الخاتم المفقود . بقلم : فريد توما مراد
مرسل: الاثنين سبتمبر 02, 2013 11:34 am
الخاتم الذي سلبته الأمواج

أتصلت لأقول له : الحمدلله على السلامة ..
كان إبن عمي ( دانيال ) وزوجته قد رجعا من رحلتهم التي أستغرقت
أسبوعاً واحداً ، قضياها في تركيّا بمدينة ( ألآنيا ) على
شواطىء البحر الأبيض المتوسّط الجميلة .
- كيف كانت رحلتكم ؟ سألته مستفسراً ..!
- كانت ممتعة جدّاً .. كنا نشتهيكم معنا ..
في تلك اللحظة ونحن نتكلم ، دخلت زوجتي ، وبيدها مفاتيح البيت
حيث كانت قد فقدتهم منذ بضعة أشهر ، وراحت تلوِّح ليَّ بهم .
قلت وأنا أعتذر من إبن عمّي على المقاطعة : أين وجدتيهم ؟
وبينما هي تخبرني أين وكيف وجدتهم ..
جاءني صوت إبن عمّي من
الطرف الآخر ليقول : خير ؟ ماذا حدث ؟!
فرحتُ أشرح له قصة المفاتيح الضائعة منذ أشهر ، والتي ظهرت فجأة
بينما نحن نتكلّم ، فها هي زوجتي فرحة وسعيدة لأنها أخيراً وجدتهم .
ضحك إبن عمي وقال : إذاً لابدَّ أن أخبرك قصة ( خاتمي المفقود ).
وأخذ يرويها لي ..
قال : وصلنا (ألآنيا ) ونحن بغاية اللهفة والشوق للنزول إلى الشاطىء
لهذا وبعد أن أستلمنا غرفتنا ، وفتحنا بسرعة حقائب السفر ، وأخرجنا
منها مايلزمنا ، ذهبنا نحو البحر .
كانت الشمس ساطعة ، والشاطىء يعجّ بالناس من مختلف الجنسيَّات ..
ثمّة رياح خفيفة قادمة مع أمواج البحر العاتية ، كانت تنعش المكان
وتلطِّف الجو ..
أخذنا أماكننا على الشاطىء ، ورحنا نستعد للنزول إلى المياه ..
بجانبنا مباشرة حيثُ جلسنا ، كان يجلس رجل وإمرأة وفتاتين في سن
المراهقة ، يتكلّمون فيما بينهم اللغة السويديّة .. فبادرتهم زوجتي
بالسلام ، وكالعادة كلام يجر خلفه كلام ... كان ( نيكلاس ) وهذا
أسم الرجل ، وزوجته التي هي من أصل يوناني ، وإبنتاهما ، يقطنون
مدينة ( يونشوبينك ) هذا ما أخبرونا به بعد أن جمعتنا الصدفة فوق تلك
الرمال الناعمة ، وأمام هدير الأمواج العالية
وتحت لهيب الشمس الحارقة ، فتوطدت أواصر العلاقة
بيننا ، وكأننا تعارفنا من زمان ، أو كأنَّ أحَّدنا كان بحاجة إلى الآخر
وبإنتظار فرصة اللقاء .
نزلنا المياه .... لم أكن في تلك اللحظة أفكر بشيء ، سوى التمتّع قدر
الإمكان بما أنا فيه .. .. كانت تلال الأمواج تأتي متتالية ، فترفعك معها
لتلقي بك بعيداً .
طابت لي تلك المواجهة مع الأمواج .. كنت أفتح لها ذراعيَّ ، وأُرخي
لها نفسي ، لتفعل هي فعلتها ، وتقذفني كيفما تشاء ..!!
وفجأةَ شعرت وكأن إصبعي قد تحرَّر من شيءٍ كان يقيّده مدة طويلة ...
نظرت وليتني مانظرت..! لأنَّ فرحتي وسعادتي إنقلبت إلى همٍّ وغمٍ ..!
لقد سرقت مني الأمواج شيئاً عزيزاً له ذكرى جميلة في قلبي ..
أجل سرقت مني خاتمي المحبب ، وقدّمته هدية لقاع البحر .
