من إنجيل مرقس الاصحاح الرابع
هكذا ملكوت الله
كأن إنسانا يلقي البذار على الأرض
وينام ويقوم ليلاً ونهاراً، والبذار يطلع وينمو، وهو لا يعلم كيف
لأن الأرض من ذاتها تأتي بثمر. أولا نباتاً، ثم سنبلاً، ثم قمحاً ملآن في السنبل
وأما متى أدرك الثمر، فللوقت يرسل المنجل لأمن الحصاد قد حضر.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
من هو الذي ألقى البذور على الأرض إلا الابن الذي سلم نفسه للموت كقوله: ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضًا(يو 10: 18). لقد سلّم جسده كمن نام وقام، وإذ ببذور الكرازة قد طلعت ونمت وصارت نباتًا فسنبلًا ثم قمحًا ملآن في السنابل. بموته وقيامته وهب الكنيسة ثمارًا لا تتوقف. ونحن أيضًا إن كنا نخدم إنما نقدم ذاك الذي بعمله الإلهي يقيم النفوس بلا توقف حتى يكمل المختارون ويتمتعوا بشركة المجد معه.
أما قوله: لا يعلم كيف؟ إنما تشير إلى سرية عمله الخفي في القلوب التي يقيمها معه بطريقة لا يمكن لنا إدراكها، فيحسب كمن لا يعلم كيف، إذ لا يشرحها لنا ولا يعلنها للبشر.
يسمى البعض هذا المثل المزارع الصبور، فقد ألقى المسيح له المجد بالبذور وفي غير قلقٍ يدرك أن ملكوته قادم لا محالة. الحصاد يتحقق حتمًا، والأرض لا بُد أن تحمل ثمرًا. حقًا ليتنا لا نضطرب، بل في يقين الإيمان أن البذور التي وهبنا إياها فعّاله، قادرة أن تخرج من الإنسان الترابي ثمرًا سماويًا، تقيمه مع المسيح ليجلس معه في السماويات (أف 2: 6).
يرسل المسيح المنجل للحصاد... هكذا يرفع الرب قلوبنا إلى مجيئه الأخير لنرى الحصاد قد نضج تمامًا والملائكة كحصادين قادمين بالمنجل السماوي يحصدون لحساب ملكوت الله ثمارًا مفرحة. هذا ما رآه يوئيل النبي القائل: أرسلوا المنجل لأن الحصاد قد نضج. (يؤ 3: 13)
وما تمتع برؤيته القديس يوحنا: وخرج ملاك آخر من الهيكل يصرخ بصوت عظيم إلى الجالس على السحابة أرسل منجلك واحصد، لأنه قد جاءت الساعة للحصاد، إذ قد يبس حصاد الأرض، فألقى الجالس على السحابة منجله على الأرض فحُصدت الأرض(رؤ 14: 15-16).
المسيح ات
وللمسيح المجد من الازل وإلى أبد الآبدين آمين.
هكذا ملكوت الله
كأن إنسانا يلقي البذار على الأرض
وينام ويقوم ليلاً ونهاراً، والبذار يطلع وينمو، وهو لا يعلم كيف
لأن الأرض من ذاتها تأتي بثمر. أولا نباتاً، ثم سنبلاً، ثم قمحاً ملآن في السنبل
وأما متى أدرك الثمر، فللوقت يرسل المنجل لأمن الحصاد قد حضر.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
من هو الذي ألقى البذور على الأرض إلا الابن الذي سلم نفسه للموت كقوله: ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضًا(يو 10: 18). لقد سلّم جسده كمن نام وقام، وإذ ببذور الكرازة قد طلعت ونمت وصارت نباتًا فسنبلًا ثم قمحًا ملآن في السنابل. بموته وقيامته وهب الكنيسة ثمارًا لا تتوقف. ونحن أيضًا إن كنا نخدم إنما نقدم ذاك الذي بعمله الإلهي يقيم النفوس بلا توقف حتى يكمل المختارون ويتمتعوا بشركة المجد معه.
أما قوله: لا يعلم كيف؟ إنما تشير إلى سرية عمله الخفي في القلوب التي يقيمها معه بطريقة لا يمكن لنا إدراكها، فيحسب كمن لا يعلم كيف، إذ لا يشرحها لنا ولا يعلنها للبشر.
يسمى البعض هذا المثل المزارع الصبور، فقد ألقى المسيح له المجد بالبذور وفي غير قلقٍ يدرك أن ملكوته قادم لا محالة. الحصاد يتحقق حتمًا، والأرض لا بُد أن تحمل ثمرًا. حقًا ليتنا لا نضطرب، بل في يقين الإيمان أن البذور التي وهبنا إياها فعّاله، قادرة أن تخرج من الإنسان الترابي ثمرًا سماويًا، تقيمه مع المسيح ليجلس معه في السماويات (أف 2: 6).
يرسل المسيح المنجل للحصاد... هكذا يرفع الرب قلوبنا إلى مجيئه الأخير لنرى الحصاد قد نضج تمامًا والملائكة كحصادين قادمين بالمنجل السماوي يحصدون لحساب ملكوت الله ثمارًا مفرحة. هذا ما رآه يوئيل النبي القائل: أرسلوا المنجل لأن الحصاد قد نضج. (يؤ 3: 13)
وما تمتع برؤيته القديس يوحنا: وخرج ملاك آخر من الهيكل يصرخ بصوت عظيم إلى الجالس على السحابة أرسل منجلك واحصد، لأنه قد جاءت الساعة للحصاد، إذ قد يبس حصاد الأرض، فألقى الجالس على السحابة منجله على الأرض فحُصدت الأرض(رؤ 14: 15-16).
المسيح ات
وللمسيح المجد من الازل وإلى أبد الآبدين آمين.