سلسلة من كنز الآباء السريان (19)

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 937
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

سلسلة من كنز الآباء السريان (19)

مشاركة بواسطة أبو يونان »

سلسلة من كنز الآباء السريان (19)
الجمعة العظيمة
ميمر لمار يعقوب مناجاة بين السيدة العذراء مريم والملائكة





مريم تقول لجبرائيل وميخائيل لماذا هربتما بعد ان تركه رسله؟

من خلال البكاء وشوشت مريم اصوات الالم، وهي تتحدث مع الجموع السماوية،
يا جبرائيل هلم وشاهد ربك يُسخر منه، ويدقون المسامير في يديه من قبل الاثمة،
وانتَ يا ميخائيل يا رجل النار لماذا تسكت،؟ اين هو سيفك الذي دمر آلاف الآشوريين،؟
اين هي شدة [ احتراقك] يا ابن اللهيب،؟ ولماذا برد رمح نارك من الصالبين،؟
لو هرب التلاميذ من المعلم وظل وحده يا قوات النار لماذا تركتموه،؟
لو خاف الترابيون من الموت وهربوا منه، ايها اللامائتان لماذا انتما ساكتان،؟
اثنان منكم اهينا في ارض سدوم واضرمتما فيها بحر النار من ريشكما،
اهانتكما لم تتأخر وثأرتما لها، الا تنتقمان من الجسورين بسبب اهانة ربكما،؟
ابن عمرام انتقم للشعب من المصريين، ولتكن النقمة من الصالبين بغضب عظيم،
تقف الاجواق ساكتة، والملك مهان، والنار هادئة، ورب النار معلق على الخشبة،
المراتب صامتة، وهوذا الترابيون يقبضون على الابن، والملائكة ساكتون، ولسان الغبار منطلق،
المراتب مغطاة وهم يبصقون في وجهه، والطغمات مرتجفة، وربهم الخفي محصى بين الاثمة،
الحجارة تشققت والقلب القاسي لم يلن، والصخور تفطرت وآذان الصم لم تنفتح.

المستيقظ (الملاك) يردّ على مريم: لو لم يشأ ابنك لما مات !

حينئذ قال المستيقظ بهدوء لامّ الملك: لا تخافي فلو لم يشأ لن يموت،
محبته جذبته ليحل في البطن ويصير انسانا، ومراحمه اجبرته ليذوق الموت لاجل آدم،
بموت ابنك يبطل موت البشر، وبه تُفتح ابواب الشيول التي كانت مغلقة،
به يعود سبي آدم المبدد، وهو يحل عقدة الاثم التي عقدها الشرير،
لو لم يرد لما اهين من قبل الظالمين، ولو لم يشأ لما كان يحمله الخشب،
احيا الموتى: الم يكن يحيي نفسَه،؟ وفتح العميان: الم يكن يحل مسامير يدَيه،؟
طهّر البرصَ: الم يكن ينشف البصاق الذي على وجهه،؟ واغرق الجوق: الم يكن يقتل صالبيه،؟
اسكتَ البحرَ: الم يكن يُسكت الثائرين،؟ وبدّل المياه: الم يكن يحلّي الخل الذي اعطوه،؟
ارعب السماءَ: الم يكن يحرق المحكمة،؟ واظلم الشمسَ: الم يكن يُعمي قاتليه،؟
شق الحجارة: الم يكن يميت قلب الانسان،؟ واسقط الجبال: الم يكن يدمر المذنبين،؟
مزق الكهوف: الم يكن يدمر اعداءه،؟ وسكوته ارهب طغمات النار وافواج الروح،
فكيف اذا كان الهباء والاعشاب تغلبه،؟ اراد بمراحمه ان يذوق الالم لاجل آدم.

--------------------------------
ميمر 177 للملفان مار يعقوب السروجي – ترجمها للعربية الاب الدكتور بهنام سوني
------------------------------ -------
أيها الراعي وملك الملوك ورب الأرباب يا من سلمت نفسك من أجلنا وخلصت نفوسنا من براثن الخطيئة على خشبة الصليب قدس نفوسنا وحياتنا من كل سوء وترحم علينا . وأبعد بصليبك المحيي الحروب والويلات عن غنم رعيتك أيها القدوس الغير مائت ارحمنا .
جمعة مباركة ومقدسة للجميع
----------------------------------
http://dss-syriacpatriarchate.org/
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب والتراث السرياني“