صفحة 1 من 1

المصارعة السورية ضاع تاريخها وحقوق أبطالها

مرسل: الثلاثاء يوليو 05, 2011 7:31 am
بواسطة كبرو عبدو
لا يختلف اثنان بأن تاريخ الرياضة السورية أيام ألقها ونتائجها الباهرة مرتبط بشكل أساسي بألعاب القوة وأهمها المصارعة والملاكمة ورفع الأثقال،.

وفي كل لعبة من هذه الألعاب أبطال حقيقيون حافظوا على شرف المهمة وناضلوا من أجل الانتصار الرياضي دون أن ينتظروا كلمة ثناء أو حتى وعداً بتكريم، فكل همهم هو رفع علم الوطن خفاقاً عالياً في سماء البطولات العربية والدولية، ولهذه الألعاب قصة طويلة نسجها أبطالها إلى درجة أنهم أطلقوا عليها رياضة العائلات نظراً لتجذر هذه الرياضات في عائلات محددة، فمن منا لا يذكر عائلة البلح وأبطالها في المصارعة وكذلك عائلة الساس، والزيار وغيرهم ممن حملوا راية المصارعة السورية عهوداً ومازالوا حتى الآن يناضلون من أجل أن تبقى هذه الرياضة محافظة على ألقها ونضارتها، وكما للمصارعة أبطالها هناك أيضاً نجوم سطعت في عالم الرياضة في رفع الأثقال سميح مدلل وطلال نجار وغيرهما، وفي الملاكمة محمد كامل شبيب وغيرهم ممن حافظوا بكل ما لديهم على إنجازاتهم على مرّ الأجيال. وحتى لا نطيل الحديث فإن أبطال المصارعة وخبراءها عاتبون على ما نشر في «تشرين» على الصفحة الرياضية بتاريخ 4/6/2011 العدد /11110/ تحت عنوان كنت بطل سورية الأول.. وبالتأكيد ليس ببوسة ذقن! للسيد أحمد جمعة رئيس اتحاد المصارعة. ولأن الحقيقة مرة كما وصفها خبراء اللعبة فإنهم جاؤوا بوثائقهم ليؤكدوا بالدليل القاطع أن ما جاء في رد جمعة عار عن الصحة وأنه ليس بطل سورية الأول وإليكم ما جاء على لسان خبراء اللعبة وأبطالها وأنتم من بعدها تحكمون على النتائج: ‏



الحكم الدولي والمدرب الوطني وعضو اتحاد المصارعة السابق عزت القدومي تناول القضية من منظار خبير وفنّد الأداء بالوثائق والأدلة الواضحة فلنتابع ما قاله القدومي: ‏

ما يجب أن نتحدث عنه اليوم ليس فعلاً ماضياً جرت أحداثه في أعوام سابقة وانتهت وإنما جرت عن لسان السيد رئيس الاتحاد العربي السوري للمصارعة بصحيفة «تشرين» بعددها رقم /11110/ تاريخ 4/6/2011 وتحت عنوان كنت بطل سورية الأول حيث تم طرح العديد من المواضيع كان أبرزها: ‏

أولاً: اعتباره لعام 2010 عاماً قياسياً بالنتائج وأن حصيلة المصارعة على مدى خمسة عشر عاماً هي ميدالية برونزية آسيوية واحدة، إضافة إلى إخفاق واحد يتمنى ألا يتكرر.. ونحن بدورنا نفخر بما أنجزته الرياضة السورية عبر عشرات السنين من خلال أبطالها الذين توّجوا بالعديد من الميداليات في معظم الدورات العربية والمتوسطية والآسيوية..إلخ !!! ‏

فالسبب هو بقاء اللاعبين السوريين مستمرين بالمشاركة بالمنتخب الوطني لعشرات السنين رغم أنهم في سن الاعتزال بظل غياب الرديف والقاعدة. ‏

