صفحة 1 من 1

كيف حال أسرتك؟

مرسل: الأحد سبتمبر 06, 2015 5:15 am
بواسطة إسحق القس افرام

العائلة أو الأُسرة هي أحد المقاييس المهمَّة التي تُشير إلى صحَّة المجتمع. فإذا كانت العوائل بخير، فالمجتمع أيضاً سيكون بخير. قال كونفوشيوس (478 ق.م) إذا علَّمنا كلَّ أسرةٍ كيف تتخلَّق فإنَّ المجتمع كلَّه يتعلَّم كيف يتخلَّق، وإذا تعوَّدتْ كلُّ أسرةٍ على العطف والشفقة تعوَّد المجتمع كلُّه على العطف والشفقة". لذا وجب على كلَّ واحدٍ الاهتمام بأسرته، هكذا يكون معاوناً لبناء مجتمعٍ أفضل.
سؤال: ما الذي يُشكل طرفاً أو جزءاً من عائلةٍ مبنيَّةً حسناً؟
في المرتبة الأولى، الله. إذا كانت العائلة تحيا بدون مخافة الله، وليس الخوف أو الرعب من الله، فإنَّها تتقدم خطوةً نحو دمارها. قلتُ مخافة الله ولم أقل الخوف لأنَّ هناك فرقاً كبيراً بين الاثنين، يقول الكتاب المقدس: لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ. (1يو4: 18) ويقول جان فانيه في كتاب الجماعة صفحٌ وعيدٌ: ما دام الخوف قائماً والأفكار المُسبقة مستحكمة في القلوب، فالحروب والفروقات ستظلُّ مستشرية. أمّا في مخافة الله فيقول الكتاب المقدس: مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ(أم1: 7). ومن لم يحرص على الثبات في مخافة الرب يهدم بيته سريعاً(سي27: 4). وأيضاً: لا تشته كثرة أولاد لا خير فيهم ولا تفرح بالبنين المنافقين ولا تسر بكثرتهم إذا لم تكن فيهم مخافة الرب (سي16: 1).
مجالٌ آخر ينبغي الاهتمام جيداً به وهو مضمار المعاشرة والاتصال بين الزوجين، الآباء والأبناء، الأخوة مع بعضهم. إذا حدثتْ المشاكل في هذا المجال، حتّى لو كانت الأُسرةُ قويَّةً فهي مرشَّحةٌ للدمار. والسؤال المهمُّ هنا هو كيف تُنعَش هذه الاتصالات؟
الجواب هو: بمزيدٍ من المحبَّة، الغفران، الوداعة وبتنسيق عمليَّة تصحيح الأخطاء. والأسرة المبنيَّة حسناً تعرف أيضاً كيف تتواصل، الواحد يساعد الآخر ومعاً يحاربان من أجل حياةٍ مشتركة وأفضل.
أودُّ التأكيد أيضاً على العلاقات الزوجيّة، التي نعرف أنَّها لا تسير بسهولةٍ دائماً. ففي الكثير من الزيجات هناك مشاجراتٍ وخصومات ومع الأسف أيضاً اعتداءاتٌ جسديَّة، وفي كثير من الأحيان تعدِّياتٍ أخلاقية، خيانات، انعدام تواضع كلا الزوجين، إهمال الحوار، غياب المغفرة، انعدام الرغبة في الجهاد في سبيل الزواج. يعتقد البعض بأنَّه من الأفضل الانسحاب والتخلِّي والانصراف إلى عشرةٍ أخرى، ظنّاً منهم بأنهم سيكونون أكثر سعادةً. لكننا نعلم أنَّ الأمر ليس كذلك.
كلا الزوجين يحتاجان إلى قيادة وتوجيه الله لحياتهما الزوجية. والكتاب المقدس (كلمة الله) يقدم لنا مجموعةً من المبادئ للحصول على زواجٍ وعائلةٍ صالحَين.
أخوتي المتزوجين، أدعوكم لقراءة رسائل القديس بولس إلى أفسس وكولوسي ورسالة القديس بطرس الأولى الأصحاح الثالث. وأسألكم أن تلتمسوا حكمة الله من أجل زواجكم ومن أجل إعادة بناء أسرتكم. والله قادر أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ. (أف3: 20-21).
أخوكم القس كبرئيل عبد الأحد

Re: كيف حال أسرتك؟

مرسل: الأحد سبتمبر 06, 2015 5:22 am
بواسطة إسحق القس افرام
مشكور جداً ابونا الغالي كبرئيل على هذا الموضوع الحساس والمهم في حياتنا اليومية
وربنا يبارك بالوزنة التي هي بين يديك.
انثروا ددركم قدامنا.

Re: كيف حال أسرتك؟

مرسل: الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:17 pm
بواسطة بنت السريان
بوركتم أبونا وبارخمور
موضوعكم من أهم المواضيع التي يحتاجها المجتمع في كل آن وأوان
برأيي البيت هو المدرسة الاولى في حياة الفرد
ينسأ على القيم التي تغذىبها من الأبوين من ثم يأتي دور الكنيسة والمجتمع
لذا أقول فاقد الشيء لا يعطيه والمسؤولية هنا ملقاة على عافق الابوين فإن كان الأبوين غير مثقفين دينيا فكيف نطلب منهم أن يثقفوا أبناءهم وبناتهم
وأول ثلاث سنوات من عمر الطفل تكون شخصيتة الفرد ليكون رجل المستقبل
لذا وجب البدء بالعوائل وتثقيف الابوين كي يستطيعون السير السوي مع افراد عوائلهم و\هذا الأمر يتطلب مجهود أكثر صبرا وتعبا وكادرا يقوم بهذا العمل وهنا يظهر عمل الكنيسة
وشكرا لكم

بنت السريان