليب، وعرفنا أن الصليب نفسه شجرة المعرفة، فلك أيها المسيح إلهنا نسجد أمامه، في هذا الوقت وفي كل وقت وحين.
سدرو: أيها المسيح إلهنا، يا من بصليبك الرباني المكّرم جربت، بل رددت إليك الجميع. يا من في البدء وضعت في يوم الجمعة حداً لنظام خليقتك البديع العجيب، وفي هذا اليوم نفسه الذي هو السادس أبدعت خلقتنا البشرية، جابلاً ومكوّناً آدم صورة عظمتك، ومسلماً إياه على كل ما في الأرض، وإذ لم يثبت على حريته، وخالف وصيته الربانية نُبذَ من الحياة الملائكية السعيدة وجنح إلى الموت والفساد، فلما رأيته وقد تردى في الفساد بمحض إرادته وضاق بالأمر ذرعاً حنّت عليه مراحمك الأزلية، فاحتملت من أجله في هذا يوم الجمعة نفسه موت الصليب الخلاصي لتردده، والطبيعة البشرية جمعاء التي كانت قد بليت بالفساد، فالصليب إذاً نقض العداوة وصالح الله مع البشر. الصليب المظّفر حوَّل الأرض سماءً ووحَّد البشر والملائكة معاً. الصليب قوَّض قصور الموت وخفّض جناح إبليس. الصليب قهر قوة الخطيئة وطرد الأبالسة مُثيريها. الصليب نقض هياكل الأصنام ودك قباب المنحوتات دكاً وسحق الأصنام سحقاً. الصليب نصب المذابح وثبت الكنائس. الصليب هو مشيئة الأب ومجدك أيها الابن. وأنشودة الروح القدس الصليب المخلص يفوق الشمس نوراً والقمر ضياءً، فمتى أشرق احتجبت الشمس انخذالاً من أشعته الوهاجة، وبواسطة هذا الصليب أزداد برنا كما في الكتب. فلنعبدنّ إذن الصليب ولنكرمنّه بالسجود في هذا اليوم الجمعة الذي صار لنا فيه الخلاص، هاتفين سوية قائلين: نسجد للصليب المحيّ لأنه ردنا إلى الفردوس الذي كنا قد فقدناه. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لأنعتاقنا به من لعنة المخالفة. نسجد للصليب المحيّ لأنه فتح لنا الكنوز السماوية. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لإحرازنا به تطهيراً من سائر الأدناس. نسجد للصليب الحي والمحيّ لأنه سالم العلويين والسفليين. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لاجتذابه الشعوب قاطبة إلى السجود له. نسجد للصليب الحي والمحيّ لتقلدنا إياه سلاحاً للغلبة. لنسجدنّ جميعاً للصليب لتحررنا من جميع الأهواء الرديئة والرذيلة. نسجد للصليب الحي والمحيّ إذ به تمت رموز الرائين وأمثالهم. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس إذ به تزخرفت صور الأنبياء وأشباههم. نسجد للصليب المحيّ إذ به تكمل أسرار البيعة المقدسة كافة. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لأنه يُصيّر بواسطة العماد أولاد آدم الترابي أولاداً لله. نسجد للصليب المحيّ إذ به هبطت إلينا المواهب الإلهية. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس إذ به مُنحنا النور والحياة الجديدة. نسجد للصليب الحي والمحيّ لأنه صار لنا سلماً ترفعنا إلى السماء. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لأنه أرسانا على أساس الحق. نسجد للصليب المحيّ لأنه يصيّر الخبز والخمر جسد الإله ودمه. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس إذ بواسطة تناولنا إياهما يطهرنا من أدران خطايانا. نسجد للصليب المحيّ لأننا بختمنا به نفوز بالقداسة. