تذكارات هذا اليوم :
– مار يعقوب الحبيس المصري، صالح (421 +)
– مار متى الناسك المتوحد (القرن 4)
– القديسة مريم. عيدها الذي يُحتَفل فيه في زوغما
– ألموديا وولداها
– مار سمعان (أخو الرب 107 +)
قديس اليوم :
مار متى الناسك المتوحد (القرن 4) تجدون سيرته في أول تعليق
مار يعقوب الحبيس المصري، صالح (421 +) :
ولد القديس مار يعقوب الحبيس في بلاد مصر سنة 303 م وبعد أن امتلئ من العلم والمعرفة كان له اشتياق بأن يمتلئ أيضاً من معرفة الرب فبدأ طريقه بالبحث عن دير لكي يتعبد ويتنسك فيه بقية أيام حياته, فوجد ديراً يقعُ على مشارف مدينة الإسكندرية يقطنه أربعة رهبان فبدأ مار يعقوب معهم بحياة العبادة والنسك والتقشف والتعمق بكلمة الله الحية .
أثناء فترة ولاية الوالي واليس الذي كان يتعبدُ للأصنام والآلهة الصماء , شنَّ اضطهاداً عنيفاً على المسيحيين وعندما سمع الرهبان بذلك أرادوا أن يهربوا قبل أن يصلهم هذا الطاغية ويجبرهم على عبادة آلهته الخرساء, لكن لما علِمَ مار يعقوب برغبتهم طلب منهم الصلاة بروحٍ واحدةٍ كي يكتشفوا مشيئة الرب يسوع المسيح , وبالفعل تقبل الرهبان هذه النصيحة , ثمّ ظهر ملاك الرب لمار يعقوب وقال له :
قم يا يعقوب في الحال أنت وجميع أخوتك الرهبان وأمضوا في البرية قد أُعِدَّ لكم فيها مكاناً لكي تكملوا فيه حياة الصلاة والعبادةِ والتقشف والجهاد.
فبدأوا مسيرهم في البرية باتجاه سوريا مدة ثلاثة أيام متواصلة , وأجبروا على التوقف لكي يستريحوا من أعباء السفر والترحال عند أحد رهبان البرية الذي كان يُدعى كبرئيل المتوحد, ولما نظر الراهب الحبيس من نافذة محبستهِ رأى نوراً ساطعاً تحت برجه فعرف بواسطة الروح القدس أن هذا النور صادرٌ من القديس مار يعقوب ففرح , وطلب منهم أن يدفنوه ويصلّوا على جثمانه لأن ساعته قد اقتربت , وفعلاً هذا ما حصل فقاموا بدفنه في القبر الذي أعده بنفسه تحت برجهِ .
وبعد سنتين ظهر ملاك الرب للقديس مار يعقوب وأرسله إلى ديار بكر , فبدأ السير في البرية دون أن يعلم وجهته , ولكن روح الله القدوس افتقده وخطفه من وسط البرية إلى شاطئ البحر , وإذ بسفينةٍ تقترب من الشاطئ , فتوجه إليها دون تردد سائراً على مياه البحر وصعد إليها , وكانت وجهتها إلى مدينة طرسوس , ولما استقروا على شاطئ المدينة , رأوا شاباً اسمه أنطون مصاباً بمرض عضال وهو يتعذب , فأخذ مار يعقوب حفنةً من تُراب القديسين الذي كان يحملهُ معهُ لأجل البركة ودهن جميع مواضع المرض في جسم الشاب طالباً له الشفاء من الرب , فشفي المريض بالحال , وقرّر أن يتبع القديس مار يعقوب كي يتتلمذ على يده ثمّ أكملوا طريقهما معاً نحو طور عبدين.
دامت حياة القديس مار يعقوب النسكية ثلاثون عاماً وقد أنهكته الأوجاع والأمراض , لكنه تقبلها بفرح وصبر وإيمان , كما أَنّه صنع باسم الرب يسوع معجزاتٍ عديدة.
وعندما اقتربت أيام حياته من نهايتها على الأرض وبعد أن رفع صلاته للرب, أوصى تلميذه الطوباوي دانيال الكسيح بأن يضع عظامه على عظام القديسين عند وفاته , وأن يستمر في خدمته ومواضبته على الصلاة .
لكن ما لبث وأن انتشر خبر احتضار القديس في جميع بِقاع طور عبدين , حتى تهافتت الجموع كي تأخذ بركته , فلمّا عَلِمَ القديس بذلك خرج كعادتهِ وجلس امام باب قلايته رغم أوجاعه والآمهِ , وأوصاهم بعدم الحزن عليه, ثمّ صلَّى عليهم ورسمهم بعلامة الصليب وبعدها صلّى لهم صلاة ختامية ورسم نفسهُ بالصليب المقدس , ثمّ أسلم روحه الطاهرة وكان ذلك يوم 18 أيلول سنة 421 م .
