في الأحد الثالث من الصيام الأربعيني، تقف الكنيسة عند شفاء المخلّع. والإنجيل بحسب متى ومرقس ولوقا ويوحنا يتوقف عند أكثر من مخلّع ومشلول، ويتحدث عن هذا الإنسان المهمّش في المجتمع بطرق متنوعة.
فالإنجيلي متى مثلاً يقدم لنا المفلوج الذي كان مطروحاً على فراشٍ، ومرقس الكاروز يصوّر لنا هذا المفلوج وقد حمله أربعة، وكشفوا السقف، ودلّوا السرير إلى أسفل، ولوقا البشير يتحدث عن ذات المفلوج، أما يوحنا فإنه ينقل إلينا قصة المفلوج الذي كان مضطجعاً عند بركة بيت حسدا. والذي يجمع بين كل هذه الصور الجميلة هو أن المفلوج أو المشلول كان بحاجة إلى أن تُغفر له خطاياه قبل أي عمل آخر. فالدعوة إذاً هي أن نسأل الله بأن ينقينا من الخطيئة ثم يعطينا شفاء الجسد.
ترتيلة : الآب أعطى ابنه
الآب أعطى ابنه كل سلطـانِ
والابن بيعتـــــه ملك الأكوان
ما قد حلَّـــــــــت يبقى مخلولاً
ما قد غلَّـــــــــت بقى مغلولاً
فروميون : السبح لبحر المراحم، وينبوع الأشفية، ومعين الرحمة والتحنن، الذي يقبل الخطاة التائبين إليه، ويسكب عليهم غزير عفوه، وغفرانه، التعظيم للسيد المسيح الذي افتقد جنسنا واعتقه من ربقة إبليس، إذ اتخذ جسدنا وصام لأجلنا وجُرب ليبعد التجارب عنا، وسلّم نفسه للآلام والموت من أجل حياتنا، وقام من القبر وأقام الموتى، الصالح الذي به يليق المجد والوقار في هذا وقت.
سدرو : المجد للطبيب السماوي الذي أرسله الآب ليضمد جراح جبلته، ويدخل العزاء إلى قلوب أبنائه، السبح لمن نزل إلى الأرض ليرفع خليقته إلى السماء، بعظيم رحمته، التمجيد لك يا من اتخذت جسدنا دون خطية لإتمام تدبيرك الإلهي بيننا، فأظهرت ذاتك بقوة معجزاتك، وها هوذا اليوم تأمر المخلع أن يحمل سريره بيديه، وتحذره من العودة إلى قئ الخطيئة، لئلا يُصاب بأشدّ مما أصيب. أنت الذي حولت الماء إلى خمر طيبة، وأوقفت نزف الدم من المرأة التي لمست طرف ثوبك، أنت الذي أحييت ابنة يائيروس بعد موتها، فتجلت قدرتك على منح الحياة لمن تشاء، أنت الذي أجبت إلى طلب الكنعانية فأبرأت ابنتها المعذبة من الروح الشرير، وفتحت أعين العميان، قفز العرج أمامك، أنت الذي غفرت للخاطئة التي جاءت إليك نادمة، وبلّلت قدميك بدموعها ونشفتها بظفائر شعرها ودهنتها بأغلى الأطياب.
والآن نطلب إليك ربنا نحن عبيدك متوسلين إلى مراحمك الإلهية التي لا يحيط بها وصف، أن تقبل منّا الصوم والصلاة المقدمة لك عوض خطايانا وذنوبنا. ربنا وأصفح عنا بفضلك وجزيل إحسانك وكثرة مراحمك، ولا تعاملنا بما تستوجبه خطايانا، ولا تطلق غضبك علينا، ولا تنتقم منّا من أجل فساد أعمالنا لكن أشملنا بحلمك وإن لم نكن له أهلاً. ربنا وافتح لنا أبواب رحمتك الواسعة، واتكئنا بين صفوف الصالحين، وأبعد عنا التجارب والمحن، وأزرع أمنك وسلامك في الكنائس والأديرة المشيّدة لكرامة قدسك. ربنا وأيّد القائمين على رعاية خرافك وتقبّل عطر البخور الذي قرّبناه الآن أمامك، وليكن لتكفير خطايانا وآثامنا، وارضَ به كما رضيت ببخور السابقين، وأجعل به راحة ونياحاً لآبائنا وأخوتنا الراقدين، وأقمنا وإياهم يوم الدينونة مع الخراف القائمة عن جانبك اليمين لكي نقدم لك الحمد والشكر الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
القراءة من إنجيل مرقس 2 : 1 ـ 12 :
ثم دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضاً بَعْدَ أَيَّامٍ فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ. وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ. وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ. لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ. فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا فِي قُلُوبِكُمْ. أَيُّمَا أَيْسَرُ أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ. وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا قَالَ لِلْمَفْلُوجِ. لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ. فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللَّهَ قَائِلِينَ مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ.
