نقابات السويد تفقد عمالها.. ونصف العمال المهاجرين غير منتسبين لنقابة!

[إسحق القس افرام]

تفقد النقابات العمالية في السويد أعضاءها على الرغم من نمو القوى العاملة. وأظهرت دراسة جديدة أن النقابات فقدت 200 ألف عضو منذ عام 2000، بينما ارتفع عدد القوى العاملة بمقدار مليون شخص خلال الفترة نفسها. كما بيّنت تراجعاً حاداً في التنظيم النقابي بين العمال المولودين في الخارج.
وكشفت الدراسة التي أجرتها هيئة المعارف السويدية Kunskapsverket، تراجعاً في عدد العمال المنتسبين إلى النقابات مقابل ارتفاع في عدد الموظفين. وتستخدم النقابات تعريف عامل arbetare لمن يقوم بعمل يدوي بشكل أكبر، بينما يستخدم الموظف tjänstemän لمن يقوم بأعمال مكتبية بشكل أكبر.
وفقدت النقابات 560 ألف عامل من أعضائها منذ عام 2000. وتصل نسبة العمال غير المنخرطين في نقابات إلى 40 بالمئة اليوم، كما انخفض معدل التنظيم النقابي للعمال من 80 بالمئة إلى أقل من 60 بالمئة.
وبالمقابل، ارتفع عدد الموظفين المنتسبين إلى نقابات بـ530 ألفاً. وبات الموظفون اليوم يشكلون 72 بالمئة من إجمالي أعضاء النقابات العمالية اليوم، مقارنة بـ 53 بالمئة عام 2000.
وانعكس الامر على نقابات العمال في السويد، حيث فقدت اتحادات العمال الكبيرة، مثل IF Metall و Kommunal، عدداً كبيراً من العمال، بينما ازداد عدد أعضاء اتحادات الموظفين مثل Unionen.
ووفق هيئة المعارف السويدية، فإن الامر يعود بشكل أساسي إلى تغير بنية سوق العمل السويدي، حيث انخفضت نسبة العمال بين 16 و64 عاماً بنسبة 19 بالمائة، أو ما يقرب من 300 ألف شخص. وفي الوقت نفسه، زاد عدد الموظفين من نفس الفئة العمرية بنسبة 45 بالمئة، أو ما يقرب من 900 ألف شخص.
انخفاض حاد في الانتساب إلى النقابات بين العمال المولودين في الخارج
وبيّنت الدراسة انخفاضاً حاداً في الانتساب إلى النقابات بين العمال المولودين في الخارج. وتراجع معدل التنظيم النقابي ضمن هذه الفئة من نحو 80 بالمئة عام 2006، إلى نحو 50 بالمئة في عام 2022. وبالمقابل كان التراجع بين العمال المولودين داخل السويد أقل بكثير (14 بالمئة).
كما تراجع معدل التنظيم النقابي بين الموظفين المولودين في الخارج، وإن كان بنسبة طفيفة مقارنة بالتراجع وسط العمال.