صفحة 1 من 1

مسكننا السماوي!

مرسل: السبت نوفمبر 24, 2012 7:39 am
بواسطة إسحق القس افرام
رسالة القديس بولس إلى كورنثوس2
ص1:5
بيتنا السماوي ينتظرنا.
أراد الرسول إن يكشف عن السرّ الخفي الذي يدفع الخادم الحقيقي كي لا يفشل ولا ييأس وسط الضيقات اليومية بل والميتات الكثيرة. إنه يرى أبواب السماء مفتوحة وبيته غير المصنوع بيدٍ بشريةٍ ينتظره. يرى حياة جديدة فريدة نال عربونها الآن، ويتمتع بكمالها في الأبدية. يرى حضن الآب ينتظره ليستقر فيه أبديًا.

يتحدث الرسول هنا عن ما يتوقعه ويرجوه في يقين وعن الحياة المطوَّبة الأبدية التي ينعم بها في الدهر الآتي.
لأننا نعلم أنه إن نُقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماوات بناء من اللَّه، بيت غير مصنوع بيدٍ أبدي.

بقوله: نحن نعلم يكشف عن يقين الرجاء الذي فيه أن له موضع في السماء يدعوه بيتًا، إما حياته هنا فيدعوها خيمة لأنها غير مستقرة. هناك يجد له بيتًا أو مسكنًا، أو موضع راحة، أو بيت أبيه أو البيت الأبدي. إنه في الأعالي قام ببنائه اللَّه نفسه أعده لمحبوبيه، لا يُقارن بأي قصرٍ في هذا العالم.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن البعض يقولون بأن المنزل الأرضي هو العالم، لكن يبدو له أنه بالأحرى يشير الرسول إلى الجسد.

يقصد بالخيمة جسم الإنسان الذي تقطن فيه النفس كما في خيمة أثناء رحلتها في برية هذا العالم حتى تدخل كنعان السماوية. حينما تنحل الخيمة أو الجسد تنطلق النفس إلى الفردوس لترى مسكنًا جديدًا اختبرت عربونه وهي في الجسد، تقيم فيه حتى يوم الرب فيلبس جسدها عدم الفساد ويعيش الإنسان بكل كيانه في السماء عينها.

ماذا يعني بالبناء من اللَّه؟ يرى البعض أن الرسول يشير هنا إلى مركبة سماوية معينة يبعث بها اللَّه إلى النفوس عند خروجها من الأجساد، والبعض يظن أنها تشير إلى قيامة الجسد، وآخرون يروا أنها إشارة إلى الحالة المطوَّبة للقديسين المتمتعين بملكوت اللَّه. جسمنا الحاضر هو خيمتنا الأرضية، جسمنا المُقام هو بيتنا السماوي.

جاء في العظة الخامسة للقديس مقاريوس أن المسيحي الحقيقي إذ صارت له شركة الروح القدس، لأنه مولود من اللَّه من فوق، قد صارت مدينته في السماوات (في20:3)، يكشف له الروح الخيرات الأبدية كما في مرآة. إنه يهبه سلام المسيح ومحبة الرب وشهوة السماء، وذلك خلال الآلام والعرق والتجارب والحروب الروحية الكثيرة، لكنه ينعم بهذه الأمور بنعمة اللَّه. المسيحي الحقيقي يدخل إلى خبرة مجدٍ سماويٍ خارج عن الجسد، إذ يُجرح بجمالٍ آخر (غير جسدي) لا ينطق به: أولئك الذين تساقط عليهم ندى روح الحياة، أي ندى اللاهوت، فجرح قلوبهم بحب إلهي للمسيح الملك السماوي، وارتبطوا بذلك الجمال والمجد الفائق الوصف والحسن عديم الفساد وغنى المسيح الملك الحقيقي الأبدي، الغنى الذي يفوق الوصف.

بهذا الغنى يتدرب الإنسان على الحياة الملوكية، حتى متى جاء يوم الرب العظيم يدخل الملكوت فلا يراه غريبًا عنه، إنما عاش في عربونه وتمتع بغناه بالروح القدس وهو على الأرض.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الأبدين آمين

Re: مسكننا السماوي!

مرسل: الأحد نوفمبر 25, 2012 10:55 am
بواسطة ابن السريان
سلام الرب معك
أشكرك أخي الشماس أسحق الحبيب
أجل الرب خلق لنا في الدنيا الفانية جسد عجيب
أنه عجيب بنظامه وعمله وتركيبه
خلق لنا هذا الجسد برغم أنه فاني
فكم بالحري بجسد أبدية كيف سيكون
أكيد يفوق هذا الجسد الفاني ليخلد مع الرب
الهدية السماوية للمخلصين والقديسين هو جسد أبدي
لتسكنه الروح الأبدية التي وهبنا أياها الرب له المجد
لنعمل كلنا لنسكن ذاك البيت الأبدي المعد لنا
بركة الرب معك

Re: مسكننا السماوي!

مرسل: الخميس سبتمبر 15, 2016 11:05 pm
بواسطة إسحق القس افرام
أشكر لك مرورك وحضورك العطر
أخي الحبيب م أبن السريان
لنعمل كلنا لنسكن ذاك البيت الأبدي المعد لنا آمين
بارك الله عليك