لم أتمالك أنفاسي ، فوقع المصيبة عليَّ كان كبيراً ، لهذا صرخت كمن
لدغته أفعى ، أو كمن رأى حوتاً قادماً بإتجاهه ..
- مابكَ ؟ قالت زوجتي ..!
- قلت : لقد فقدت خاتمي ..
لم تمضي إلاَّ بضعة دقائق ، حتى تحوّل المكان إلى ساحة غوص
وبحث وتنقيب ... كل الذين علموا بالقصة ، تعاونوا معنا بالبحث عليه..
وربما كان من بينهم ذو نوايا حسنة ، وآخرون ذو نوايا سيّئة .. المهم
في النهاية تعبنا جميعنا من البحث ، لكن دون جدوى ، ففقدنا الأمل
وفقدنا الرجاء ، وخرجنا بنتيجة وهي أن مانفعله لهوَّ عبثٌ ومضيعة
للوقت .
لاأريد أن أخفي عليك ياإبن عمّي وأقول بأنني كالآخرين فقدت الأمل
والرجاء كليَّاً ، لا بل بالعكس ، فلم تغب صورة الخاتم عن ناظري
لهذا كنت في كل يوم أنزل إلى البحر ، وأتعمَّد
السباحة في نفس المكان ، حيث سُلبَ منّي خاتمي ، وكنت أغوص وأغوص
مراراً عديدة ، علَّني أرى بريقه من تحت المياه ، ولكن دون
جدوى ..! .
تركنا تركيّا وقلبي مكسور الخاطر منها لأنَّ مياهها سرقت منّي قطعة عزيزة وغالية جدّاً..
وعدنا إلى السويد بعد إنتهاء أيام إجازتنا هناك
لتعود المياه إلى مجاريها ، ولنبدأ العمل أنا وزوجتي ، وتنتهي قصّتي
لتعبر في زمن النسيان .
لم أكاد أصدِّق وأستوعب ما قالته زوجتي ليّ ، عندما أتصلت
وهي تضحك وتقول : أبشر لقد وجدوا (خاتمكَ ....!!!! )
- قلتُ : أعتقد لاداعي للتشمّت والمسخرة ، أتركيني وحسبي ..
- قالت : إنني لا أمزح ، فهذه هي الحقيقة ..
- قلت : على أيّة حقيقة تتحدثين ؟!
- قالت: لقد أتصل بيّ ( نيكلاس ) من يونشوبينك وأعلمني بذلك..
كان نيكلاس هذا ، وأنا ، قد أخذنا على بعضنا البعض جدّاً ، وفي
أحيانٍ كثيرة كنا نمزح وننكِّت ونتكلّم عن أشياء لم تكن قد حصلت
فيوحي واحدنا إلى الآخر بها ، وكأنها حقيقة حاصلة ، لهذا عندما
أتصلت زوجتي وأخبرتني ، أعتقدت للحال بأنها نهفة من نهفات
نيكلاس ،أو مزحة من تلك التي كان يمزحها ، فأخذت للحال الهاتف وأتصلت به لأتأكّد من صدق أقواله
فما إن جاءني صوته من الطرف الآخر ، وعَلِمَ بأنني المتكلّم ، ضحِك
وقال : لقد وجدتُ خاتمك ..! وراح مستمرّاً في ضحكته ..
- قلت : أرجوك يانيكلاس هذا ليس وقت المزاح ، على الأقل كن ولو
لمرّة واحدة جديَّا ..
- قال : إنني أكلّمكَ بغاية الجديّة .. لقد وجدته ..!
- قلت : كيف ؟
- قال : سأقصّ عليك الحكاية ....
في اليوم الأخير لإنتهاء إجازتنا ، وقبل مغادرتنا الفندق ببضعة ساعات
رأينا أن ننزل البحر للمرّة الأخيرة ، كما لو كنّا لنودِّعه ، ونشكره على
الأيام الجميلة والممتعة التي قضيناها معه ....
