قد لايكون فارق السن في بعض الأحيان عائقاً أمام تكوين
الصداقات ..فعلى سبيل المثال أنا في السادسة والخمسون من عمري
وحفيديَّ ( مَتيَّاس) في الرابعة و( ماركس ) في الثالثة من العمر
ورغم ذلك نحن أصدقاء ....! نعم نحن أصدقاء بكل مافي هذه
الكلمة من معنى .. نلعب ونلهوا ونمرح سويّة بألعابنا الطفوليّة الخاصة
وعندما نتعب نجلس ونتحاور ونتناقش ونتساءل في أمورٍ كثيرة أيضاً في مجال طفولتنا ..
قد نغضب ونزعل أحياناً من بعضنا البعض ، ولكننا نعود
ونتصالح بعد لحظات .. لأننا أطفال ، وليس للحقد في قلوبنا من مكان ..
ربما يقول البعض : ما هذا الهزاء.. وما هذا اللغو والهذي في الكلام ..؟!
أو ربما يتَّهمني البعض الآخر بالخرف والجنون ..! ولكن لايهم ..
أما أنا فأرى عكس ذلك تماماً ، وقد يعود السبب إلى عوامل متعدِّدة
منها على سبيل المثال : الشعور الداخلي الذي يشدّكَ نحو طفولتك
فيدغدغ أحاسيسك ومشاعرك ويجعلكَ تعيش تلك الحالة النقيّة البريئة
التي عشتها وأنتَ طفلاً ، بعيداً عن مشاكل الدنيا وهمومها ومآسيها
الحالة التي لاتتكرر معكَ ثانية ، وأنت قد أخترقت مرحلة الطفولة
وتجاوزتها منذ سنوات طويلة ، وليسَ بالإمكان الرجوع إليها إلاَّ عن
طريق صفاء القلب ونقاوته ، وهذا لايتحقق أبداً إلاَّ أن تعود مرّة أخرى طفلاً ..
ألم يقل السيد المسيح له المجد :
( إن لم ترجعوا بقلوبكم مثل هؤلاء الأطفال ، لاتستطيعوا أن
تدخلوا ملكوت السموات ) .
أجل ... نحنُ أصدقاء ..! نلتقي كل يوم .. واليوم الذي لانلتقي به
نشعر وكأنَّه كان طويلاً ومملاً .. فنطمئنَّ على بعضنا البعض
من خلال الهاتف .. عندما نلتقي نتعانق بالقبلاّت.. وعندما نفترق
هكذا نفعل أيضاً ، لنتواعد مجدداً على اللقاء ..
نحن لانعقد صفقات تجاريّة ، ولا نخطط لفتح مشاريع مستقبليّة
ولانفكر في أمور ماديَّة ...
نحن لا نفكر في هدم البيوت ، وحرق المدن ، وقتل الأبرياء ..
ليس لدينا أسلحة فتَّاكة .. ولا طائرات حربيّة .. ولا زوارق مدمِّرة..
أسلحتنا هي ألعابنا الطفوليّة .. وطائراتنا وزوارقنا غالباً
مانصنعها نحن بأيدينا من الورق.. وسيّاراتنا ليست مفخخة ..
لنا دُنيانا الخاصّة ، نعيشها بطريقتنا العفويّة ، الغير معقَّدة
بعيدين عن ضجيج وضوضاء الطرف الآخر من الدنيا .
أنا واثق تماماً بأنني لست الوحيد الذي لديه أصدقاء أمثال
أصدقائي ، يعيشون نفس الحالة التي نعيشها...
ومن ليس لديه ، فنصيحتي أن يبحث عنهم ويجدهم ويصادقهم ..
خسارة وأنت تضيِّع عمرك في أمور تعلم حق اليقين أنها باطلة
وزائلة ، ولستَ تجني منها سوى قلق البال ، ووجع القلب ، والقيل
والقال الذي لا منفعة منه .. عُد ياأخي إلى طفولتك من خلال مصادقة
الأطفال ..أدخل دنياهم ، ستلقاها دنيا صافية ، سعيدة ، شفافة ، بريئة
ليس فيها رعب وخوف وقتل ودمار وذبح وتقطيع وجوع وتشريد ..
