"الكلمة" مشروع خلاصي عظيم
مرسل: الاثنين أكتوبر 03, 2016 6:45 pm
"وَالْكَلِمَةُ" صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، يوحنا ١: ١٤
إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ "بِكَلِمَةٍ" مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، سورة آل عمران ٤٥
الكلمة صار بشراً وسكن بيننا. صار الله انساناً، نعم تأنس الله، صار طفلاً في عالم البشر ليخلص البشر.. كيف لا؟! وهو الذي يقول كن فيكون... كيف تشك ايها المخلوق وهو خالقك؟ هو الكلمة الذي وُجد قبل الخلق ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالله. هو مشدود إلى الله وهو في الوقت عينه الله بالذات. هو الكلمة الذي به خلق كل شيئ في البدء، وهو الكلمة الإله الذي تأنس من العذراء مريم وجاء لإنقاذ خليقته. فيه كانت الحياة التي هي نور الناس، والنور الذي يضيئ في الظلمة التي لم تدركه.. جاء لخلاص البشر الذي خلق على صورته، جاء لخلاص ابنائه... وهو الآب.
وأين الصعوبة في تقبل هذه الحقيقة؟ عندما تعلم طفلك السباحة الا تقفز معه في الماء لتريه طريقة العوم؟ وإذا لم يفلح وابتلع الماء الا تسحبه لبر الأمان؟ واذا كان يغرق في مياه عميقة، الا تغوص وتدفعه لفوق حتى ولو عرضت نفسك للموت؟ كذلك الله، فقد تجاوز الحكم بعدله وتعامل مع الإنسان برحمته لإنقاذه بعد السقوط البشري بالخطيئة، بل ليكسب خليقته وإعادتها الى حضنه الأبوي.
تواضع لا نظير له، جاء الإله الى هذا العالم ببراءة الطفل يسوع، الإنسان من لحم ودم، وكبر في ضعفه البشري.. يسوع الذي عطش، جاع، اضطرب، تعذب، تشوّه ومات حاملاً خطايا العالم كإله متأنس ليقوم مسيحاً منتصراً رافعاً معه جنسنا البشري ليشاركنا مجده. مجد كان التلاميذ (جماعة المسيحيين الأولين) شهوداً له على جبل تابور. فإن الكلمة لم يُلغَ في الإنسان، إنما حضر بيننا بيسوع المسيح الذي اصبح وجه الله. وجهاً نراه بالمسيح الإنسان يدعونا ان نصير اخوة له بالبر وحب الله، كما يقول في رومية ٨: ٢٨~٢٩ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. أخوة مشابهين لصورة المسيح المحب، الرحوم والعادل. الا ترى كيف أن الله يدعونا لنكون عائلة؟!
اليوم ومع تأنس الكلمة تفجّر أفق تاريخنا وتحوّل مصيرنا وبدّل وجهته. فالأرض هذا الكوكب الصغير، هذه الحبّة من الرمل وسط المجرّات الواسعة، صارت مسكن الله. وفي قلب انسان من الناس يخفق قلب الله. صار الله انساناً، صار طفلاً في عالم البشر. فكيف نشكّ بعد اليوم ونرتاب بمستقبل العالم؟ لماذا هذا العناد التوراتي القديم؟ لماذا هذا الإرث المرفوض من الله ومسيحه؟ لماذا هذا التعنت والأذى بحق الخالق وخليقته؟ لماذا الإنجراف بتيارات تبعدك عن طريق الله ؟ لماذا التغاضي عن إله المحبة واللحاق بما يشوه وجه الله؟ أين الصعوبة في تقبل فكرة العطاء اللامتناهي والحب الإلهي النقي والسخي؟ يمد رب المجد وإله المحبة يده غافراً ومسامحاً... فلماذا لا تتقبل نعمته؟
الرب يدعونا لكي نتجاوز دائرتنا الصغيرة الضيقة... دائرة التشدد الديني والتعصب الطائفي، يدعونا لكي نتقبّل النور الذي أرسل إلى جميع الناس. نور المحبة والعطاء، حيث لا مكان للتشرذم والبغضاء والنميمة والحسد والكراهية والقتل.. حيث لا مكان للموت.. بل للحياة... هذا الكلمة الذي وُجد قبل العالم هو علامة حب الله للعالم. فلا يبقى علينا إلا أن ندخل في مشروعه هذا، مشروعه الخلاصي العظيم.
