صفحة 1 من 1

دينونة الله العادلة!

مرسل: الخميس مارس 10, 2011 9:51 am
بواسطة إسحق القس افرام
لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان، كل من يدين. لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك. لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها.
ونحن نعلم أن دينونة الله هي حسب الحق على الذين يفعلون مثل هذه
أفتظن هذا أيها الإنسان الذي تدين الذين يفعلون مثل هذه، وأنت تفعلها، أنك تنجو من دينونة الله
أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة
ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب، تذخر لنفسك غضبا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة
الذي سيجازي كل واحد حسب أعماله
أما الذين بصبر في العمل الصالح يطلبون المجد والكرامة والبقاء، فبالحياة الأبدية
وأما الذين هم من أهل التحزب، ولا يطاوعون للحق بل يطاوعون للإثم، فسخط وغضب
شدة وضيق، على كل نفس إنسان يفعل الشر: اليهودي أولا ثم اليوناني
ومجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح: اليهودي أولا ثم اليوناني
لأن ليس عند الله محاباة
لأن كل من أخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلك. وكل من أخطأ في الناموس فبالناموس يدان
لأن ليس الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله، بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون
لأنه الأمم الذين ليس عندهم الناموس، متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس، فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس هم ناموس لأنفسهم
الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم، شاهدا أيضا ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة
في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي بيسوع المسيح
هوذا أنت تسمى يهوديا، وتتكل على الناموس، وتفتخر بالله.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ عندما قرئت رسالة الرسول بولس في الكنيسة في روما، لابد أن الكثيرين هزوا رؤوسهم موافقين على إدانة عبدة الأوثان، والممارسات الجنسية الشاذة، والناس القساة العنفاء، ولكن لابد أنهم اندهشوا عندما رجع إليهم بالقول : أنت .... تفعل تلك الأمور عينها. لقد كان بولس يؤكد نقطة أساسية لفهم الإنجيل (الأخبار الطيبة)، وهي أنه ليس ثمة إنسان له من الصلاح ما يخلص به نفسه. فكل واحد منا، من العائلة البشرية، إذا أراد أن يتخلص من العقاب ويحيا مع المسيح إلى الأبد، فعليه أن يعتمد تماما على نعمة الله، وهذا حق سواء كنا قتلة أم مواطنين أمناء مجدين. فالرسول بولس لا يناقش ما إذا كانت بعض الخطايا أشر من غيرها، ولكنه يقول بكل جلاء إن أي خطية كفيلة بأن تجعلنا نتكل على الرب يسوع للخلاص والحياة الأبدية، فليس ثمة طريق آخر غير المسيح للخلاص من الخطية. وكم من الخطايا قد ارتكبناها جميعاً مراراً كثيرة.
ـ عندما نغضب بحق على بعض الخطايا التي نلاحظها في مجتمعنا، علينا أن نحترس، إذ يلزمنا أن نشجب الخطية، ولكن علينا أن نفعل ذلك بروح الاتضاع، فكثيرا ما تكون الخطايا التي نراها بوضوح في الآخرين، هي نفسها الخطايا المتأصلة فينا. فلو راقبنا أنفسنا، فلربما نجد أننا نرتكب نفس الخطية، ولكن في صورة أكثر قبولا لدى المجتمع، فمثلا الشخص الذي ينشر الإشاعات قد ينقد بشدة الذين يتكلمون عليه.
ـ قد نسيء فهم صبر الله ونعتبره موافقة على الطريق الخاطئ الذي نعيشه؟ فإن فحص الذات أمر عسير، وأعسر منه أن نستعرض حياتنا أمام الله وندعه ينبهنا أين يلزمنا التغيير. ولكن علينا كمؤمنين أن نصلي على الدوام للرب ليكشف لنا خطايانا لكي يشفيها. ولكن يا للأسف! فإننا كثيرا ما نعجب لصبر الله على الآخرين، أكثر من اتضاعنا أمام صبره علينا.
ـ ومع أنه لا يوقع علينا العقاب، عادة، على كل خطية فور حدوثها، إلا أن دينونة الله أكيدة، ولا ندري، على وجه اليقين متى ستأتي، ولكننا نعلم أنه ليس ثمة من سيهرب من مواجهة الخالق. ولزيادة استيضاح أمر الدينونة، الرجا الرجوع إلى (يو 12: 48 ؛ رؤ 20: 11-15).
ـ لن يدان الناس على أشياء لا يعرفونها لكنهم سيدانون على ما يفعلونه بما يعلمونه، فالذين يعرفون كلمة الله المكتوبة وشريعته، سيدانون بمقتضاها، أما الذين لم يروا الكتاب المقدس، فإنهم، رغم ذلك، يعرفون الصواب من الخطأ، وسيدانون لأنهم لم يسلكوا بمقتضى المعايير التي يعرفونها.
ـ إذا طوفت حول العالم، فستجد في كل مجتمع وفي كل بيئة، دليلا على وجود شريعة الله الأدبية. فكل الحضارات، مثلا، تنهى عن القتل، ومع ذلك فإن هذا القانون يكسر في كل المجتمعات، فنحن ننتمي إلى جنس عنيد إذ إننا نعرف الصواب، ومع ذلك نصر على فعل الخطأ. فلا يكفي أن نعرف الصواب، بل علينا أن نفعله. اعترف أمام نفسك وأمام الله، أنك لست إلا بشرا، كثيرا ما تفشل في أن تحيا على مستوى معاييرك (فكم بالحري على مستوى معايير الله). هذه هي الخطوة الأولى لنوال الغفران والشفاء.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين
:croes1: صـــــــــوماً مبــــــاركاً :croes1:

Re: دينونة الله العادلة!

مرسل: الخميس مارس 10, 2011 10:12 am
بواسطة ابن السريان
صورة

شكراً لك أخي الغالي الشماس أسحق
شكراً لك على هذه المواضيع الروحية الرائعة
أجل بالكيل الذي تكيل يكال لك
وكل بحسب معرفته يحاسب
والويل لمن تأتي به العرثات
أرحمنا يارب بعظيم مراحمك
صورة
بأنتظار الجديد بركة الرب معك

Re: دينونة الله العادلة!

مرسل: الخميس سبتمبر 15, 2016 9:43 pm
بواسطة إسحق القس افرام
تودي ساكي اردخلو كاشيرو بر سريويو
لتواجدك الدائم في مواضيعي
ربنا يبارك حياتك، ويعوض تعبك بالخير والصحة والعافية.