صفحة 1 من 1

غرقى البحر

مرسل: الجمعة نوفمبر 20, 2020 5:02 am
بواسطة القس جوزيف ايليا
غرقى البحر
ما زالت البحار تبتلع كثيرًا من المهاجرين الهاربين من بلادهم في محاولةٍ منهم للوصول إلى بلاد الغرب لعلّهم يجدون فيها ما يطمحون إليه من رغد العيش وسلامته وكرامته
ولو قيّض لغريقٍ من هؤلاء أن يقول لقال

البحرُ هذا خضتُهُ كلّي أملْ
في بقعةٍ فيها جِرارٌ مِنْ عسلْ

لكنّهُ قد جرَّني لمهالكٍ
فصرختُ صرخةَ مَنْ إلى نارٍ دخلْ

وتناسلتْ بي خيبتي ويديْ التوتْ
وبطينِ ما أبغضتُهُ جسدي اغتسَلْ

والموجُ تنهشُ مركبيْ أنيابُهُ
فغدا صريعًا نحو شطٍّ ما وصلْ

ربّاهُ إنّي غارقٌ في جوفِهِ
وسلامُ نفْسي غابَ عنّي وارتحلْ

أدعو أنادي صارخًا وفمي ذوى
لا مَنْ يجيبُ كأنّني أدعو جبلْ

كيف الخلاصُ وكلُّ مَنْ حولي هنا
غرقى ولا أحدٌ أعانَ ولا سألْ؟

وطني هجرتُ جحيمَهُ متوجِّعًا
وهو الجريحُ بهمِّ طعنتِهِ انشغَلْ

يا أيّها الوطنُ الشّقيُّ لكَم أنا
متألِّمٌ والجرحُ باقٍ ما اندملْ

أهنا أخوضُ معاركي في البحرِ في
لُجَجٍ تبعثرُني فيأتيني الأجلْ؟

وطني وسهمُكَ في فؤادي شلَّني
فسقطتُ مقتولًا وفي وجهي خجلْ

أأموتُ تنهشُني وحوشُ البحرِ؟ يا
وطني أموتُ ومنكَ ما ذقتُ القُبَلْ

سحقًا لأرضٍ هجّرتْ أبناءَها
وبها علا رِعديدُها وهوى البطلْ

القس جوزيف إيليا
١٩ - ١١ - ٢٠٢٠