يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية 12: 10
وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ، مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْكَرَامَةِ
إذ حثنا الرسول على العمل، كل حسب موهبته، بروح متواضع، يسألنا أن نسلك بالحب الأخوي مترجمًا عمليًا بحب الخير للآخرين وكره الشرّ، وتقديم الآخرين في الكرامة، إذ يقول:
المحبّة فلتكن بلا رياء.
كونوا كارهين الشرّ، ملتصقين بالخير.
وادّين بعضكم بعضا بالمحبّة.
مقدّمين بعضكم بعضًا في الكرامة
إن كان التواضع هو الخط الواضح في إضرام المواهب، فإن الحب هو الفكر السائد الذي يربط الكنيسة معًا في الرب كأعضاء حيّة متكاملة، تعيش معًا بروح الكمال، منسجمة معًا، تشارك بعضها البعض.
يوصينا القديس باسيليوس الكبير: يليق بالمسيحي أن يكون هادئًا في صوته، لا يجيب أحدًا أو يتصرف مع أحد بخشونة أو باستخفاف بل في كل شيء يسلك بحلم (في 4: 5) مكرمًا كل أحد
حدّثنا الرسول بولس بفيض عن المحبّة (1كو 13)، مبرزًا قوّتها وفاعليّتها بل وأبديّتها، ويوصينا الرسول بطرس: لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة (1 بط 4: 8)، ويرى القدّيس يوحنا أن ممارسة الحب أشبه بتمتّع بالقيامة، إذ يقول: نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة (1 يو 3: 14).
المحبّة ليست عاطفة مجردة إنما هي تمتّع والتصاق بالخير خلال اتحادنا بربنا يسوع.
بهذا تنبع المحبّة من أعماق داخليّة وشركة مع الله، إذ يقول الرسول: كل من يحب فقد وُلد من الله، ويعرف الله... لأن الله محبّة (1 يو 4: 7-8). هذا ما يعنيه الرسول بقوله: المحبّة فلتكن بلا رياء.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى ابد الآبدين آمين