بواسطة توما بيطار » الثلاثاء فبراير 25, 2014 10:10 pm
إلى روح الأستاذ بهنان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
عيناهُ الحزينتان كانتا تنتظران
مبسمَ ابن ربّاهُ منذ الصغَر
فإذا الطرقات تمطرُ دما"
والثلجُ محمرُّ الشفاه وكذلك الحجر
حربٌ أشعلها الكونُ على بلد
فتكاتف الجناة , ومعهم القدر
فجفّت الياسمينة , وهي تبكي
وتحولت دموعها إلى سحابة ومطر.
عيناه كانتا دوما" على الطريق
هل سيأتي جوني, ويشبعُ منه النظر ؟
هل سيأتي أخي نعيم لأضمه إلى صدري
هل ستأتي مارو وفهيمه أو يأتي الصهر ؟
لكن الحرب على بلدنا كانت كالجحيم
ولم يستطيعوا إلى وداعه السفر .
هكذا تتعب أعصابنا وأدمغتنا
فنصبح فريسة للأمراض وللقهر
شهداء يقضون بالسكاكين والرصاص
وشهداء يقضون من كثرة الحزن والفكر
هكذا يحاربون أهلنا كل يوم
جوع وبرد , ويارب أعطيهم الصبر
والمصيبة أن البعضَ منّا لازالوا
مع المجرمين , يحاربون أهلهم بالكفر
يساندون النُصرة وداعش بأفكارهم
لأن بشار لايعجبهم , ولاتعجبهم بعض الزمر
فيحاولون تدمير بلد عشنا فيه
أعطى للمسيحيين منابر عزّ وفخر
فيارب أحمي سورية, وأحمي أهلها
واشفي المثقفين من داء الغدر .
أستاذ بهنان , كان قديرا"
قد لعب به الزمن وقد غدر
كان لذيذا" كشانات مليئة بالعسل
ومهذبا" كتلميذ رباه أهله منذ الصغر
كان طيبا" ككل حقول القمح في بلدي
ورقيقا" كنسيم يعزف على الوتر
كان مدهشا" في حقول الذكاء
مبدعا" في كل مجال على فكره خطر
تحمّل حماقات بعض الحسّاد
وصبر, قل أنه مشى على الجمر
فقدم استقالته على مضض
وعمل بمهن ,لم تجلب له إلا الكدر
كان استاذا" قديرا" للغة الأنكليزيه
ويشهد كل طلابه, أن مثله ندر
ولد في عائلة بسيطة مباركة
تعرف الله, وتمجّد يسوع المنتطر
وتزوج من مباركة , هي جورجيت
وانجبا جوني, وثلاث صبيّات كالقمر
كان مثلا" شامخا" يحتذى به
في الأخلاق والطيبة وصفاء الفكر
كان عاليا" كعلو كل سنديان بلادي
ومستقيما", كاستقامة الجذع في الشجر
أحبه الناس, لكن الموت خطفه
في ليلة حزينة, تمنى أن يأتيه خبر
رحل إلى الخالق , ليحكي له عن أتعابنا
وليروي كيف البشر تأكل لحوم البشر
ليروي قصة شعب تفرّق في الدنيا
منهم عرف أثره, ومنهم لم يعرف له أثر
فهنيئا" لك بهنان , بين يدي الرب
في جنّة ,ملائكة وقديسين ورائحة عنبر
لعائلته جورجيت, وأبنها وبناتها
نقول: يارب أرسل لهم مفتاح الصبر
ولأخيه نعيم ولأخواته , أحر التعازي
وللحاضرين , وللسامعين , طول العمر .
توما بيطار
[size=150][align=center]إلى روح الأستاذ بهنان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
عيناهُ الحزينتان كانتا تنتظران
مبسمَ ابن ربّاهُ منذ الصغَر
فإذا الطرقات تمطرُ دما"
والثلجُ محمرُّ الشفاه وكذلك الحجر
حربٌ أشعلها الكونُ على بلد
فتكاتف الجناة , ومعهم القدر
فجفّت الياسمينة , وهي تبكي
وتحولت دموعها إلى سحابة ومطر.
عيناه كانتا دوما" على الطريق
هل سيأتي جوني, ويشبعُ منه النظر ؟
هل سيأتي أخي نعيم لأضمه إلى صدري
هل ستأتي مارو وفهيمه أو يأتي الصهر ؟
لكن الحرب على بلدنا كانت كالجحيم
ولم يستطيعوا إلى وداعه السفر .
هكذا تتعب أعصابنا وأدمغتنا
فنصبح فريسة للأمراض وللقهر
شهداء يقضون بالسكاكين والرصاص
وشهداء يقضون من كثرة الحزن والفكر
هكذا يحاربون أهلنا كل يوم
جوع وبرد , ويارب أعطيهم الصبر
والمصيبة أن البعضَ منّا لازالوا
مع المجرمين , يحاربون أهلهم بالكفر
يساندون النُصرة وداعش بأفكارهم
لأن بشار لايعجبهم , ولاتعجبهم بعض الزمر
فيحاولون تدمير بلد عشنا فيه
أعطى للمسيحيين منابر عزّ وفخر
فيارب أحمي سورية, وأحمي أهلها
واشفي المثقفين من داء الغدر .
أستاذ بهنان , كان قديرا"
قد لعب به الزمن وقد غدر
كان لذيذا" كشانات مليئة بالعسل
ومهذبا" كتلميذ رباه أهله منذ الصغر
كان طيبا" ككل حقول القمح في بلدي
ورقيقا" كنسيم يعزف على الوتر
كان مدهشا" في حقول الذكاء
مبدعا" في كل مجال على فكره خطر
تحمّل حماقات بعض الحسّاد
وصبر, قل أنه مشى على الجمر
فقدم استقالته على مضض
وعمل بمهن ,لم تجلب له إلا الكدر
كان استاذا" قديرا" للغة الأنكليزيه
ويشهد كل طلابه, أن مثله ندر
ولد في عائلة بسيطة مباركة
تعرف الله, وتمجّد يسوع المنتطر
وتزوج من مباركة , هي جورجيت
وانجبا جوني, وثلاث صبيّات كالقمر
كان مثلا" شامخا" يحتذى به
في الأخلاق والطيبة وصفاء الفكر
كان عاليا" كعلو كل سنديان بلادي
ومستقيما", كاستقامة الجذع في الشجر
أحبه الناس, لكن الموت خطفه
في ليلة حزينة, تمنى أن يأتيه خبر
رحل إلى الخالق , ليحكي له عن أتعابنا
وليروي كيف البشر تأكل لحوم البشر
ليروي قصة شعب تفرّق في الدنيا
منهم عرف أثره, ومنهم لم يعرف له أثر
فهنيئا" لك بهنان , بين يدي الرب
في جنّة ,ملائكة وقديسين ورائحة عنبر
لعائلته جورجيت, وأبنها وبناتها
نقول: يارب أرسل لهم مفتاح الصبر
ولأخيه نعيم ولأخواته , أحر التعازي
وللحاضرين , وللسامعين , طول العمر .
توما بيطار[/align][/size]