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لأنه يخوّل من التجأ إليه رفعة سماوية. نسجد للصليب المحيّ لأنه يهب من اعترف به آلاء سماوية. فلنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لأنه يفتح باب الخدر السماوي لمن يؤمن به، لذلك نبتهل إليك أيها المسيح إلهنا في هذا اليوم الذي نقدم فيه سجوداً حقيقياً لصلبك الذي من أجلنا لكي بصليبك الحي تُغفر لنا خطايانا. فأسند بصليبك ضعفنا وأقمنا من كبوتنا، وأمحو نقائصنا، وجد علينا بالرحمة بصليبك. اللهم أصرف عنا المضار وأكفف الضربات واستر الساجدين له. بصليبك تغمد الخطاة، وقدس الدنسين، واحفظ الأيتام، وأعضد الأرامل، وأشفِ الأوجاع والأمراض، وبارك رعيتك كافة. ونجنا في يوم الدين الرهيب، وفيما تمنّ علينا بجاه صليبك بالأمن والسلام، وتنجينا من جميع التجارب، نيّحنا في المنازل السعيدة وأمواتنا، وجميع الموتى الذين خلصوا به ورقدوا على الإيمان القويم، لكي نرفع إليك معاً حمداً وشكراً وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
القراءة من إنجيل يوحنا 19 : 25 ـ 37
وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ أُمُّهُ وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً قَالَ لأمِّهِ يَا امْرَأَةُ هُوَذَا ابْنُكِ. ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ هُوَذَا أُمُّكَ. وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ. بَعْدَ هَذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ أَنَا عَطْشَانُ. وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعاً مَمْلُوّاً خَلاًّ فَمَلأوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ. فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ قَدْ أُكْمِلَ. وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ لأَنَّ يَوْمَ ذَلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيماً سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا. فَأَتَى الْعَسْكَرُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ الْمَصْلُوبَيْنِ مَعَهُ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ. لَكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ. وَﭐلَّذِي عَايَنَ شَهِدَ وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ. لأَنَّ هَذَا كَانَ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ عَظْمٌ لاَ يُكْسَرُ مِنْهُ. وَأَيْضاً يَقُولُ كِتَابٌ آخَرُ سَيَنْظُرُونَ إِلَى الَّذِي طَعَنُوهُ.
* الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
لكي تتكون لديك صورة كاملة عن صلب يسوع، اقرأ ما أورده يوحنا مع الروايات الثلاث الأخرى في (مت 27 ؛ مر 15 ؛ لو 23). فكل كاتب أو بشير منهم يضيف تفاصيل مفعمة بالمعاني، ولكن كل منهم يقدم نفس الرسالة: أن الرب يسوع قد مات على الصليب تحقيقاً لنبوات العهد القديم. وقد مات يسوع لكي نخلص من خطايانا وننال الحياة الأبدية.
كان الرب يسوع مهتما بأسرته حتى وهو يموت على الصليب. فأوصى يوحنا برعاية مريم أمه. إن عائلاتنا عطايا ثمينة من الله، فلابد لنا أن نقدرها ونعتني بها في كل الظروف. فماذا تفعل اليوم لتبدي حبك لأسرتك؟
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
تمهيد
مهما كانت التسميات جمعة الآلام، الجمعة العظيمة، الجمعة الحزينة أو جمعة الصلبوت، فإن المعنى واحد،
لأن هذا اليوم هو من الأيام المهمة في تاريخ الكنيسة السريانية، فيسوع المسيح بمحض إرادته شاء أن يتألم، فتحققت فيه نبؤات الأنبياء في العهد القديم. وبمحض إرادته شاء أن يُصلب، فحصل خلاص للبشرية. وعلى الصليب ومن خلال قطرات دمه غسل خطايانا، وإلى هذا أشار القديس مار يوحنا المعمدان عندما قال: هذا هو حمل الله الرافع خطايا العالم. وبمحض إرادته شاء أن يموت ويُدفن، فمتنا ودُفِّنا معه، ولكننا قُمنا أيضاً معه في قيامته المظفرة.
