السنكسار السرياني اليومي ܩܽܘܕܺܝܩܽܘܣ ليوم 3 تشرين الأول

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 935
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

السنكسار السرياني اليومي ܩܽܘܕܺܝܩܽܘܣ ليوم 3 تشرين الأول

مشاركة بواسطة أبو يونان »

السنكسار السرياني اليومي ܩܽܘܕܺܝܩܽܘܣ ليوم 3 تشرين الأول


تذكارات هذا اليوم :

– مار ديونيسيوس الأريوباغي (ق. 1)
– استشهاد مار عبدا وهو الشهيد أشير اليهودي الذي من شيغار / سنجار (390+)
– مار دومط (ق. 4)
– ماروثا الفارقي أو الميافارقيني (431+)
– مار باخوس (مطلع ق. 4)

قديس اليوم :
استشهاد مار عبدا

الشهيد عبدالمسيح (عبدا - كريستودول) السنجاري طفل يهودي (27 تموز 390)


كان في مدينة سنجار في الشمال الغربي من العراق يهودي ثري يدعى لاوي وكان يملك قطعاناً من المواشي يرعاها أبناؤه وكان بينهم ولد عمره احد عشر عاماً يدى آشير وكان هذا الفتى يلتقي رفاقه الرعاة الصغار من وثنيين ومسيحيين عند عين ماء ويلهو معهم , كان كل فريق يتناول طعام الغداء على حدة وكان آشير يبقى منفرداً لأنه اليهودي الوحيد بينهم .
ذات يوم سأل رفاقه المسيحيين عمّا يجب أن يفعله لكي يقبلوه بينهم إلى الطعام , فأشاروا عليه ان يقتبل العماد ورووا له سيرة المسيح فتأثر بها وطلب أن يعمّد فعمَّده رفاقه الصغار عن العين, وأطلقوا عليه اسم عبدالمسيح فسرَّ الصبي بهذا الاسم ووعد بأن يحمل على مدى الحياة ما يُعرَفُ بعلامة العبد عند اليهود فثقب أُذنه وعلًّق حلقة من ذهب.
لدى عودته إلى البيت لم يستطع أن يخفي أمره عن والدته التي خشيت عليه من بطش والده , فأخفته عن أنظاره ثلاثين يوماً , وبعد حوادث مختلفة من بينها رؤية المسيح واقتبال تثبيت المعمودية على يد اسقف متجول , حلّ عيد اليهود وفوجئ الوالد بغياب ابنه آشير عن مأدبة العيد , ولما حضر الولد أمام والده باح له بكل أمره , عند ذلك غضب لاوي غضباً شديداً وتناول سكيناً وراح يجري خلف ابنه حتّى أدركه عند العين وهناك ذبح الوالد ابنه على صخرة , في اليوم التالي عاد الرعاة الصغار الى العين واكتشفوا جثّة رفيقهم فواروها الثّرى بكل خشوع وصاروا يأتون الى قبره كل يوم للصلاة.
بعد أيام من موته مرت هناك ليلاً قافلة من التجّار المسيحيين (مما يشير الى أن الفصل كان صيفاً) ولفت انتباههم نور ينبعث من القبر , فتوجهوا الى مصدر ذلك النور, حيث اكتشفوا جثماناً مشوهاً وعرفوا أنه جثمان شهيد , فحملوه معهم دون أن يعلموا عن امره شيئاً.
لدى عودتهم الى بلدتهم ((صَدَدْ)) الواقعة بين حمص ودمشق شيد تاجر ثري يدعى نَشطير للشهيد هيكلاً عظيماً , وبالفعل لا يزال يوجد هناك حتى اليوم قرب البلدة آثار لكنيسة تُعرف بكنيسة مار عبدا الذي لم يعد أحد يعرف عنه شيئاً, فيما كان المسيحيون يترددون حتى عام 1545 وهو التاريخ الذي تحمله المخطوطة العربية للسيرة.
وكان يوجد أيضاً في كنيسة مار سركيس في البلدة عينها لوحة جدارية ترقى على الأرجح الى القرن الثامن عشر ويظهر فيها للعيان مشهد يعتقد الناس أنه لإبراهيم وإسحق , فيحين لا يتذكرون شيئاً من سيرة لاوي وآشير , وقد ذكر المثلث الرحمات المطران برنابا (مطران حمص للسريان الأرثوذكس 1957 - 2004) سنة 1965 أن هذه اللوحة طُليت بالدهان منذ زمن بعيد.
لنعد الى الرعاة الصغار الذين بعد أن وجدوا القبر فارغاً راحوا يخبرون ذويهم بالأمر, فشيدوا مزاراً فورق الصخرة المصطبغة بالدم والتي لا تزال تحتضن الأُذن والحلقة المعلقة بها , كثرت المعجزات في ذلك المكان حتى ذاع صيت الشهيد في المنطقة كلها.
كان تجار صَدَدْ ينظمون قافلة سنوية تنطلق الى الموصل لاستيراد العفص الذي يحتاجون اليه لاستخراج صباغ الاقمشة المصنوعة من أصواف منطقتهم, وعندما عادوا في السنة التالية وجدوا المزار قائماً وعلموا عندئذ ما كان اسم الشهيد وتفاصيل استشهاده , ثم راحوا بدورهم يروون ما فعلوا بالجثمان, ووعدوا أهل سنجار بان يرسلوا إليهم ذخائر يحتفظون بها في مزار العين التي اندثرت معالمه في أيامنا , كما خربت أيضاً كنيسة صَدَدْ.
كانت الخاتمة التقليدية لهذه الرواية أَنّ لاوي مرض وعانى معاناة شديدة من تعذيب روح شرير له , ولم يتعافى من مرضه إلا بعد أن دخل المزار المكرّس على اسم ابنه.

بركة صلواتهم وشفاعتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً وأبداً، آمين.


------------------------
المصدر : كلندار الأعياد السيدية وتذكارات القديسين في كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية - إعداد (الربان) نيافة المطران مار سيوريوس روجيه أخرس، منشورات دائرة الدراسات السريانية 2015

مصدر القصة : القديسون السريان - الأب الدومينيكي جان موريس فييه


ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”السنكسار السرياني ܩܽܘܕܺܝܩܽܘܣ لشهر تشرين الأول“