جلسنا كالعادة على الشاطىء ، وأخذنا نتأمّل منظر البحر المهيب ، وروعة
الأمواج القادمة نحونا ، ودويّ هديرها كلّما أقتربت أكثر فأكثر ... وفجأة
حدث أمرٌ غير متوقع ...! لقد هاج البحر وماج مع قدوم موجة عالية جدّاً
ضربت الساحل ومن عليه ، فقزفتنا إلى مسافة بضعة أمتار ، ثم
أنحسرت وتراجعت وتلاشت ...!!!
وبينما أنا مُلقى على الشاطىء محاولاً أسترجاع أنفاسي التي كدت أفقدها
والموجة تعلو فوقي .... كانت الشمس ساطعة ... ورمال البحر
بدأت تستقبلها ، نظرت وعلى مقربة مني ، كأنّ شيئاً ما
يعكس أشعة الشمس ، فينبعث منه وهجاً مشعَّاً يُلفت الأنظار ..
تحرّكت بجسدي نحو المكان لأرى ماذا عساه أن يكون هذا المُشِعْ ..؟
أتصدِّق يادانيال ..! كان الشيء الذي فقدته وزعلتَ عليه كثيراً ...!
أجل كان خاتمك الذي سلبته منك الأمواج منذ أيام وأرسلته هديّة ثمينة
لجوف البحر، فهاج وماج ، ليرفضه ويلفظه إلى الخارج ، وكانّه بهذا
يقول : عُد إلى صاحبك ، لأنك كنت عزيزاً على قلبه .
نعم عاد إليَّ خاتمي ضمن رسالة مضمونة أرسلها صديقي نيكلاس من مدينة يونشوبينك
إلى ستوكهولم ، حيثُ أقطن ، عاد بعد أن قضى أيام عديدة في جوف البحر بعيداً عني
وأنا أتحسّر وأتلوَّع عليه ..عاد ليأخذ مكانه ومكانته من جديد حول إصبعي ، حيث تعوَّد دوماً أن يكون .
وهنا أتساءل ياإبن عمّي :
هل عودت خاتمي كانت بفعل معجزة ، ونحن في زمنٍ قلَّت
فيه المعجزات ..؟
أم هي من فِعل البشر ؟
أم الإرادة الربّانية تدخَّلت ؟
لست أدري ؟!!!
وإنما أدري جيّداً ( لقد عاد إليَّ خاتمي ..!!! ) .
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
[/size]

أتصلت لأقول له : الحمدلله على السلامة ..
كان إبن عمي ( دانيال ) وزوجته قد رجعا من رحلتهم التي أستغرقت
أسبوعاً واحداً ، قضياها في تركيّا بمدينة ( ألآنيا ) على
شواطىء البحر الأبيض المتوسّط الجميلة .
- كيف كانت رحلتكم ؟ سألته مستفسراً ..!
- كانت ممتعة جدّاً .. كنا نشتهيكم معنا ..
في تلك اللحظة ونحن نتكلم ، دخلت زوجتي ، وبيدها مفاتيح البيت
حيث كانت قد فقدتهم منذ بضعة أشهر ، وراحت تلوِّح ليَّ بهم .
قلت وأنا أعتذر من إبن عمّي على المقاطعة : أين وجدتيهم ؟
وبينما هي تخبرني أين وكيف وجدتهم ..
جاءني صوت إبن عمّي من
الطرف الآخر ليقول : خير ؟ ماذا حدث ؟!
فرحتُ أشرح له قصة المفاتيح الضائعة منذ أشهر ، والتي ظهرت فجأة
بينما نحن نتكلّم ، فها هي زوجتي فرحة وسعيدة لأنها أخيراً وجدتهم .
ضحك إبن عمي وقال : إذاً لابدَّ أن أخبرك قصة ( خاتمي المفقود ).
وأخذ يرويها لي ..
قال : وصلنا (ألآنيا ) ونحن بغاية اللهفة والشوق للنزول إلى الشاطىء
لهذا وبعد أن أستلمنا غرفتنا ، وفتحنا بسرعة حقائب السفر ، وأخرجنا
منها مايلزمنا ، ذهبنا نحو البحر .
كانت الشمس ساطعة ، والشاطىء يعجّ بالناس من مختلف الجنسيَّات ..
ثمّة رياح خفيفة قادمة مع أمواج البحر العاتية ، كانت تنعش المكان
وتلطِّف الجو ..