صــــــــــــــــــــــومـــــــــــــــاً مبـــــــــــــــــــــاركـــــــــــــــــاً
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
فالإنجيلي متى مثلاً يقدم لنا المفلوج الذي كان مطروحاً على فراشٍ، ومرقس الكاروز يصوّر لنا هذا المفلوج وقد حمله أربعة، وكشفوا السقف، ودلّوا السرير إلى أسفل، ولوقا البشير يتحدث عن ذات المفلوج، أما يوحنا فإنه ينقل إلينا قصة المفلوج الذي كان مضطجعاً عند بركة بيت حسدا. والذي يجمع بين كل هذه الصور الجميلة هو أن المفلوج أو المشلول كان بحاجة إلى أن تُغفر له خطاياه قبل أي عمل آخر. فالدعوة إذاً هي أن نسأل الله بأن ينقينا من الخطيئة ثم يعطينا شفاء الجسد.
ترتيلة : الآب أعطى ابنه
الآب أعطى ابنه كل سلطـانِ
والابن بيعتـــــه ملك الأكوان
ما قد حلَّـــــــــت يبقى مخلولاً
ما قد غلَّـــــــــت بقى مغلولاً
فروميون : السبح لبحر المراحم، وينبوع الأشفية، ومعين الرحمة والتحنن، الذي يقبل الخطاة التائبين إليه، ويسكب عليهم غزير عفوه، وغفرانه، التعظيم للسيد المسيح الذي افتقد جنسنا واعتقه من ربقة إبليس، إذ اتخذ جسدنا وصام لأجلنا وجُرب ليبعد التجارب عنا، وسلّم نفسه للآلام والموت من أجل حياتنا، وقام من القبر وأقام الموتى، الصالح الذي به يليق المجد والوقار في هذا وقت.
سدرو : المجد للطبيب السماوي الذي أرسله الآب ليضمد جراح جبلته، ويدخل العزاء إلى قلوب أبنائه، السبح لمن نزل إلى الأرض ليرفع خليقته إلى السماء، بعظيم رحمته، التمجيد لك يا من اتخذت جسدنا دون خطية لإتمام تدبيرك الإلهي بيننا، فأظهرت ذاتك بقوة معجزاتك، وها هوذا اليوم تأمر المخلع أن يحمل سريره بيديه، وتحذره من العودة إلى قئ الخطيئة، لئلا يُصاب بأشدّ مما أصيب. أنت الذي حولت الماء إلى خمر طيبة، وأوقفت نزف الدم من المرأة التي لمست طرف ثوبك، أنت الذي أحييت ابنة يائيروس بعد موتها، فتجلت قدرتك على منح الحياة لمن تشاء، أنت الذي أجبت إلى طلب الكنعانية فأبرأت ابنتها المعذبة من الروح الشرير، وفتحت أعين العميان، قفز العرج أمامك، أنت الذي غفرت للخاطئة التي جاءت إليك نادمة، وبلّلت قدميك بدموعها ونشفتها بظفائر شعرها ودهنتها بأغلى الأطياب.
والآن نطلب إليك ربنا نحن عبيدك متوسلين إلى مراحمك الإلهية التي لا يحيط بها وصف، أن تقبل منّا الصوم والصلاة المقدمة لك عوض خطايانا وذنوبنا. ربنا وأصفح عنا بفضلك وجزيل إحسانك وكثرة مراحمك، ولا تعاملنا بما تستوجبه خطايانا، ولا تطلق غضبك علينا، ولا تنتقم منّا من أجل فساد أعمالنا لكن أشملنا بحلمك وإن لم نكن له أهلاً. ربنا وافتح لنا أبواب رحمتك الواسعة، واتكئنا بين صفوف الصالحين، وأبعد عنا التجارب والمحن، وأزرع أمنك وسلامك في الكنائس والأديرة المشيّدة لكرامة قدسك. ربنا وأيّد القائمين على رعاية خرافك وتقبّل عطر البخور الذي قرّبناه الآن أمامك، وليكن لتكفير خطايانا وآثامنا، وارضَ به كما رضيت ببخور السابقين، وأجعل به راحة ونياحاً لآبائنا وأخوتنا الراقدين، وأقمنا وإياهم يوم الدينونة مع الخراف القائمة عن جانبك اليمين لكي نقدم لك الحمد والشكر الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
القراءة من إنجيل مرقس 2 : 1 ـ 12 :
ثم دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضاً بَعْدَ أَيَّامٍ فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. وَلِلْوَقْتِ اجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ الْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ. وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْجَمْعِ كَشَفُوا السَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا السَّرِيرَ الَّذِي كَانَ الْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ. وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ. لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ، مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ. فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا فِي قُلُوبِكُمْ. أَيُّمَا أَيْسَرُ أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ. وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا قَالَ لِلْمَفْلُوجِ. لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ. فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا اللَّهَ قَائِلِينَ مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا قَطُّ.


وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.