أما الاعتراف بالإخفاق الوحيد الذي نتمنى مع رئيس اتحاد المصارعة ألا يتكرر فإنه تكرر في بطولة جاكرتا للشباب، وهذا دليل أن الثبات على النتائج هو تراجع وتخلّف عن الركب الرياضي لأن العالم يتقدم إلى الأمام ونحن نتطلع إلى التمني. ‏

ثانياً: تمّ الحديث عن العديد من أعضاء الاتحاد الحالي بأنهم أبطال على المستوى العربي والآسيوي والمتوسطي باستثناء البعض.. ونحن نفخر بدورنا بالأعضاء السبعة ولكن بعضهم لم يشيبوا من الخارج بل شابوا داخلياً، والمعروف أن قوة الاتحاد تكون بالكثير من الشباب والقليل من الخبرات..! ‏

أبطال خارج اتحاد اللعبة ‏

ثالثاً: أما القول إذا اجتمعت الشهادة العلمية والخبرة فهما عاملان مهمان، فإننا نسلم بصحة هذه المقولة شرط تطبيقها قولاً وفعلاً بحيث لا يغمز قائلها إلى اليسار ثم ينعطف باتجاه اليمين، فأصحاب الشهادات العلمية من خريجي كلية التربية الرياضية والذين هم أبطال العرب لا يزالون يجلسون على مقاعد المتفرجين أمثال السادة: ‏ ( بديع ريحاني- يحيى أيوب- محمد اكراد.. وغيرهم..). ‏

لذا نقول: إن المصارعة بحاجة إلى شهادة تخصصية في مجال التدريب والتحكيم وليست بحاجة إلى شهادة علمية لأن الخبرة والمعرفة والتجربة هي الأساس في أي مقياس. ‏

غياب الأرشيف وضياع سجل الأبطال ‏

أما فيما يخص ادعاء جمعة بأنه بطل سورية الأول لأكثر من ثلاثة عشر عاماً، بأنه بطل العرب فتحدث القدومي قائلاً:
من بيده القلم لا يكتب اسمه بين الأشقياء وخصوصاً في ظل غياب الأرشيف، وإننا من باب التوضيح والخوف من ضياع تاريخ المصارعة فإننا نأمل من القائمين على رياضتها المبادرة إلى إعادة أرشيفها وتوثيق نتائج أبطالها وذلك بالاستفادة من الذين كانوا سابقا فخراً وشرفاً للمسؤولية الرياضية وهم اليوم كبار السن الذين عاصروا تاريخها القديم والحديث ولم تتفكك ذاكرتهم بعد ولا يزالون على قيد الحياة حتى الآن وهم: ‏

(زهير محجوب- أحمد الساس- محمد الساس- محمود البلح- مروان سلامة- محمود الزلط- إبراهيم غزولين.. وغيرهم). ‏

من باب النصيحة الخطأ مردود ‏

ويتابع القدومي حديثه: من باب النصيحة نقول للسيد جمعة: عليك أن تسأل مرتين حتى لا تخطىء مرة واحدة، وهنا أخطأت بالفعل مرتين وهما: ‏

الأولى: عندما أضفت لرصيدك عدداً من البطولات للمصارعة زادت عن المعدل بعشر سنوات. ‏

والثانية عندما صعدت إلى شجرة عالية ولم تعرف النزول عنها لأنك تحمل وزناً إضافياً لا تقدر على حمله وهو البطولة العربية للمصارعة التي حملها بكل فخر وشرف، أبطالنا السوريون الذين توجوا ببطولاتها وصعدوا إلى منصاتها ليعزفوا النشيد العربي السوري ويرفعون العلم المفدى أمثال: ‏

(محمود المسوتي- بديع ريحاني- محمود شتيوي). ‏

عضوية اعتبارية ليس إلا.. ‏

وختم القدومي حديثه عن عضوية الاتحاد العربي وغرب آسيا مذكراً بأنها عضوية اعتبارية وليست امتيازاً شخصياً بقوله: ‏

