مقــدمة دراســـة شخــصية (أيـــــوب)!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 49477
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

مقــدمة دراســـة شخــصية (أيـــــوب)!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »


لا يكل الأطفال مطلقاً من السؤال: "لماذا؟" ولكن هذا السؤال يصبح مريراً كلما تقدمت بنا الأيام. فالأطفال يستغربون من كل شيء، والبالغون يتعجبون من الألم، ونلاحظ أن العالم يبدو وكأنه يسير على نظام "السبب والنتيجة" أو "العلة والمعلول". ومع ذلك فهناك بعض النتائج التي لا نستطيع أن نجد لها سبباً واضحاً، وكذلك بعض الأسباب التي لا تؤدي إلى النتائج المنتظرة. قد نتوقع أن ثروة أيوب وأسرته تؤديان به إلى حياة سعيدة، وقد تحقق ذلك لبعض الوقت، ولكن ما عاناه من خسارة وألم، يصيبنا بصدمة. فالفصلان الأولان من كتابه أكثر مما نستطيع أن نحتمل. وللذين يبادرون بالسؤال "لماذا؟" أمام أقل المصائب، تبدو أمانة أيوب شيئاً لا يُصدق. ولكن أيوب نفسه كان يلزمه أن يتعلم شيئاً، ونستطيع أن نتعلمه نحن أيضاً معه.
وقد جعلنا عصرنا، عصر السرعة، في كل شيء، نفقد القدرة على الانتظار، فنتوقع أن نتعلم الصبر بسرعة، وفي عجلتنا يفوتنا التناقض بين الصبر والتعجل. ويأتي الألم على رأس قائمة ما نحتاج اليوم. فنحن نريد علاجاً سريعاً لكل شيء، من ألم الأسنان إلى الأزمات القلبية.
ومع أن بعض الأوجاع أمكن شفاؤها، فمازلنا نعيش في عالم يتألم فيه الكثيرون. ولم يكن أيوب ينتظر إجابات فورية للألم العاطفي والجسدي الشديد الذي كان يعانيه. ولكن في النهاية، لم يكن الألم هو الذي هدم صبر أيوب، بل بالحري عدم معرفته سبب آلامه.
وفي الواقع لم تختلف نظرة أيوب إلى الحياة كثيراً عن نظرة أصحابه. أما ما لم يستطع أن يفهمه فهو لماذا يعاني كل هذا الألم، بينما هو متيقن من أنه لم يفعل ما يستحق هذا العقاب. وقد قدم الصديق الأخير "أليهو" تفسيراً آخر للألم، بأن الله يمكن أن يكون قد سمح به لتنقية أيوب. ولكن لم يكن في هذا إلا تخفيف جزئي. وعندما تكلم الله أخيراً، لم يقدم لأيوب، جواباً، بل، عوضاً عن ذلك، أكد فكرة أن معرفة الله أفضل من معرفة الأجوبة.
وكثيراً ما نعاني من عواقب قرارات وأفعال سيئة. واستعداد أيوب للتوبة والاعتراف بأخطاء معروفة مثال طيب لنا، وكثيراً ما يؤهلنا الألم لخدمة خاصة للآخرين. وأحياناً يكون الألم نتيجة لهجوم الشيطان على حياتنا. وأحياناً لا نعلم لماذا نتألم، وفي مثل هذه الأوقات نكون على استعداد للاتكال على الله بالرغم من الأسئلة التي تظل بلا إجابة.
[/size]
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”سير ومعجزات القديسين“