صفحة 1 من 1

سيرة القديس مار دودو شفيع المالكية

مرسل: السبت إبريل 17, 2010 3:22 am
بواسطة أبو يونان
تحتفل كنيستنا السريانية الأرثوذكسية بالمالكية بسوريا في ثالث يوم من عيد القيامة بعيد القديس مار دودو وهذه هي سيرة القديس العظيم .
صلواته تكون مع الجميع

سيرة القديس مار دودو 529 م _ 609 م
صورة


نبذة عن القديس مار دودو :

أبصر القديس مار دودو نور الوجود من أبوين مسيحيين فاضلين ( شمعون وهيلانة ) المشهورين في كل المنطقة بالايمان والتقوى والصلاح وذلك في قريتهم ( سيدوس ) التابعة لمنطقة منازكرد في تبريز بقرب بحيرة وان .
كان هذان المؤمنان محرومين من الذرية ولكن إيمانهما القوي وصلاتهما الدائمة لله منحتهما الرجاء فافتقد الرب هذين المؤمنين بنعمته فحملت ( هيلانة ) وولدت صبياً غاية في الجمال وذلك عام 529 م وبعد فترة قصيرة من ميلاد الطفل قام والداه وحملاه قاصدين دير القديس مار داود ، ترافقهما مجموعة من الأقارب والأصدقاء وفي هذا الدير نال الطفل سر العماد المقدس على يد القديس مار داود رئيس الدير ودعا الطفل باسم داود .
نشأته :
نشأ وترعرع في كنف والديه الفاضلين ومنذ صغره تعلم القراءة والكتابة كما تعلم الكتاب المقدس والصلوات وطقوس الكنيسة وأسرارها .
وعندما بلغ سن الرشد رغبا والداه بعقد قرانه وتزويجه بفتاة مؤمنة كي يفرحا به ولكنه أبى وقال :" إن الدراسة هي أهم حالياً " فقد أبى أن يرتبط بشباك العالم الفاني حيث كان قلبه قد التهب بحب ربه يسوع المسيح الفادي .
بداية رهبنته :
بعد أن توفي والداه وزع ثروته كلها على الفقراء والمساكين ثم توجه إلى الدير حيث اعتمد ، فاستقبله رئيس الدير مار داود بفرح وغبطة . وتتلمذ على يديه ونذر النذور الرهبانية الأولى وانضم إلى سلك الرهبان المتوحدين جنود الرب يسوع وأصبح موضع دهشة وإعجاب لدى الرئيس والأخوة الرهبان والزوار المؤمنين ، وتواضعاً منه طلب من رفاقه الرهبان أن يدعوه دودو ( ܕܘܕܳܐ ) أي دودة ، والجدير بالذكر أن المؤمنين حرّفوا هذه اللفظة إلى ܕܕܳܐ أي العم القدير .تقديراً منهم لمكانة هذه القديس .
الجدير بالذكر أن القديس مار دودو زار الأماكن المقدسة في أورشليم على قدميه مندفعاً بقوة الإيمان والرجاء . وصل إلى مدينة القدس فتبارك من قبر السيد المسيح الخلاصي ، ثم مشى درب الصليب ، وزار دير مار مرقس علّية وكنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة الجسيماني وكل الكنائس والمزارات والأماكن التي تقدست بخطى وتعاليم ربنا يسوع المسيح ، كما زار مصر أيضاً ( برية أسقيطي ).

صورة
اختيار وادي جهنم :
بعد عودته من هذه الزيارات إلى موطنه ، وقع بصره على كورة بازبدي ( آزخ ) بقرب أسفس على وادي يسمى وادي جهنم بالسريانية ܢܚܠܐ ܕܓܗܢܐ فأختاره ليقيم فيه يعبد ربه متوحداً .
أنشا القديس مار دودو معبدة له في قلب الوادي بقرب النهر شمالي أسفس ، وانضم إليه من أتباعه أربعون راهباً عابداًً من بينهم ابن خاله القديس مار اسحق ، سكنوا تلك المغائر والكهوف في الوادي وبعضهم حفر لنفسه مغارة صغيرة لا تتسع إلا لشخص واحد ليبقى وحيداً لا يشغله فيها شيء عن العبادة وذكر ربه .
وهكذا بعد أن كان هذا الوادي قبل مجيء مار دودو إليه مخبأ وملجأ لقطاع الطرق واللصوص ، أصبح روضة تصعد منه رائحة بخور زكية مع التسابيح والتماجيد لله باري وخالق الكون .
صورة
مار دودو الأسقف :
في عام 589 م . قام البطريرك مار بطرس في جولة خاصة نحو أبرشيته الشرقية وعرض على الراهب دودو أن يرفعه إلى رتبة أسقف ، فرفض مار دودو أوامر سيده هرباًً من المسؤليات الجسام المترتبة على الدرجة الأسقفية ولكنه لما شاهد نفسه مهدداً بعقوبة الحرمان الكنسي القاطع رضي مسلّماًً إرادته إلى المولى قائلاً : " لتكن مشئتك يا رب " وتم ترفيعه في حفل كنسي رائع إلى الدرجة الأسقفية باسم ( مار غريغوريوس ).

