الأقنعة المزيفة...! بقلم المحامي نوري إيشوع
مرسل: الأحد مارس 20, 2011 3:59 am
الأقنعة المزيفة...! بقلم المحامي نوري إيشوع
بدأ العالم يتخذ صور مخيفة, و أصبح الأنسان شبحاً من أشباحه, هذا الشبح الذي يدعي الصدق و هو البارع بالكذب, يتباهى بالأيمان و هو الجاحد للأحسان, أعماله تناقض أقواله, انسان كله مزيف, يتلون كالحرباء في كل لحظة و كل دقيقة و فقاً لأهوائه و مصالحه, اليوم معك و غداً ضدك, اليوم يشن عليك حرباً شعواء لانك خالفته في أمر يهمه, و غداً صديقك الودود لانك أرضيته و أوفيت بالوعود, انسان, الكلمات المنقرضة من قواميس الحياة, لن تراها الا في قاموسه الذي صنعه بنفسه و لنفسه : يدعي الأيمان و الخلاص و هو الذي يحارب كل ما هو إيماني و خلاصي من خلال النميمة, يدعي الصدق و قول الحق و كل كلمة أقواله لا تمت بصلة الى الحقيقة, و فيها من التملق و الكذب و النفاق بما لا يصدقه عقل, يدعي خدمة الجماعة و يتجنى عليهم ببراعة, انسان لا يفتش إلا عن مصالحه الشخصية, و نياشينه الأسمية, الزمنية, أما عن الضمير فحدث و لا حرج, فذمته واسعة وسع غله, و تحامله لا يتوقف عند حدود.
انسان اتخذ من نفسه صفة الحامي و المدافع عن الأيمان و المصلحة العامة و هو لا يتوقف عن تشويه صور الأحرارعند أصحاب القرار و لا يتوقف عن التجني على الجميع باستمرار و أخطائه لا تعد و لا تُحصىو لا تسعها بحار, انسان أسهل ما عنده التبرج بالكلمات و التلون بألوان الخداع الزاهية, اليوم أبيض يدعى الطهارة و هو الملوث بتيارات الهواء التي تحمل كل شائبات الأرض, غداً أحمر, شعاره المحبة و الود و هو يحمل حقد العالم و يخزنه في قلبه لينفث من خلاله كل السموم المخزونة منذ سنين, و بعد غدٍ, برتقالي يرفع من خلاله حالة التأهب القصوى للانقضاض عند الفرصة السانحة على أقرب الناس اليه, انسان يدعى الأيمان في العلن و لكنه يخالف هذا الايمان في الخفاء.
انسان يدعى الأستقامة و هو لا يعرفها و بانحناءاته ضاع في الدوامة, يفشل في التربية و بذاره زؤان ينبت في مستنقعات الهاوية, يدعي العقل و الرزانة و هو الذي يضع رأسه في الرمل كالنعامة, يدعي الأنفتاح و هو الذي أقفل باحكام كل أبواب الحوار و لن يحصد إلا الندامة, انسان يدعي النزاهة و الحكمة و أصبح باستشارته يتطاول على القريب و البعيد, انسان ذو رأي سديد لا يقبل النقاش و لقوله متمسك و عنيد, لا يخطئ أبدا و لا مكان لرأيٍ سوى رأيه و من ثم يدعى التواضع في مجالس العيد, انسان كل ما فيه مزيف, تفكيره, ادعاءاته, أعماله, تربيته, إيمانه, صداقاته و طرق حياته,.
انسان, أقنعته مصفوفة باتقان في منزله, و في عقله و قلبه, يختار الذي يتماشى منها مع الساعة التي يعيشها, فمنها قناع الصدق و الأمانة, قناع المدح و الأطراء, قناع العفة و الطهارة, قناع الصداقة, قناع الأيمان, قناع التواضع و المسامحة, قناع المحبة, قناع الخدمة و التضحية.
فما أكثركِ إيها الأقنعة المزيفة! و ما أخطر طرقك ايها الأنسان المقنع,
أسمع أقوالك أصدق و أرى أعمالك أحتار!
" 44 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم مثل القبور المختفية والذين يمشون عليها لا يعلمون" لو 44:11"
الويل لك ايها الأنسان الشبح عندما يكشفون عن وجهك المصّنع.