وإلى ماهنالك من بشاعات ومظالم ( إنسانيّة وحشيّة...! )
أمّا إذا حصل لاسمح الله ووجدت في دنيانا ( نحن الأطفال ) في مرّة من
المرّات ، أو في يومٍ من الأيّام أشياء من هذا القبيل ،أرجوك لاتتسرّع بإصدار حكمك علينا..
تأكَّد ياأخي نحن أبرياء...ولسنا مذنبون .. فهي من دنيا الكبار ، وهي من فِعل الكبار ..
وهي من قباحات الكبار ...!.
شكراً لله الذي أنعم عليَّ بمثل هؤلاء الأصدقاء ، لأنَّ لولاهم لكانت
حياتي قاسية وجافة ومملّة .
من خلال هذه الأسطر القليلة التي ان دلت فأنها تدل على الحكمة العظيمة التي تقدمها لاصدقائنا الكرام
تمنياتنا لكم ولـ اصدقائك دوام الصحة والعافية والعمر المديد بصحبتهم
وفقكم الرب
الرقّة ... البساطة ... الوداعة ... البراءة .... جمال الروح والنفس كما وهبها الله للأنسان ... صورة عن خليقة الله قبل التعديل في الحياة .. صفاء الفكر ونقاؤه ... هذه هي الطفولة وما أروع هذه الصفات ... التي تُجَسّد ارقى صور المسيح الأله عندما نرى لوحات طفولته او في حضن .او على كتف أمّه .
وبالنسبة لنا نحن الذين نفتخر ويحق لنا ان نفتخر بأننا لدينا أحفاد لكي يعيدوننا نوعا ما الى الأصالة والبراءة وجمال الروح والنفس
اقولها ... لا لن أقولها فأنا ايضا لدي أصدقاء مثلك وامثال ماتياس وماركس ...حفظهما الله .. نعم لدي انا ايضا وارى كما ترى انت فيهم الحياة والسعادة وراحة البال
اشكرك من القلب على ما عزفتَه بقلمِكَ على أوتار الأبوّة وحقيقة من قال عنهم انهم أكبادنا تمشي على الأرض
عزيزي الغالي أبو لبيب .
بارك الله في أولادك وأحفادك .. شكراً على مداخلتك
الصادقة ، وكأنها نابعة من قلب طفلٍ بريء ..
كلما أقتربنا نحو النهاية ، أقتربنا أكثر وأكثر نحو الطفولة
وكأننا بذلك نقترب نحو الملكوت ( جعله الرب من نصيبكم
ونصيبنا ونصيب كل الطيبين )
لك مودتي وتقديري
فريد
سلام الرب معكم
أشكرك أخي الحبيب فريد
فأنت فريد مثل أسمك
بما تسطره وتبدعه لنا وتفيدنا بخبرتك وتجاربك الحياتية
رائع ما سطره قلمك من واقعك الأروع
حفظكم الرب أنت وأحفادك وكل أحبتك
فقط أقول هل ماء النهر مثل ماء النبع ؟
الطفولة هي النبع وروحهم صافية كصفاء النبع
أم مرحلة الرجولة فهي كالنهر الجارف الذي يحمل في
جريانه الكثير من الشوائب لذا يكون طعمه مختلف
هكذا هي الطفولة ولمن يعرفها لا يفارقها بل يعيشها
بركة الرب معك وتحياتي وحبي لأحفادك الغوالي
شكراً لك عزيزي أبن السريان على مداخلتك الطيِّبة .
أكيد ماء النهر ليس كماء النبع .. ولكن مع التكرار والتنقية
يصبح نظيفاً وشفافاً ..
بركة الرب تكون معك ، ولتحرسك عزرت آزخ .
لكَ محبتي ومحبة أحفادي .
أخاك بالرب
فريد[/size]
عذرا إن تأخرت في الرد على مواضيعك التي أهتم بها
هكذا سنحت لي الضروف أن أدخل الموقع لأقرأ ما سطرته أناملكم المباركة أخي فريد
لأقول
هنيئا لك هذا القلب النقي الدافيء المملوء ببراءة الأطفال ومحبّتهم الصادقة ونقاء سريرتهم
ولا غرو في مصادقتهم وهم أولى بالصداقة من غيرهم فمن أفواه الأطفال هيّأ الله تسبيحاً ألم يقل دعوا الأطفال يأتون إليّ لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله
وكفى بهذه الآية التي تعطّم صداقة الأطفال وأحفادنا الصغار
ليس أروع من مملكتهم
يحفظكم الرب ويرعاكم