صفحة 1 من 1

الأحد السادس من الصوم ـ شفاء الأعمى ابن طيما 2011!

مرسل: السبت إبريل 09, 2011 6:44 pm
بواسطة إسحق القس افرام
إن معجزة فتح عيني المولود أعمى، هي من المعجزات الخارقة، فهذا الإنسان كان أعمى منذ ولادته، والسيد المسيح بمعجزته هذه اخترق الطبيعة كلها، لأنه عندما تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً، وطلى بالطين عيني الأعمى، وأرسله إلى بركة سلوام ليغتسل فيها، وبعد أن اغتسل أتى بصيراً، أراد يسوع المسيح أن يؤكد للجموع بأنه قادر على عملية خلق أو عملية خلقة تصحيحية

وهنا ينقلنا التفل الذي أصبح طيناً إلى سفر التكوين، وكيف خلق الله الإنسان إذ جبله من الطين. فالعودة إلى يوم الخلقة هو العودة إلى قدرة الخالق على كل شيء.

أما سؤال الرسل من أخطأ هذا أم أبواه حتى وُلد أعمى ؟ فله جذور وخلفيات، أولها : أن الخطيئة التي دخلت إلى حياة الإنسان أدخلت معها معاني العقاب والألم والموت. من هنا فكّر الرسل أن ولادته مرتبطة بالخطيئة، وهذا كان في مفهوم الناس أيام السيد المسيح. أما الجواب فكان لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه. والسيد المسيح قال عن نفسه ما دمت في العالم فأنا نور العالم، فهو يعطي نوراً لكل الناس خاصة عميان البصر والبصيرة.

ترتيلة : يا إلهي أنت عوني

يا إلهي أنت عوني في الحمـــــى ومسعفي أنت يا فادي الورى

أنت يا رب وأنت المرتجـــــــــــــى من عليائك لنا نور ســـــــــــرى

أي معين يبتغى تحت الســـمـــــــا ما دام عونك في الدنيا يـرى

لا تغفلن عن عبدك الباغي رضاك غير جودك يا إلهي مـا درى

فروميون: المجد لمن يرعى الشعوب بفائق عنايته، ويرضى بصلوات عبيده المتضرعين إليه والقارعين باب رحمته، الحمد لمن قبل الخاطئة وغفر لها كثرة مآثمها لمّا جاءت نادمة تائبة، ودوّن اسمها في بشارته، مثالاً للتوبة الصادقة والغفران الكامل، وها نحن يا رب نقدم لك السجود والإكرام في هذا الوقت.
سدرو: أيها المسيح يا بحر التحنن الذي لا يسبر غوره من قِبَل المخلوقين، ولا تُقاس رحمته التي يفيضها على البشر. يا من افتقدتنا في أرضنا، إذ كنا تحت الآلام والأسقام ساقطين، وأفرجتَ بنعمتك عن المكروبين، وجبّرت بيديك القلوب المنكسرة، وضمّدت بعقاقيرك الإلهية المرضى المتألمين كما ضمّد السامري عدوه الجريح. يا من أضأت بسناء إشراقك الذين كانوا في الظلمة جالسين، وطهّرت بقداستك الدنسين، ومنحت الحرية للذين كانوا تحت نير المارد خاضعين، أنت الذي شئت أن تدخل بيت سمعان الفريسي، وتجرب المرأة الغارقة في بحر الآثام وقبائح الخطيئة. والتي سكبتْ عند قدميك دموع الندامة السخية لتطهّر عِظن حنانك ورأفتك بالذين يتوبون إليك، فقد غفرت لها كثرة خطاياها، ولم تدع أن يسخر منها إبليس ويهلكها، لكن استجبت لها إذ قرعت بابك، وأصغيت إلى صوت تنهدها المرير وأنينها العميق الغور، ومنحتها قوة لتصارع إبليس وتغلبه. والآن ربنا نتوسل إليك مثلها سائلين أن تؤهلنا وأخوتنا المسيحيين كافة لنتقدم بإيمان راسخ ورجاء لا يخيب ساكبين دموع التوبة، وبقلوب منكسرة ونفوس خاشعة نطلب إليك أن تقبل توبتنا، وترضى بصومنا وصلاتنا، وتنقذنا ربنا من صعاب الشدائد والضيقات، وتُبعد عنا قضبان الغضب والتأديب، وأغفر خطايانا واترك زلاتنا، واسمعنا صوتك العذب المبهج الذي أسمعته تلك الخاطئة بقولك : أمضِ فإن إيمانك قد أحياك أحببت كثيراً، هكذا أهّلنا نحن أيضاً لمثل هذه النعمة الوفيرة فنرفع لك الحمد والشكر ولأبيك ولروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
القراءة من إنجيل يوحنا 9 : 1 ـ 41 :

" وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَاناً أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ. فَسَأَلَهُ تلاَمِيذُهُ يَا مُعَلِّمُ مَنْ أَخْطَأَ هَذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى. أَجَابَ يَسُوعُ لاَ هَذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ لَكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللَّهِ فِيهِ. يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ العالَمِ. قَالَ هَذَا وَتَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِيناً وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى. وَقَالَ لَهُ ﭐذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ. الَّذِي تَفْسِيرُهُ مُرْسَلٌ. فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيراً. فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى قَالُوا أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي. آخَرُونَ قَالُوا هَذَا هُوَ. وَآخَرُونَ إِنَّهُ يُشْبِهُهُ. وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ إِنِّي أَنَا هُوَ. فَقَالُوا لَهُ كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ. أَجَابَ إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِيناً وَطَلَى عَيْنَيَّ وَقَالَ لِي اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ. فَقَالُوا لَهُ أَيْنَ ذَاكَ قَالَ لاَ أَعْلَمُ. فَأَتَوْا إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ بِالَّذِي كَانَ قَبْلاً أَعْمَى. وَكَانَ سَبْتٌ حِينَ صَنَعَ يَسُوعُ الطِّينَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ. فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضاً كَيْفَ أَبْصَرَ فَقَالَ لَهُمْ وَضَعَ طِيناً عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ فَأَنَا أُبْصِرُ. فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ هَذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ. آخَرُونَ قَالُوا كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذِهِ الآيَاتِ وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ. قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ. فَقَالَ إِنَّهُ نَبِيٌّ. فَلَمْ يُصَدِّقِ الْيَهُودُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى فَأَبْصَرَ حَتَّى دَعَوْا أَبَوَيِ الَّذِي أَبْصَرَ. فَسَأَلُوهُمَا أَهَذَا ابْنُكُمَا الَّذِي تَقُولاَنِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى، فَكَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ. أَجَابَهُمْ أَبَوَاهُ نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا ابْنُنَا وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى. وَأَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ فلاَ نَعْلَمُ. أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فلاَ نَعْلَمُ. هُوَ كَامِلُ السِّنِّ. اسْأَلُوهُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ. قَالَ أَبَوَاهُ هَذَا لأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ الْيَهُودِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ. لِذَلِكَ قَالَ أَبَوَاهُ إِنَّهُ كَامِلُ السِّنِّ اسْأَلُوهُ. فَدَعَوْا ثَانِيَةً الإِنْسَانَ الَّذِي كَانَ أَعْمَى وَقَالُوا لَهُ أَعْطِ مَجْداً لِلَّهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الإِنْسَانَ خَاطِئٌ. فَأَجَابَ أَخَاطِئٌ هُوَ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئاً وَاحِداً أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ.
:croes1: صـــــــــــــــومـــــــاً مبـــــــــــــاركــــــــاً :croes1: