مساسل كلمة منفعة
بعد وفاتو طوّلوا ساقاتو
بقلم بنت السريان
سعاد اسطيفان
وقف أعرابي معوج الفم امام احد الولاة وألقى عليه
قصيدة في الثناء التماساللمكافأة ولكن الوالي لم يعطه شيئا وسأله لماذا فمك معوجا؟فرد الشاعر: لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس
مسكين تكلّم بصدق فلم يعطى مكافأة
برأيي هذا الأعرابي يستحق المكافأة لأنه قال الحقيقة
(عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس)
هذا ما يحدث في عالمنا ووقتنا الحاضر يُمتدح المرء بما ليس فيه تملقا اواستغلالا لإمكانياته المادية والنفوذية ومحاباة للوجوه, وهو خال من كل ما يمتدح به وكثيرا ما
يحدث هذا في سياق أحاديثنا عن الأحياء ويتعدّاه حتّى عندما يغادرنا فلان إلى الدنيا الآخرة
تراه كان نكرة قبل وفاته وبعد أن يرحل يتكلمون عنه وكأنهم يتمنون لوبقي حياً ويذكرونه بالحسنى والمحبة
أماالواعظ فيعمد إلى
استنقاء العبارات الرائعة ويغوص في أعماق المدح الكاذب بما يناسب غنى المرحوم وامكانيات الدفع فبعد الدفن مراسيم لقمة الرحمة والعطاء راحة لروحه
وبقية الحضور والاذان الصاغية تستهجن المديح وتتمرد بصمت في وشوشة بعضها البعض بحديث عن الشخص منافياً لمديح الواعظ وتقول ( كافي لقد طوّخها)
وهنا يصدق المثل العامي القائل: بعد وفاتو طوّلوا ساقاتو
ملاحظة الحديث لا يملك صفة الشمولية
فهناك من يستحق المديح ليحتذى به
ويُنسَج على منواله والتاريخ يخلّد اسمه على صفحاته
مع احترامي وتقديري