أخذنا أماكننا على الشاطىء ، ورحنا نستعد للنزول إلى المياه ..
بجانبنا مباشرة حيثُ جلسنا ، كان يجلس رجل وإمرأة وفتاتين في سن
المراهقة ، يتكلّمون فيما بينهم اللغة السويديّة .. فبادرتهم زوجتي
بالسلام ، وكالعادة كلام يجر خلفه كلام ... كان ( نيكلاس ) وهذا
أسم الرجل ، وزوجته التي هي من أصل يوناني ، وإبنتاهما ، يقطنون
مدينة ( يونشوبينك ) هذا ما أخبرونا به بعد أن جمعتنا الصدفة فوق تلك
الرمال الناعمة ، وأمام هدير الأمواج العالية
وتحت لهيب الشمس الحارقة ، فتوطدت أواصر العلاقة
بيننا ، وكأننا تعارفنا من زمان ، أو كأنَّ أحَّدنا كان بحاجة إلى الآخر
وبإنتظار فرصة اللقاء .
نزلنا المياه .... لم أكن في تلك اللحظة أفكر بشيء ، سوى التمتّع قدر
الإمكان بما أنا فيه .. .. كانت تلال الأمواج تأتي متتالية ، فترفعك معها
لتلقي بك بعيداً .
طابت لي تلك المواجهة مع الأمواج .. كنت أفتح لها ذراعيَّ ، وأُرخي
لها نفسي ، لتفعل هي فعلتها ، وتقذفني كيفما تشاء ..!!
وفجأةَ شعرت وكأن إصبعي قد تحرَّر من شيءٍ كان يقيّده مدة طويلة ...
نظرت وليتني مانظرت..! لأنَّ فرحتي وسعادتي إنقلبت إلى همٍّ وغمٍ ..!
لقد سرقت مني الأمواج شيئاً عزيزاً له ذكرى جميلة في قلبي ..
أجل سرقت مني خاتمي المحبب ، وقدّمته هدية لقاع البحر .
لم أتمالك أنفاسي ، فوقع المصيبة عليَّ كان كبيراً ، لهذا صرخت كمن
لدغته أفعى ، أو كمن رأى حوتاً قادماً بإتجاهه ..
- مابكَ ؟ قالت زوجتي ..!
- قلت : لقد فقدت خاتمي ..
لم تمضي إلاَّ بضعة دقائق ، حتى تحوّل المكان إلى ساحة غوص
وبحث وتنقيب ... كل الذين علموا بالقصة ، تعاونوا معنا بالبحث عليه..
وربما كان من بينهم ذو نوايا حسنة ، وآخرون ذو نوايا سيّئة .. المهم
في النهاية تعبنا جميعنا من البحث ، لكن دون جدوى ، ففقدنا الأمل
وفقدنا الرجاء ، وخرجنا بنتيجة وهي أن مانفعله لهوَّ عبثٌ ومضيعة
للوقت .
لاأريد أن أخفي عليك ياإبن عمّي وأقول بأنني كالآخرين فقدت الأمل
والرجاء كليَّاً ، لا بل بالعكس ، فلم تغب صورة الخاتم عن ناظري
لهذا كنت في كل يوم أنزل إلى البحر ، وأتعمَّد
السباحة في نفس المكان ، حيث سُلبَ منّي خاتمي ، وكنت أغوص وأغوص
مراراً عديدة ، علَّني أرى بريقه من تحت المياه ، ولكن دون
جدوى ..! .
تركنا تركيّا وقلبي مكسور الخاطر منها لأنَّ مياهها سرقت منّي قطعة عزيزة وغالية جدّاً..
وعدنا إلى السويد بعد إنتهاء أيام إجازتنا هناك
لتعود المياه إلى مجاريها ، ولنبدأ العمل أنا وزوجتي ، وتنتهي قصّتي
لتعبر في زمن النسيان .
لم أكاد أصدِّق وأستوعب ما قالته زوجتي ليّ ، عندما أتصلت
وهي تضحك وتقول : أبشر لقد وجدوا (خاتمكَ ....!!!! )
- قلتُ : أعتقد لاداعي للتشمّت والمسخرة ، أتركيني وحسبي ..
