صفحة 1 من 1

لا تكونوا أولادًا في أذهانكم!

مرسل: السبت يناير 03, 2015 6:42 am
بواسطة إسحق القس افرام
جاء في رسالة القديس بولس المغبوط إلى أهل كورنثوس مايلي:
أيها الاخوة
لا تكونوا أولادًا في أذهانكم،
بل كونوا أولادًا في الشر، وأما في الأذهان فكونوا كاملين.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
يليق بنا ألا نسلك كأطفالٍ بلا التزام أو مسئوليةٍ أو فهمٍ، بل نكون ناضجين وكاملين كما أن أبانا كامل. لنكن أطفالًا في الشر، لا نحمل روح الخبث بل بساطة القلب والحب.
هنا يلزمنا إدراك معنى ثلاث كلمات واردة في هذه العبارة:
1- معنى أطفال بوجه عام وعلى وجه الخصوص الذين ينمون لكي يرسلوا إلى المدرسة ويتقبلوا التعليم. وكأن الرسول يقول: لست أريدكم أن تكونوا أطفال صغارًا كمن يبتدءون في الذهاب إلى المدرسة لتعلم المبادئ الأولية بل يكون لهم الفهم والإدراك الكافي لهذه المبادئ.
2- أما من جهة الخبث فكونوا أطفالًا، وهي مشتقة من طفلاً عاجزًا عن الكلام في المرحلة البدائية للطفولة. أي يعجز عن أن يهدف نحو الشر أو يتحدث به.
3- كامل ويعني الإنسان الذي بلغ النضوج الكامل في القامة والفهم. فهو يود أن نكون ناضجين جسديًا وفكريًا.
هكذا يحسب الرسول بولس الذين ينتفخون بالتكلم بألسنة يمارسون عملا طفوليًا غير ناضج، يحتاجون إلى دخول في مدرسة الخدمة ليتدربوا على الحب العملي والبحث الجاد عن خلاص اخوتهم بفهمٍ وتعقلٍ، لا بانفعالات عصبية طفولية. فالإيمان ليس مجالًا للَّهوٍ طفوليٍ بل هو عمل متعقل ناضج. إنه يحترم في الطفولة البساطة وعدم الخبث كما قال المسيح له المجد: أنه يلزمنا أن نصير كالأطفال لندخل ملكوت السموات (مت 18: 3). لكنه يطالبنا ألا نتشبه بهم في العجز عن الفهم والإدراك أو عدم الالتزام بالمسئولية.
إذ كان لهؤلاء موهبة الألسنة والتي كانت أقل المواهب، ظنّوا أنهم نالوا كل شيء، لذلك يقول: لا تكونوا أولادًا، أي لا تكونوا بلا فهمٍ حيث يجب أن تكونوا مفكّرين، لكنكم صرتم كالأطفال البسطاء حيث الشر والمجد الباطل والكبرياء. لأن من هو طفل في الشر يلزم أن يكون أيضًا حكيمًا. وحيث أن الحكمة مع الشر ليست حكمة هكذا أيضًا البساطة مع الغباوة ليست بساطة. يلزم مع البساطة أن نتجنب الغباوة، ومع الحكمة نتجنب الشر.
أن تكون طفلًا في الشر هو أنك لا تعرف حتى ما هو الشر.
يريدهم بولس أن يكونوا ناضجين عقليًا حتى يقتطفوا بدقةٍ ما هو لازم لبنيان الكنيسة. بهذه الطريقة يتركون خلفهم المكر والأخطاء، مجاهدين عوض ذلك من أجل الأمور التي تقود إلى صالح الإخوة.
لا تكونوا أطفالًا في الفهم، وإنما في المكر كونوا أطفالًا صغار فتكونوا في الفهم كاملين... يمكن التعبير عن هذا هكذا: لا تكونوا أطفالًا، ومع ذلك كونوا أطفالًا.
الحكيم الإلهي نفسه إذ حمل طبيعتنا الضعيفة جاء لكي يجمع أبناء أورشليم تحت جناحيه، كدجاجة تجمع فراخها.
وله كل المجد من الازل وإلى أبد الآبدين آمين
[/size]

Re: لا تكونوا أولادًا في أذهانكم!

مرسل: السبت يناير 03, 2015 3:24 pm
بواسطة ملكي نيسان
شرح مفصل مفيد تشكر عليه ملفونو اسحق. :ros3:
[/size][/font]

Re: لا تكونوا أولادًا في أذهانكم!

مرسل: السبت يناير 03, 2015 3:26 pm
بواسطة ملكي نيسان
شرح مفصل مفيد تشكر عليه ملفونو اسحق. :ros3:
[/size][/font]

Re: لا تكونوا أولادًا في أذهانكم!

مرسل: الثلاثاء يناير 20, 2015 7:38 pm
بواسطة بنت السريان
أين القرّاء؟؟؟؟ وبماذا منشغلون !!!!
لعلّنا ا بتعدنا عن الله بما يكفي
موضوع راقي بمعنى الكلمة
شكرا ملفونو اسحق المبارك

بنت السريان
[/size]

Re: لا تكونوا أولادًا في أذهانكم!

مرسل: الأربعاء يناير 21, 2015 5:20 am
بواسطة إسحق القس افرام
فعلاً الناس منشغلة في الفيس بوك وتركو كل شيء حتى اطفالهم
فلم يبقى سوى ان ......................... من الصباح وحتى المساء
هناك مقولة مشهورة تقول: الي ارى مومثل ما ارى.
ليرعاكم الرب ودمتم بهذا العطاء.