صفحة 1 من 1

سر عجيب

مرسل: الأحد أكتوبر 21, 2012 5:33 pm
بواسطة yakup
الاعتراف المستمر يعمل على تنقية النفس ويدفعها لحياة جديدة .. خاصة عندما تؤهل لشركة جسد الرب ودمه

نفوس كثيرة محتاجة ولكنها لا تطلب . أما اللَّه إلهنا الحنون فلا ينسى احتياجاتنا فيحرك كل شيء لأجل خلاصها.

حدثت هذه القصة مع كاهن من كهنة كنيسة مارمرقس حيث نزل في إحدى الليالي ومعه كشف بأسماء الأُسر التي في منطقته، وبدأ يزور الأسر المسيحية . وفي أحد الشوارع بجوار ميدان سفير وفيما هو يفتقد خطرت على باله فكرة وهى أنه مُقصر في زي ارة أقربائه وفي نفس المنطقة يسكن زوج أخته المتوفية مع ابنه وابنته وله مدة لم يزرهم فترك كشف الافتقاد وذهب لزيارة أقاربه.

كان زوج أخته مهندساً يعمل بإحدى الشركات الأجنبية ويضطر للسفر كثيراً لإتمام عمله. وقال الكاهن: إن لم أجده فسأسأل عن الأبناء، ولكن عندما وصل إلى الشقة وجده موجوداً مع ابنته، فسأل عليه وعن تواجده وعدم سفره.

فقال الأخير: إن لي أسبوعاً ملازم البيت لأني أصبت بنوبة قلبية، فتعجب الكاهن إنه لم يعرف ولا أحد من العائلة واستفسر عن تفاصيل صحته وبدأ يحدثه عن بعض الأمور الروحية ليتمتع بها في فترة هدوئه ووجوده في البيت وفي نهاية الزيارة صلوا معاً وبعد الصلاة قال الكاهن لزوج أخته وهو شخص يتحلّى بالمحبة والطباع الحميدة: إن شاء اللَّه نتناول من الأسرار المقدسة واللَّه يكمل شفاءك، فرد قائلاً: إني أتناول دائماً.

فأضاف الكاهن: وأيضاً تعترف بخطاياك، فضحك المهندس.

وقال له الكاهن: لماذا ضحكت؟ هل لك مدة طويلة؟

فضحك أكثر، وعلّقت ابنته مؤكدة طول المدة. أمّا هو فقال: حوالي 20 عاماً وهنا شجّعه الكاهن على الاعتراف في وقت قريب، فأجاب: إن شاء اللَّه أعترف عندك.

فوافق الكاهن مشجعاً لأنه خجل أن يطلب منه أن يعترف عنده لأنه زوج أخته أي في مقام أخيه الكبير.

ولكنه حيث أنه قال بنفسه رحّب الكاهن، بل قال له: هل تريد أن تعترف الآن؟ فوافق المهندس وانتحيا جانباً واعترف بخطاياه في بساطة وصلّى له الكاهن.

بعد زيارة الكاهن كان المهندس في فرح شديد وعندما عاد ابنه الطبيب أخصائي القلب أخبره بمدى سروره بزيارة خاله و إعترافه عنده .

وبعد حوالي أسبوع كان ذلك أثناء شهر رمضان أُقيمت مائدة رمضانية في نقابة المهندسين وذهب المهندس ليشارك إذ كان قلبه منفتحاً بالحب نحو الجميع ويهتم بمجاملة كل إنسان يعرفه ومشاركته أفراحه و احزانه ولكن أثناء الاحتفال الرمضاني شعر بألم في قلبه، فاتصلوا بابنه طبيب القلب الذي حضر ونقله بسرعة إلى مستشفى دار الشفاء وعلمت العائلة و زاره الكاهن وصلى له وهو في غيبوية و لم تمضى أيام حتى ارتفعت روحه إلى السماء.

شعر الكاهن بعظمة الاعتراف في عيني اللَّه فقد وجد أن هذا المهندس مرتبط بالحياة الروحية ولكنه ينقصه سر الاعتراف فغيّر مسار خدمة الكاهن وجعل المهندس يطلب من الكاهن الإعتراف عنده والكاهن يدعوه لذلك في نفس الزيارة حتى تستعد هذه النفس المحبة للَّه وترتفع بفرح إلى النعيم الأبدي.

مرت الأيام واهتمام هذا الكاهن يزداد بسر الاعتراف وفي ذهنه القصص التي تعلن عن بحث اللَّه عن كل نفس لتتوب ولو في آخر لحظة.

ربى يسوع إن عطشك لا يرويه الماء ولا الخل بل ترويه توبتى ورجوعى لك تحت أقدام الصليب حيث تبقى هناك عطشاناً.
يا نفسى الشقية هل تبخلى على حبيبك المصلوب بأن تروى نفسه بالرجوع إليه.

ثم إنى أستطيع أن أقدم لك ماءً للشرب عندما أدعو نفوس اخوتى البعيدين عنك إلى التوبة والرجوع.
إنه عمل هام يروى عطشك ، ويخفف آلام الصليب.
ربى أعطنى هذه النعمة أن أروى عطشك.
إنى بالحق أكرهك أيتها الأفكار الشريرة لأنك تغزين جبين حبيبى ومخلصى.
وكلما أكشف لك عن شوكة مريرة .. أرى يدك اللطيفة تسحبها برقة من جسدى لتضعها على أقدس مكان على رأسك