المحامي نوري إيشوع
في 2011/03/19
بدأ العالم يتخذ صور مخيفة, و أصبح الأنسان شبحاً من أشباحه, هذا الشبح الذي يدعي الصدق و هو البارع بالكذب, يتباهى بالأيمان و هو الجاحد للأحسان, أعماله تناقض أقواله, انسان كله مزيف, يتلون كالحرباء في كل لحظة و كل دقيقة و فقاً لأهوائه و مصالحه, اليوم معك و غداً ضدك, اليوم يشن عليك حرباً شعواء لانك خالفته في أمر يهمه, و غداً صديقك الودود لانك أرضيته و أوفيت بالوعود, انسان, الكلمات المنقرضة من قواميس الحياة, لن تراها الا في قاموسه الذي صنعه بنفسه و لنفسه : يدعي الأيمان و الخلاص و هو الذي يحارب كل ما هو إيماني و خلاصي من خلال النميمة, يدعي الصدق و قول الحق و كل كلمة أقواله لا تمت بصلة الى الحقيقة, و فيها من التملق و الكذب و النفاق بما لا يصدقه عقل, يدعي خدمة الجماعة و يتجنى عليهم ببراعة, انسان لا يفتش إلا عن مصالحه الشخصية, و نياشينه الأسمية, الزمنية, أما عن الضمير فحدث و لا حرج, فذمته واسعة وسع غله, و تحامله لا يتوقف عند حدود.
انسان اتخذ من نفسه صفة الحامي و المدافع عن الأيمان و المصلحة العامة و هو لا يتوقف عن تشويه صور الأحرارعند أصحاب القرار و لا يتوقف عن التجني على الجميع باستمرار و أخطائه لا تعد و لا تُحصىو لا تسعها بحار, انسان أسهل ما عنده التبرج بالكلمات و التلون بألوان الخداع الزاهية, اليوم أبيض يدعى الطهارة و هو الملوث بتيارات الهواء التي تحمل كل شائبات الأرض, غداً أحمر, شعاره المحبة و الود و هو يحمل حقد العالم و يخزنه في قلبه لينفث من خلاله كل السموم المخزونة منذ سنين, و بعد غدٍ, برتقالي يرفع من خلاله حالة التأهب القصوى للانقضاض عند الفرصة السانحة على أقرب الناس اليه, انسان يدعى الأيمان في العلن و لكنه يخالف هذا الايمان في الخفاء.
انسان يدعى الأستقامة و هو لا يعرفها و بانحناءاته ضاع في الدوامة, يفشل في التربية و بذاره زؤان ينبت في مستنقعات الهاوية, يدعي العقل و الرزانة و هو الذي يضع رأسه في الرمل كالنعامة, يدعي الأنفتاح و هو الذي أقفل باحكام كل أبواب الحوار و لن يحصد إلا الندامة, انسان يدعي النزاهة و الحكمة و أصبح باستشارته يتطاول على القريب و البعيد, انسان ذو رأي سديد لا يقبل النقاش و لقوله متمسك و عنيد, لا يخطئ أبدا و لا مكان لرأيٍ سوى رأيه و من ثم يدعى التواضع في مجالس العيد, انسان كل ما فيه مزيف, تفكيره, ادعاءاته, أعماله, تربيته, إيمانه, صداقاته و طرق حياته,.
انسان, أقنعته مصفوفة باتقان في منزله, و في عقله و قلبه, يختار الذي يتماشى منها مع الساعة التي يعيشها, فمنها قناع الصدق و الأمانة, قناع المدح و الأطراء, قناع العفة و الطهارة, قناع الصداقة, قناع الأيمان, قناع التواضع و المسامحة, قناع المحبة, قناع الخدمة و التضحية.
فما أكثركِ إيها الأقنعة المزيفة! و ما أخطر طرقك ايها الأنسان المقنع,
أسمع أقوالك أصدق و أرى أعمالك أحتار!
" 44 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم مثل القبور المختفية والذين يمشون عليها لا يعلمون" لو 44:11"
الويل لك ايها الأنسان الشبح عندما يكشفون عن وجهك المصّنع.
المحامي نوري إيشوع
في 2011/03/19