وصايا!
مرسل: السبت أكتوبر 05, 2013 6:40 am
رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
ص 13
لتكن سيرتكم خالية من محبة المال. كونوا مكتفين بما عندكم، لأنه قال: لا أهملك ولا أتركك
حتى إننا نقول واثقين: الرب معين لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي إنسان
اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم
يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد.
لا تساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة، لأنه حسن أن يثبت القلب بالنعمة، لا بأطعمة لم ينتفع بها الذين تعاطوها
لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن أن يأكلوا منه
فإن الحيوانات التي يدخل بدمها عن الخطية إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة تحرق أجسامها خارج المحلة
لذلك يسوع أيضاً، لكي يقدس الشعب بدم نفسه، تألم خارج الباب
فلنخرج إذا إليه خارج المحلة حاملين عاره.
لأن ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع، لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله
أطيعوا مرشديكم واخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا، لكي يفعلوا ذلك بفرح، لا آنين، لأن هذا غير نافع لكم صلوا لأجلنا، لأننا نثق أن لنا ضميرا صالحا، راغبين أن نتصرف حسنا في كل شيء.
الشرح
لكي ننعم بعمل المسيح الكفاري بكونه رئيس الكهنة الأعظم السماوي، يلزمنا أن نعلن محبتنا للآخرين، لا كشرط نبدأ نحن به وإنما كالتحام حيّ للحب الإلهي بالحب الأخوي. فإنه بالحق كلما اتسع قلبنا خلال عمل الله أو محبته أحببنا نحن أيضًا إخوتنا، وكلما أحببنا الإخوة أعلن الله بالأكثر حبه فينا.
إذ أراد أن يوصيهم بعدم الانسياق وراء التعاليم الغريبة المتنوعة أكد لهم أن يسوع المسيح هو أمس واليوم وإلى الأبد. إنه ابن الله الحيّ الذي لم ولن يتغير، نقبله كما قبله آباؤنا بالأمس، ونسلم الإيمان به للأجيال المقبلة بلا انحراف.
يترجم الرسول المحبة الأخوية إلى جوانب عملية يبدأها بإضافة الغرباء، وللمرة الثانية لا يقدم الوصية في صيغه أمر إنما في شكل تذكير لعمل يمارسونه هم وقد سبق فمارسه آباؤهم ونالوا عليه مكافأة عظيمة، إذ يقول: لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ. يعود بفكره إلى أبينا إبراهيم حيث استضاف ثلاثة عابرين عند باب خيمته في ممراً ثم إكتشف أنهم ظهور للرب وملاكين معه، كما عاد إلى لوط الذي استضاف ملاكين.
لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ. إذ يكون الزواج مكرمًا في عيني إنسان بحق لا يطيق الدنس والنجاسة. فالمسيحي الحقيقي يعيش في طهارة ونقاوة غير منغمس تحت عبودية الشهوات الجسدية.
اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ. لنذكر الآباء الرعاة الذين يختفون وراء كلمة الله فيشهدون لا بما لهم بل بالكلمة الإلهي المعلن في كرازتهم وفي سلوكهم. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: أي نوع من الإمتثال هو هذا؟ بالحق نمتثل بما هو صالح فيهم، إذ يقول: انظروا حياتهم فتمثلوا بإيمانهم فإن الإيمان إنما يعلن في الحياة النقية. وقد سبق أن تحدثنا عن إلتزام المؤمنين بإعلان الحب للكاهن من أجل كلمة الله التي كرس حياته لها واختفى فيها وعاشها. ومن جانب الكاهن أن يكرز بالكلام فحسب وإنما بحياته التي يلزم أن تكون مضيئة وشاهدة للحق.
الخروج خارج المحلة لا يخلق في النفس تبرمًا وإنما يحول الإنسان إلى قيثارة إلهية تبعث الفرح وتنطق بالتسبيح، ما دام الإنسان لا يخرج بمفرده، وإنما مع المسيح له المجد وفيه يتحول الألم والطرد إلى حالة فرح داخلي هو ثمر الروح القدس الذي يبهج المؤمن بتقديم نفسه ذبيحة حب لله في ابنه.
يختم الرسول بولس حديثه بالبركة الرسولية: وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ، لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.
