صفحة 1 من 1

الأحد الخامس بعد القيامة ـ من ليسى ضدنا فهو معنا2011!

مرسل: الأحد مايو 29, 2011 9:36 am
بواسطة إسحق القس افرام
وحين تمت الأيام لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم وأرسل أمام وجهه رسلا، فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له فلم يقبلوه لأن وجهه كان متجها نحو أورشليم فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا، قالا: يا رب، أتريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم، كما فعل إيليا أيضا فالتفت وانتهرهما وقال: لستما تعلمان من أي روح أنتما لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس، بل ليخلص. فمضوا إلى قرية أخرى وفيما هم سائرون في الطريق قال له واحد: يا سيد، أتبعك أينما تمضي فقال له يسوع: للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه وقال لآخر: اتبعني . فقال: يا سيد، ائذن لي أن أمضي أولا وأدفن أبي فقال له يسوع: دع الموتى يدفنون موتاهم، وأما أنت فاذهب وناد بملكوت الله وقال آخر أيضا: أتبعك يا سيد، ولكن ائذن لي أولا أن أودع الذين في بيتي فقال له يسوع: ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله. بشارة لوقا 9.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ برغم أن الرب يسوع كان يعرف أنه سيواجه الاضطهاد والموت في أورشليم إلا أنه اتجه بثبات نحوها. ولابد أن تتميز حياتنا أيضاً بمثل هذا التصميم. فعندما يعطينا الله مسارا للعمل علينا أن نتجه بثبات نحو هدفنا، مهما كانت المخاطر الكامنة التي تنتظرنا هناك.
ـ بعد أن غزا الأشوريون إسرائيل، مملكة الشمال، وأسكنوا فيها قوما من شعوب مختلفة، تزاوجوا مع من تبقى من اليهود وصارت السلالة الناتجة عن ذلك تعرف بالسامريين. وكان اليهود الأصليون يكرهون هؤلاء المخلطين. وكان السامريون، بدورهم، يكرهون اليهود. وقد حدثت الكثير من التوترات بين هذين الشعبين حتى إن اليهود المسافرين بين الجليل وجنوب اليهودية غالبا ما كانوا يدورون حول منطقة السامرة، ولا يسلكون فيها، حتى وإن طالت رحلتهم بسبب هذا. أما الرب يسوع فلم يكن لديه مثل تلك الأحقاد فأرسل قدامه بعض الرسل ليعدوا له منزلا في إحدى قرى السامريين. لكن السامريين رفضوا استقبال أولئك المسافرين اليهود.
ـ عندما رفضت القرية السامرية استقبال تلاميذ يسوع، لم يرد التلاميذ أن يكتفوا بنفض الغبار من أقدامهم (لو 9: 5)، لكنهم أرادوا الانتقام بأن يطلبوا من الله أن تنزل نار من السماء وتلتهم هذه القرية، كما فعل الله مع مدينتي سدوم وعمورة الشريرتين (تك 19). ونحن أيضا قد نحس بالرغبة في الانتقام، حين يرفضنا الناس أو يهزأون بنا. لكن لابد أن تذكر أن الانتقام والدينونة لله وحده، وينبغي ألا نتوقع منه أن يستخدم سلطانه لتنفيذ ثأر شخصي لنا.
ـ ماذا يريد الرب يسوع منا؟ إنه يريد منا التكريس الكامل له، وليس الالتزام الجزئي، فليس من الممكن أن ننتقي ونختار بعضا من أفكار يسوع ونتبع ما نريد. فيجب علينا أن نقبل الصليب مع الإكليل، الدينونة مع الرحمة كما يجب علينا أن نحسب حساب التكلفة، ونكون مستعدين للتنازل عن كل شيء آخر نعتمد عليه ليعطينا الأمان. وإذ نركز عيوننا على المسيح ينبغي ألا نسمح لأي شيء آخر أن يجرفنا عن أسلوب المعيشة الذي يراه الله صالحا وحقيقيا.
وللمسيح المجد من الآزل وإلى أبد الآبدين آمين.
[/size]