سلام المسيح يبارك الجميع
الشماس ميشال صموئيل مسعود
فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح
إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ "بِكَلِمَةٍ" مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، سورة آل عمران ٤٥
الكلمة صار بشراً وسكن بيننا. صار الله انساناً، نعم تأنس الله، صار طفلاً في عالم البشر ليخلص البشر.. كيف لا؟! وهو الذي يقول كن فيكون... كيف تشك ايها المخلوق وهو خالقك؟ هو الكلمة الذي وُجد قبل الخلق ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالله. هو مشدود إلى الله وهو في الوقت عينه الله بالذات. هو الكلمة الذي به خلق كل شيئ في البدء، وهو الكلمة الإله الذي تأنس من العذراء مريم وجاء لإنقاذ خليقته. فيه كانت الحياة التي هي نور الناس، والنور الذي يضيئ في الظلمة التي لم تدركه.. جاء لخلاص البشر الذي خلق على صورته، جاء لخلاص ابنائه... وهو الآب.
وأين الصعوبة في تقبل هذه الحقيقة؟ عندما تعلم طفلك السباحة الا تقفز معه في الماء لتريه طريقة العوم؟ وإذا لم يفلح وابتلع الماء الا تسحبه لبر الأمان؟ واذا كان يغرق في مياه عميقة، الا تغوص وتدفعه لفوق حتى ولو عرضت نفسك للموت؟ كذلك الله، فقد تجاوز الحكم بعدله وتعامل مع الإنسان برحمته لإنقاذه بعد السقوط البشري بالخطيئة، بل ليكسب خليقته وإعادتها الى حضنه الأبوي.
تواضع لا نظير له، جاء الإله الى هذا العالم ببراءة الطفل يسوع، الإنسان من لحم ودم، وكبر في ضعفه البشري.. يسوع الذي عطش، جاع، اضطرب، تعذب، تشوّه ومات حاملاً خطايا العالم كإله متأنس ليقوم مسيحاً منتصراً رافعاً معه جنسنا البشري ليشاركنا مجده. مجد كان التلاميذ (جماعة المسيحيين الأولين) شهوداً له على جبل تابور. فإن الكلمة لم يُلغَ في الإنسان، إنما حضر بيننا بيسوع المسيح الذي اصبح وجه الله. وجهاً نراه بالمسيح الإنسان يدعونا ان نصير اخوة له بالبر وحب الله، كما يقول في رومية ٨: ٢٨~٢٩ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. أخوة مشابهين لصورة المسيح المحب، الرحوم والعادل. الا ترى كيف أن الله يدعونا لنكون عائلة؟!
اليوم ومع تأنس الكلمة تفجّر أفق تاريخنا وتحوّل مصيرنا وبدّل وجهته. فالأرض هذا الكوكب الصغير، هذه الحبّة من الرمل وسط المجرّات الواسعة، صارت مسكن الله. وفي قلب انسان من الناس يخفق قلب الله. صار الله انساناً، صار طفلاً في عالم البشر. فكيف نشكّ بعد اليوم ونرتاب بمستقبل العالم؟ لماذا هذا العناد التوراتي القديم؟ لماذا هذا الإرث المرفوض من الله ومسيحه؟ لماذا هذا التعنت والأذى بحق الخالق وخليقته؟ لماذا الإنجراف بتيارات تبعدك عن طريق الله ؟ لماذا التغاضي عن إله المحبة واللحاق بما يشوه وجه الله؟ أين الصعوبة في تقبل فكرة العطاء اللامتناهي والحب الإلهي النقي والسخي؟ يمد رب المجد وإله المحبة يده غافراً ومسامحاً... فلماذا لا تتقبل نعمته؟
الرب يدعونا لكي نتجاوز دائرتنا الصغيرة الضيقة... دائرة التشدد الديني والتعصب الطائفي، يدعونا لكي نتقبّل النور الذي أرسل إلى جميع الناس. نور المحبة والعطاء، حيث لا مكان للتشرذم والبغضاء والنميمة والحسد والكراهية والقتل.. حيث لا مكان للموت.. بل للحياة... هذا الكلمة الذي وُجد قبل العالم هو علامة حب الله للعالم. فلا يبقى علينا إلا أن ندخل في مشروعه هذا، مشروعه الخلاصي العظيم.
سلام المسيح يبارك الجميع
الشماس ميشال صموئيل مسعود
فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح