الإيمان أم أعمال الناموس ـ البر بالأيمان!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 54894
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الإيمان أم أعمال الناموس ـ البر بالأيمان!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

أيها الغلاطيون الأغبياء، من رقاكم حتى لا تذعنوا للحق؟ أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوباً! أريد أن أتعلم منكم هذا فقط: أبأعمال الناموس أخذتم الروح أم بخبر الإيمان؟
هكذا أنتم أغبياء! أبعدما ابتدأتم بالروح تكملون الآن بالجسد!
أهذا المقدار احتملتم عبثا؟ إن كان عبثا! فالذي يمنحكم الروح ، ويعمل قوات فيكم، أبأعمال الناموس أم بخبر الإيمان كما آمن إبراهيم بالله فحسب له برا اعلموا إذا أن الذين هم من الإيمان أولئك هم بنو إبراهيم. والكتاب إذ سبق فرأى أن الله بالإيمان يبرر الأمم، سبق فبشر إبراهيم أن فيك تتبارك جميع الأمم ،إذا الذين هم من الإيمان يتباركون مع إبراهيم المؤمن. لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة، لأنه مكتوب: ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به. ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر، لأن البار بالإيمان يحيا. ولكن الناموس ليس من الإيمان، بل الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها. المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة. لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع، لننال بالإيمان موعد الروح. أيها الإخوة، بحسب الإنسان أقول: ليس أحد يبطل عهدا قد تمكن ولو من إنسان، أو يزيد عليه. وأما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفي نسله. لا يقول: وفي الأنسال كأنه عن كثيرين، بل كأنه عن واحد: وفي نسلك الذي هو المسيح. وإنما أقول هذا: إن الناموس الذي صار بعد أربعمئة وثلاثين سنة، لا ينسخ عهدا قد سبق فتمكن من الله نحو المسيح حتى يبطل الموعد. لأنه إن كانت الوراثة من الناموس، فلم تكن أيضا من موعد. ولكن الله وهبها لإبراهيم بموعد. (غلا3)

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد، الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ لقد انخدع المؤمنون الغلاطيون بحجج المعلمين الكذبة، وكأنهم وقعوا تحت تأثير ساحر. وكان السحر شائعاً في أيام الرسول بولس (أع 8: 9-11 ؛ 13: 6، 7). وقد استخدم السحرة الخداع وقوة الشيطان في صنع معجزات، وانجذب الناس وراء أساليب السحرة الغريبة غير مدركين مصدرها الشرير الخطير.
ـ كان المؤمنون في غلاطية، الذين حضر كثيرون منهم في أورشليم في يوم الخمسين، وقبلوا الروح القدس هناك، يعرفون أنهم لم يقبلوا الروح القدس بإطاعة الناموس اليهودي. وينبر الرسول بولس على أنه كما أننا قد خلصنا بالإيمان بالمسيح، هكذا أيضاً ننمو بالإيمان بالمسيح. لقد رجع الغلاطيون إلى الوراء عندما أصروا على حفظ الشرائع اليهودية. يجب أن نتأكد من أننا ننمو روحياً بعمل الله في حياتنا، وليس باتباع قواعد معينة.
ـ لقد أوشك الغلاطيون أن يتخلوا عن الإيمان بالمسيح بمحاولتهم بلوغ الكمال المسيحي بحفظ الناموس. ويهتف بهم الرسول بولس بأنهم في حاجة إلى أن يذكروا ما فعله المسيح لأجلهم، وكيف تألموا من أجل إيمانهم، وما معنى الخلاص! عندما تشعر بالارتباك من جهة إيمانك، برؤيتك اختبارات مختلفة لا تعلم أيها الصواب، اذكر حياتك القديمة، اذكر كيف غيرك المسيح، واذكر غفرانه، ثم كن أميناً له.
ـ هذا سؤال بلاغي! إذ يعلم الغلاطيون أنهم قد قبلوا الروح القدس عندما آمنوا، وليس عندما أطاعوا الناموس. ومع ذلك مازال الناس لا يحسون بالأمان في إيمانهم، لأن الإيمان وحده يبدو أمراً يسيراً. ومازال الناس يحاولون الاقتراب إلى الله بإتباع قواعد. ويسأل الرسول بولس هذه الأسئلة، لأنه كان يرجو أن يركز الغلاطيون أنظارهم مرة أخرى على المسيح مركز إيمانهم.
ـ إن الروح القدس يمنح المؤمنين قوة عظيمة ليحيوا لله، ولكن بعض المؤمنين يريدون ما هو أكثر من ذلك، أي يظنون أنه إن كان الروح القدس يعمل في حياتهم، فلابد أن يحيوا حياة الإثارة الدائمة، فملل الحياة اليومية يبدو وكأنه يقول لهم إن هناك نوعاً من الخطأ الروحي. ولكن هؤلاء المؤمنين لم يدركوا الحقيقة، فأعظم عمل للروح القدس فينا هو أن يعلمنا المثابرة في مواصلة عمل ما هو حق حتى وإن كان لم يعد يبدو لنا جديداً أو ممتعاً. وسرعان ما تحول الغلاطيون عن إنجيل الرسول بولس إلى تعاليم المعلمين الجدد في المدينة. لقد كانوا في حاجة إلى موهبة الروح القدس للمثابرة. فإذا اعترانا الملل من الحياة المسيحية، فقد لا نكون في حاجة للروح لكي يحركنا، بل قد نكون في حاجة إليه ليجعلنا نهدأ ونستقر ونرى التحدي الذي يواجهنا في حياتنا العادية.
ـ إن الحجة الرئيسية عند اليهوديين هي أن الأمم يلزمهم أن يصبحوا يهودا لكي يصيروا مسيحيين. وقد كشف الرسول خطأ ما يقولون، بإثبات أن أبناء إبراهيم الحقيقيين هم الذين يؤمنون، وليس الذين يحفظون الناموس، فإن إبراهيم نفسه خلص بالإيمان. وكل المؤمنين، على مر العصور ومن كل الأمم، يشتركون في بركة إبراهيم، وهذا وعد مطمئن وميراث عظيم وأساس راسخ للحياة.
ـ ويقتبس الرسول بولس من سفر التثنية (27: 26) لإثبات أن الناموس لا يمكنه أن يبرر أو أن يخلص، على عكس ما كان يدعيه اليهوديون، لا يقدر أن يفعل شيئا سوى أن يدين، وإذا كسر أحد وصية واحدة يصبح تحت الدينونة، ولأن كل إنسان قد كسر الوصايا، أصبح كل إنسان تحت الدينونة، ولا يستطيع الناموس أن يفعل شيئا ليرفع الدينونة (رو 3: 20-24)، لكن المسيح أخذ على نفسه لعنة الناموس عندما علق على الصليب. لقد تمم هو هذا، حتى لا نتحمل العقاب، وهكذا يمكننا أن نخلص به، والشرط الوحيد هو أن نقبل عمل المسيح على الصليب.
ـ لا جدوى من محاولتنا بقوتنا أن نكون أبراراً، كما أن النيات الطيبة، مثل "سأفعل أفضل المرة القادمة"، أو "لن أفعل هذا مرة أخرى" لابد أن تبوء بالفشل. واستشهد الرسول بولس بما ذكره حبقوق (حب 2: 4)، أنه بالاتكال على الله، وبالإيمان بما دبره هو لخطايانا، والحياة يوميا بقوة روحه، نستطيع أن نكسر حلقة الفشل.
ـ لقد أوفى الله بوعده لإبراهيم، ولم ينقضه رغم مرور آلاف السنين. لقد خلص إبراهيم بالإيمان، وبارك العالم في إبراهيم بإرسال المسيح من نسله. قد تتغير الظروف ولكن الله يظل ثابتاً لا ينقض مواعيده. لقد وعد أن يغفر لنا خطايانا بالمسيح يسوع، ويجب أن نكون على يقين من أنه سيفعل ذلك.
ـ للناموس وظيفتان : فمن الناحية الإيجابية، يعلن طبيعة الله ومشيئته، ويبين للناس كيف يعيشون. ومن الناحية السلبية، يبرز خطايا الناس ويريهم أنه من المستحيل إرضاء الله بإطاعة كل نواميسه بالتمام. لقد كان وعد الله لإبراهيم على أساس إيمانه، بينما يركز الناموس على الأفعال. فالعهد مع إبراهيم يثبت أن الإيمان هو الطريق الوحيد للخلاص، أما الناموس فيبين لنا كيف نحيا حياة الخلاص، فالإيمان لا يلغي الناموس، ولكن كلما زادت معرفتنا بالله، نكتشف كم نحن خطاة، فنجد أنه لا سبيل أمامنا سوى الاستناد على إيماننا بالمسيح وحده للخلاص.
وللمسيح المجد من الآزل وإلى أبد الآبدين آمين.
[/size]
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
المحامي نوري إيشوع
عضو
عضو
مشاركات: 62
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 12:20 am

Re: الإيمان أم أعمال الناموس ـ البر بالأيمان!

مشاركة بواسطة المحامي نوري إيشوع »

الشماس الموقر إسحق القس أفرام :ros3:

شلومو و حوبو

الرب يباركك و يمدك بالصحة و السعادة و العمر المديد لتزرع الكلمة و البشارة على أغصان موقعنا ديريك ديلان و كل مواقعنا السريانية

لتكون فاكهة روحية في متناول الجميع

الرب يحقق أمانيك لتبقى الشمعة التي لا تُطفئ

تقبل كل الود و الأحترام!

أخوكم المحامي نوري إيشوع
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع دينية وروحية“