[/size]ص 13
لتكن سيرتكم خالية من محبة المال. كونوا مكتفين بما عندكم، لأنه قال: لا أهملك ولا أتركك
حتى إننا نقول واثقين: الرب معين لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي إنسان
اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم
يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد.
لا تساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة، لأنه حسن أن يثبت القلب بالنعمة، لا بأطعمة لم ينتفع بها الذين تعاطوها
لنا مذبح لا سلطان للذين يخدمون المسكن أن يأكلوا منه
فإن الحيوانات التي يدخل بدمها عن الخطية إلى الأقداس بيد رئيس الكهنة تحرق أجسامها خارج المحلة
لذلك يسوع أيضاً، لكي يقدس الشعب بدم نفسه، تألم خارج الباب
فلنخرج إذا إليه خارج المحلة حاملين عاره.
لأن ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع، لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله
أطيعوا مرشديكم واخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابا، لكي يفعلوا ذلك بفرح، لا آنين، لأن هذا غير نافع لكم صلوا لأجلنا، لأننا نثق أن لنا ضميرا صالحا، راغبين أن نتصرف حسنا في كل شيء.
الشرح
لكي ننعم بعمل المسيح الكفاري بكونه رئيس الكهنة الأعظم السماوي، يلزمنا أن نعلن محبتنا للآخرين، لا كشرط نبدأ نحن به وإنما كالتحام حيّ للحب الإلهي بالحب الأخوي. فإنه بالحق كلما اتسع قلبنا خلال عمل الله أو محبته أحببنا نحن أيضًا إخوتنا، وكلما أحببنا الإخوة أعلن الله بالأكثر حبه فينا.
إذ أراد أن يوصيهم بعدم الانسياق وراء التعاليم الغريبة المتنوعة أكد لهم أن يسوع المسيح هو أمس واليوم وإلى الأبد. إنه ابن الله الحيّ الذي لم ولن يتغير، نقبله كما قبله آباؤنا بالأمس، ونسلم الإيمان به للأجيال المقبلة بلا انحراف.
يترجم الرسول المحبة الأخوية إلى جوانب عملية يبدأها بإضافة الغرباء، وللمرة الثانية لا يقدم الوصية في صيغه أمر إنما في شكل تذكير لعمل يمارسونه هم وقد سبق فمارسه آباؤهم ونالوا عليه مكافأة عظيمة، إذ يقول: لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ. يعود بفكره إلى أبينا إبراهيم حيث استضاف ثلاثة عابرين عند باب خيمته في ممراً ثم إكتشف أنهم ظهور للرب وملاكين معه، كما عاد إلى لوط الذي استضاف ملاكين.
لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ. إذ يكون الزواج مكرمًا في عيني إنسان بحق لا يطيق الدنس والنجاسة. فالمسيحي الحقيقي يعيش في طهارة ونقاوة غير منغمس تحت عبودية الشهوات الجسدية.
اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ. لنذكر الآباء الرعاة الذين يختفون وراء كلمة الله فيشهدون لا بما لهم بل بالكلمة الإلهي المعلن في كرازتهم وفي سلوكهم. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: أي نوع من الإمتثال هو هذا؟ بالحق نمتثل بما هو صالح فيهم، إذ يقول: انظروا حياتهم فتمثلوا بإيمانهم فإن الإيمان إنما يعلن في الحياة النقية. وقد سبق أن تحدثنا عن إلتزام المؤمنين بإعلان الحب للكاهن من أجل كلمة الله التي كرس حياته لها واختفى فيها وعاشها. ومن جانب الكاهن أن يكرز بالكلام فحسب وإنما بحياته التي يلزم أن تكون مضيئة وشاهدة للحق.
الخروج خارج المحلة لا يخلق في النفس تبرمًا وإنما يحول الإنسان إلى قيثارة إلهية تبعث الفرح وتنطق بالتسبيح، ما دام الإنسان لا يخرج بمفرده، وإنما مع المسيح له المجد وفيه يتحول الألم والطرد إلى حالة فرح داخلي هو ثمر الروح القدس الذي يبهج المؤمن بتقديم نفسه ذبيحة حب لله في ابنه.
يختم الرسول بولس حديثه بالبركة الرسولية: وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ، لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.