نصت المادة (8) من الفقرة 7/3 من اللائحة الداخلية على مايلي: ‏

(تزول صفة العضوية عن عضو الاتحاد العربي في حال فقدانه لمنصبه الرياضي في اتحاده الوطني) لذلك ولكي تعود المصارعة إلى ألقها وإلى شواطئها الرياضية لابد من صياد ماهر يجيد السباحة والغوص بحثاً عن لؤلؤها، وبحثاً عن أبطالها، وبحثاً عن خبراتها. ‏

أما رئيس اتحاد المصارعة السابق الدكتور ونائب رئيس الاتحاد العربي السابق أحمد الساس فقد أكد بدوره قائلاً: ‏

بعد اطلاعي على المقالة في صحيفتكم الموقرة بعنوان كنت بطلاً لسورية الأول لمدة ثلاثة عشر عاماً وبطلاً للعرب باسم السيد أحمد جمعة أفيدكم بأن هذه المعلومات فيها مبالغة وفيها خطأ كبير وهو لم يحرز بطولة سورية إلا مرة واحدة، أما بالنسبة لبطولة العرب فإنه لم يشارك باسم سورية ولم يحرز البطولة العربية. ‏

وبدوره تحدث مدرب المنتخب الوطني وعضو الاتحاد السابق محمد الساس عن هذا الموضوع موضحاً الأتي: كان اللاعب أحمد جمعة لاعباً في فريق الشرطة وكنت مسؤولاً عنه وعن فريق الشرطة، لذا أقول وأؤكد أن السيد جمعة أحرز بطولة سورية لعام واحد فقط، ولم يحرز بطولة العرب نهائياً. ‏

وثيقة تنظيمية دامغة ‏

ولإثبات صحة المعلومات حصلت (تشرين) على وثيقة موجهة إلى اتحاد المصارعة بتاريخ 16/2/1987 جاء فيها: ‏

نرفع إليكم التقرير الإداري الفني لبعثة القطر العربي السوري للمصارعة الحرة المشاركة في معسكر مشترك والمشاركة في دورة (ميد فيد) الدولية في الاتحاد السوفييتي بمدينة (مينسيك) وذلك بالفترة الواقعة من 16/2 ولغاية 2/3/1987 تنفيذاً لقرار اللجنة المنظمة رقم /50/ د.م تاريخ 21/1/1987 المعدل بالقرار رقم /81 /د.م تاريخ 11/2/1987 والمتضمن بعثة القطر على النحو التالي: ‏

عزت القدومي رئيساً للبعثة وحكماً دولياً – رياض رنه مدرباً وطنياً- ليونيد باكتريوف مدرباً أجنبياً. ‏

وفي هذا التقرير وردت مشاركة السيد جمعة في البطولة المذكورة في وزن (57) كغ وكانت نتائجه على الشكل التالي: ‏

لعب مباراتين وخسرهما على الشكل التالي: خسر الأولى مع اللاعب الروسي بالنقاط نتيجة 9/3، وخسر الثانية مع اللاعب الروسي أيضاً بتثبيت الأكتاف وبالدقيقة الرابعة. ‏

وماذا بعد...؟ ‏

سؤال نضعه برسم المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي بعد أن فندت خبراتنا الوطنية والكبيرة ما يحصل في اتحاد المصارعة من تجاوزات في بطولات..؟ وسنترك موضوع معالجة مثل هذه التجاوزات في ملعب المكتب التنفيذي وبالأخص لدى عضو المكتب التنفيذي المختص للتأكد من هذه التجاوزات، ونأمل أن يجد المعالجة الصحيحة واتخاذ الإجراءات التنظيمية التي تكفل كشف المستور واتخاذ القرارات الجريئة والشجاعة، ونبقى أخيراً محكومين بالأمل لرياضة مشرقة وعصرية متطورة ومتقدمة. ‏


في ظل غياب الذاكرة.. المصارعة ضاع تاريخها وحقوق أبطالها ..خوفاً على ألقها المشرق.. خبراؤها يطالبون بإعادة أرشيفها الماضي وتوثيق نتائجها

:manqol: تشرين