إن جمعة الآلام، الجمعة العظيمة، الجمعة الحزينة وجمعة الصلبوت، رغم أنها مناسبة حزينة، فالكنيسة تتشح بالسواد، وألحان الكنيسة كلها تميل إلى الحزن والألم، ولكن هذا اليوم أيضاً هو نقطة الانطلاق نحو الفرح الدائم الذي يبدأ في مثل هذا اليوم بالذات.
ترتيلة : واحبيبي
واحبيبي واحبيبـي أي حال أنت فيـه
من شجاك من مناك ابن من هذا السفيه
فروميون : الحمد للسيد المسيح الذي بصلبه الكريم خلّص العالم وسالم العلويين والسفليين، وبدم عهده خلّى المأسورين وأعتق المسبيين، فتحققنا ربوبيته بالصليب، وعرفنا أن الصليب نفسه شجرة المعرفة، فلك أيها المسيح إلهنا نسجد أمامه، في هذا الوقت وفي كل وقت وحين.
سدرو: أيها المسيح إلهنا، يا من بصليبك الرباني المكّرم جربت، بل رددت إليك الجميع. يا من في البدء وضعت في يوم الجمعة حداً لنظام خليقتك البديع العجيب، وفي هذا اليوم نفسه الذي هو السادس أبدعت خلقتنا البشرية، جابلاً ومكوّناً آدم صورة عظمتك، ومسلماً إياه على كل ما في الأرض، وإذ لم يثبت على حريته، وخالف وصيته الربانية نُبذَ من الحياة الملائكية السعيدة وجنح إلى الموت والفساد، فلما رأيته وقد تردى في الفساد بمحض إرادته وضاق بالأمر ذرعاً حنّت عليه مراحمك الأزلية، فاحتملت من أجله في هذا يوم الجمعة نفسه موت الصليب الخلاصي لتردده، والطبيعة البشرية جمعاء التي كانت قد بليت بالفساد، فالصليب إذاً نقض العداوة وصالح الله مع البشر. الصليب المظّفر حوَّل الأرض سماءً ووحَّد البشر والملائكة معاً. الصليب قوَّض قصور الموت وخفّض جناح إبليس. الصليب قهر قوة الخطيئة وطرد الأبالسة مُثيريها. الصليب نقض هياكل الأصنام ودك قباب المنحوتات دكاً وسحق الأصنام سحقاً. الصليب نصب المذابح وثبت الكنائس. الصليب هو مشيئة الأب ومجدك أيها الابن. وأنشودة الروح القدس الصليب المخلص يفوق الشمس نوراً والقمر ضياءً، فمتى أشرق احتجبت الشمس انخذالاً من أشعته الوهاجة، وبواسطة هذا الصليب أزداد برنا كما في الكتب. فلنعبدنّ إذن الصليب ولنكرمنّه بالسجود في هذا اليوم الجمعة الذي صار لنا فيه الخلاص، هاتفين سوية قائلين: نسجد للصليب المحيّ لأنه ردنا إلى الفردوس الذي كنا قد فقدناه. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لأنعتاقنا به من لعنة المخالفة. نسجد للصليب المحيّ لأنه فتح لنا الكنوز السماوية. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لإحرازنا به تطهيراً من سائر الأدناس. نسجد للصليب الحي والمحيّ لأنه سالم العلويين والسفليين. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لاجتذابه الشعوب قاطبة إلى السجود له. نسجد للصليب الحي والمحيّ لتقلدنا إياه سلاحاً للغلبة. لنسجدنّ جميعاً للصليب لتحررنا من جميع الأهواء الرديئة والرذيلة. نسجد للصليب الحي والمحيّ إذ به تمت رموز الرائين وأمثالهم. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس إذ به تزخرفت صور الأنبياء وأشباههم. نسجد للصليب المحيّ إذ به تكمل أسرار البيعة المقدسة كافة. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لأنه يُصيّر بواسطة العماد أولاد آدم الترابي أولاداً لله. نسجد للصليب المحيّ إذ به هبطت إلينا المواهب الإلهية. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس إذ به مُنحنا النور والحياة الجديدة. نسجد للصليب الحي والمحيّ لأنه صار لنا سلماً ترفعنا إلى السماء. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لأنه أرسانا على أساس الحق. نسجد للصليب المحيّ لأنه يصيّر الخبز والخمر جسد الإله ودمه. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس إذ بواسطة تناولنا إياهما يطهرنا من أدران خطايانا. نسجد للصليب المحيّ لأننا بختمنا به نفوز بالقداسة. لنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لأنه يخوّل من التجأ إليه رفعة سماوية. نسجد للصليب المحيّ لأنه يهب من اعترف به آلاء سماوية. فلنسجدنّ جميعاً للصليب المقدس لأنه يفتح باب الخدر السماوي لمن يؤمن به، لذلك نبتهل إليك أيها المسيح إلهنا في هذا اليوم الذي نقدم فيه سجوداً حقيقياً لصلبك الذي من أجلنا لكي بصليبك الحي تُغفر لنا خطايانا. فأسند بصليبك ضعفنا وأقمنا من كبوتنا، وأمحو نقائصنا، وجد علينا بالرحمة بصليبك. اللهم أصرف عنا المضار وأكفف الضربات واستر الساجدين له. بصليبك تغمد الخطاة، وقدس الدنسين، واحفظ الأيتام، وأعضد الأرامل، وأشفِ الأوجاع والأمراض، وبارك رعيتك كافة. ونجنا في يوم الدين الرهيب، وفيما تمنّ علينا بجاه صليبك بالأمن والسلام، وتنجينا من جميع التجارب، نيّحنا في المنازل السعيدة وأمواتنا، وجميع الموتى الذين خلصوا به ورقدوا على الإيمان القويم، لكي نرفع إليك معاً حمداً وشكراً وإلى أبيك وروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
القراءة من إنجيل يوحنا 19 : 25 ـ 37
وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ أُمُّهُ وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً قَالَ لأمِّهِ يَا امْرَأَةُ هُوَذَا ابْنُكِ. ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ هُوَذَا أُمُّكَ. وَمِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى خَاصَّتِهِ. بَعْدَ هَذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ أَنَا عَطْشَانُ. وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعاً مَمْلُوّاً خَلاًّ فَمَلأوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الْخَلِّ وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ. فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ قَدْ أُكْمِلَ. وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ. ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ لأَنَّ يَوْمَ ذَلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيماً سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا. فَأَتَى الْعَسْكَرُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ الْمَصْلُوبَيْنِ مَعَهُ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ. لَكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ. وَﭐلَّذِي عَايَنَ شَهِدَ وَشَهَادَتُهُ حَقٌّ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ لِتُؤْمِنُوا أَنْتُمْ. لأَنَّ هَذَا كَانَ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ عَظْمٌ لاَ يُكْسَرُ مِنْهُ. وَأَيْضاً يَقُولُ كِتَابٌ آخَرُ سَيَنْظُرُونَ إِلَى الَّذِي طَعَنُوهُ.
* الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
لكي تتكون لديك صورة كاملة عن صلب يسوع، اقرأ ما أورده يوحنا مع الروايات الثلاث الأخرى في (مت 27 ؛ مر 15 ؛ لو 23). فكل كاتب أو بشير منهم يضيف تفاصيل مفعمة بالمعاني، ولكن كل منهم يقدم نفس الرسالة: أن الرب يسوع قد مات على الصليب تحقيقاً لنبوات العهد القديم. وقد مات يسوع لكي نخلص من خطايانا وننال الحياة الأبدية.
كان الرب يسوع مهتما بأسرته حتى وهو يموت على الصليب. فأوصى يوحنا برعاية مريم أمه. إن عائلاتنا عطايا ثمينة من الله، فلابد لنا أن نقدرها ونعتني بها في كل الظروف. فماذا تفعل اليوم لتبدي حبك لأسرتك؟
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.