- قالت : إنني لا أمزح ، فهذه هي الحقيقة ..
- قلت : على أيّة حقيقة تتحدثين ؟!
- قالت: لقد أتصل بيّ ( نيكلاس ) من يونشوبينك وأعلمني بذلك..
كان نيكلاس هذا ، وأنا ، قد أخذنا على بعضنا البعض جدّاً ، وفي
أحيانٍ كثيرة كنا نمزح وننكِّت ونتكلّم عن أشياء لم تكن قد حصلت
فيوحي واحدنا إلى الآخر بها ، وكأنها حقيقة حاصلة ، لهذا عندما
أتصلت زوجتي وأخبرتني ، أعتقدت للحال بأنها نهفة من نهفات
نيكلاس ،أو مزحة من تلك التي كان يمزحها ، فأخذت للحال الهاتف وأتصلت به لأتأكّد من صدق أقواله
فما إن جاءني صوته من الطرف الآخر ، وعَلِمَ بأنني المتكلّم ، ضحِك
وقال : لقد وجدتُ خاتمك ..! وراح مستمرّاً في ضحكته ..
- قلت : أرجوك يانيكلاس هذا ليس وقت المزاح ، على الأقل كن ولو
لمرّة واحدة جديَّا ..
- قال : إنني أكلّمكَ بغاية الجديّة .. لقد وجدته ..!
- قلت : كيف ؟
- قال : سأقصّ عليك الحكاية ....
في اليوم الأخير لإنتهاء إجازتنا ، وقبل مغادرتنا الفندق ببضعة ساعات
رأينا أن ننزل البحر للمرّة الأخيرة ، كما لو كنّا لنودِّعه ، ونشكره على
الأيام الجميلة والممتعة التي قضيناها معه ....
جلسنا كالعادة على الشاطىء ، وأخذنا نتأمّل منظر البحر المهيب ، وروعة
الأمواج القادمة نحونا ، ودويّ هديرها كلّما أقتربت أكثر فأكثر ... وفجأة
حدث أمرٌ غير متوقع ...! لقد هاج البحر وماج مع قدوم موجة عالية جدّاً
ضربت الساحل ومن عليه ، فقزفتنا إلى مسافة بضعة أمتار ، ثم
أنحسرت وتراجعت وتلاشت ...!!!
وبينما أنا مُلقى على الشاطىء محاولاً أسترجاع أنفاسي التي كدت أفقدها
والموجة تعلو فوقي .... كانت الشمس ساطعة ... ورمال البحر
بدأت تستقبلها ، نظرت وعلى مقربة مني ، كأنّ شيئاً ما
يعكس أشعة الشمس ، فينبعث منه وهجاً مشعَّاً يُلفت الأنظار ..
تحرّكت بجسدي نحو المكان لأرى ماذا عساه أن يكون هذا المُشِعْ ..؟
أتصدِّق يادانيال ..! كان الشيء الذي فقدته وزعلتَ عليه كثيراً ...!
أجل كان خاتمك الذي سلبته منك الأمواج منذ أيام وأرسلته هديّة ثمينة
لجوف البحر، فهاج وماج ، ليرفضه ويلفظه إلى الخارج ، وكانّه بهذا
يقول : عُد إلى صاحبك ، لأنك كنت عزيزاً على قلبه .
نعم عاد إليَّ خاتمي ضمن رسالة مضمونة أرسلها صديقي نيكلاس من مدينة يونشوبينك
إلى ستوكهولم ، حيثُ أقطن ، عاد بعد أن قضى أيام عديدة في جوف البحر بعيداً عني
وأنا أتحسّر وأتلوَّع عليه ..عاد ليأخذ مكانه ومكانته من جديد حول إصبعي ، حيث تعوَّد دوماً أن يكون .
وهنا أتساءل ياإبن عمّي :
هل عودت خاتمي كانت بفعل معجزة ، ونحن في زمنٍ قلَّت
فيه المعجزات ..؟
أم هي من فِعل البشر ؟
أم الإرادة الربّانية تدخَّلت ؟
لست أدري ؟!!!
وإنما أدري جيّداً ( لقد عاد إليَّ خاتمي ..!!! ) .
فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
[/size]