أهم أعمال القديس مار دودو ثم وفاته :

جاء في صلوات الفرض أن القديس مار دودو رسم ( 1300 ) ألف وثلاثمائة كاهناً و ( 1700 ) ألف وسبعمائة شماساً وذكر أيضاًً أنه عمر كنيسة في وادي جهنم يتبعها معابد وصوامع رهبانه الأربعين .
فإذا كان قد رسم ( 1300 ) كاهناً كم يكون يا ترى عدد الكنائس والأديرة التي تم تشييدها في بلدة تكريت وتوابعها .؟
في عام 609 م استراح القديس المُعظم من أتعابه التي لا يمكن أن تُحد ، وأخيراً وبصلاة احتفالية مهيبة يوارى جثمان القديس في كاتدرائيته في تكريت المبنية على اسم القديس مار آحو وأمه بالكنيسة الصفراء وقد ودّعه الأكليروس والشعب وعيونهم تذرف الدموع الحارة على حرمانهم أسقفهم القديس مار دودو سائلين الله أن لا يُحرموا شفاعته قائلين : صلواتك معنا يا أبانا وشفيعنا مار دودو . [/color]
صورة
( نقل هامة القديس إلى إسفس ) :

مرت سنون طويلة على دفن القديس في باسبرين , ففي تلك السنوات حدث قحط فيها وبدأت غائلة الجوع تستشري , وعرفوا أنهم سيلاقون حتفهم _ إتجه نفر منهم إلى إسفس ليطلبوا منهم المعونة والمساعدة _ وبعد التشاور أجاب أهل إسفس : ( إنهم على إستعداد تام لتقديم كل مايحتاجونه , وأن يرفعوا عنهم هذه المحنة , ولكن بشرط أن يعيدوا هامة القديس مار دودو إليهم ,, ),,
وتحت وقع الحاجة والمحنة التي ألمت بأهل باسبرين , وافقوا على الطلب _ وتمت مراسم نقل الهامة من جديد إلى إسفس , ودفنت بجانب يمناه ,,,,
هذه هي السيرة الذاتية الموجزة لحياة حافلة بذخائر الإيمان والتقوى لهذا القديس البار , حيث كان مصدر خير وورع وقداسة في حياته الأرضية , وبقيت هكذا ذخائر بعد رحيله إلى الخدور السماوية ,,

صورة
والآن وبعد إنتقال الكثير من أهالي إسفس وآزخ قراهم التي تقع في تركيا اليوم ونتيجة إتباع سياسات القهر والإذلال والقتل والنهب ضدهم ,إلى سوريا وتحديدأ مدينة المالكية ,, وتخليدأ لذكرى القديس , وإنهم يعتبرونه الشفيع لهم , فهم عندما يقسمون يقولون ( حق سلطان مار دودو ) يقصدون بالسلطان _ تلك السلطة الروحية التي منحها الرب يسوع المسيح لتلاميذه من قوة وسلطان لشفاء المرضى وإجتراح المعجزات , وإحياء الموتى , ويسود الإعتقاد فيما بينهم , إن من يحنث بالقسم بإسمه باطلأ , ستحل عليه العواقب الوخيمة عاجلأ أم آجلأ .. فقد بنى الأهالي كنيسة تحمل إسمه في موطنهم الجديد , مدينة المالكية,, بعد أن نقلوا لبنة من بناء كنيسة مار دودو في إسفس ,, ووضعت كحجر آساس في بناء كنيسة مار دودو بالمالكية ..وهذا العمل يعتبر وفاء من أبناء آزخ وإسفس وإحياء لذكرى القديس حيثما حلوا , و قد مر زمن طويل على وفاته لكن ذكراه مازالت حية في الذاكرة .
اقيمت هذه الكنيسة في الحي الغربي من المدينة والذي تكوّن منذ وقت ليس بالبعيد بسبب التضخم السكاني للمدينة واتساع رقعة مساحتها
فقد تم وضع حجر الاساس لها على يد المثلث الرحمات مار اسطاثيوس قرياقس مطران الجزيرة والفرات آنذاك وبوشر ببنائها باموال المؤمنين وكنائس منطقة المالكية وقد استأنف نيافة الحبر الجليل ماراسطاثيوس متى روهم مطران الجزيرة والفرات الكلي الطوبى والوقار اعمال بناء هذه الكنيسة ومرافقها حتى تم انجازها على ابهى صورة
تم انشاء مدرسة خاصة فيها ملحق لمدرسة الدجلة الخاصة ومكاتب لادارات ولجان الكنيسة ،سميت هذه الكنيسة بأسم القديس ماردودو الذي يوجد رفاته في كنيستين بنيتا على اسمه في قريتي( باسبرين – اسفس ) في طور عابدين وكورة بازبدي ( آزخ ) في تركيا .
وتحتفل كنيسة ماردود بالمالكية بعيده في اليوم الثالث من عيد القيامة

صورة
مصدر النبذة :
- القديس مار دودو للشماس المرحوم يوسف جبرائيل القس
- سيرة القديس مار دودو ومار باصوص والشهيدة
مارت شموني – أفرام شاهين

السيرة منقولة من موقع أولف وموقع الجزيرة كوم مشكورين
[/size]