بركة صلواتهم وشفاعتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً وأبداً، آمين.
------------------------
المصدر : كلندار الأعياد السيدية وتذكارات القديسين في كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية - إعداد (الربان) نيافة المطران مار سيوريوس روجيه أخرس، منشورات دائرة الدراسات السريانية 2015
مصدر القصة : قناة Suboro TV
في الثامن عشر من شهر أيلول من كل عام تحتفل كنيستنا السريانية الارثوذكسية بعيد قديس عظيم وشفيع محبوب لدى أهلنا في العراق ألا هو القديس مار متى الناسك أو الشيخ متي كما يحلو لهم أهل العراق مناداته.
مار متى الناسك في سطور
مار متى الناسك ويعرف أيضاً بالشيخ متي (بالسريانية: ܡܪܝ ܡܬܝ ܣܒܐ) هو راهب وقديس سرياني من القرن الرابع. ولد في قرية أبجرشاط شمال مدينة آمد (ديار بكر ـ تركيا حالياً) في الربع الاول من القرن الرابع الميلادي لعائلة مسيحية، تلقى تعليمه في دير القديسين سرجيس وباخوس لمدة سبعة سنوات. ترهبن بعدها في دير زوقنين وسيم أيضاً ككاهن هناك. بسبب اضطهاد الإمبراطور يوليانوس الجاحد والمرتد سنة 361 ـ 363 للمسيحيين هاجر نحو مدينة نينوى واستقر هناك مع بعض الرهبان في جبل مقلوب وسمي فيما بعد بجبل الألفاف لكثرة الرهبان الذين قطنوا صوامعه حيث يذكر التاريخ انه وصل عددهم إلى اكثر من الف راهب.
عرف هناك كصانع للمعجزات وتعرف على الأميرين بهنام وسارة حيث آمنا بالمسيحية كلاهما على يده مع أربعين شخص من أتباعهم بعد قيامه بشفاء سارة من مرض مستعصي، ليقوم بتعميدهم بعد ذلك. وبعد أن علم والدهم الملك سنحاريب أرسل اليهم جيشاً ليقوم بقتلهم بعدما رفضوا ترك المسيحية وقتلهم في منطقة تبعد بضعة كيلومترات عن مدينة نمرود وهي حالياً دير مار بهنام. بعد قتلهم أصيب الملك بالجنون، فظهر ملاك لزوجته في الحلم وأخبرها بأن تذهب إلى القديس مار متى ليشفيه، فقام القديس مار متى بشفائه وآمن الملك أيضاً بالمسيحية.
واكراماً للقديس أمر الملك سنحاريب ببناء ديراً هناك والذي عرف لاحقاً بدير مار متى انتقل الى الخدور السماوية في سنة 411 م.
عجائب القديس مار متى :
لقد شرّف الله هذا القديس بالمعجزات خلال حياته وبعد انتقاله واليك بعض منها:
1ـ انه صلّى وضرب الارض بعصاه فانشقت وفجرت عيناً لاتزال موجودة حتى يومنا هذا وتعرف بعين سارة.
2ـ عمّد في هذه العين، الفتاة البرصاء سارة إبنة الملك سنحاريب حاكم آشور( أخت مار بهنام) فطهرت بالحال.
3ـ عندما مسّ الشيطان سنحاريب تمكن القديس مار متى من طرده. والعديد من المعجزات .
القدّيس مار متى يتلمذ الأميرَين بهنام وسارة :
كانت المملكة الفارسيّة في القرن الرابع منقسمة الى إمارات أو ولايات على رأس كل منها عامل يقيمه ملك الملوك الفارسي ويسمى مَلكا. وكانت آثور إحدى هذه الولايات وقاعدتها نمرود، وفي النصف الثاني من هذا القرن كان عامل كسرى الساساني على هذه الولاية الحاكم أو الملك سنحاريب. وفي أحد الايام وقد خرج ابنه بهنام للقنص يصحبه أربعون فارسا، لاح لهم من بعيد أيل كبير، فطاردوه ولم يدركوه. واذا بهم قد بلغوا لحافة الجبل الذي يقيم فيه القدّيس مار متى حيث توارى الأيل عن ابصارهم. وكانت هناك عين ماء، واذ كانوا قد اعيوا، وكانت الشمس قد لمّت اذيالها، باتوا حول العين. وفي غمرة الليل ظهر ملاك الرب لبهنام وأنبأه بأن رب السّماء قد اصطفاه، وسأله أن يرتقي الجبل ليشاهد قديسا جليلا قد شرّفه الله بعمل بواهر المعجزات هو الشيخ متى، وهو يهديه سواء السبيل. وفي الصباح قصّ على رفاقه خبر الرؤيا، ثم تسلّق وجماعة منهم الجبل، واهتدوا الى مغارة مار متى حيث تلقّاهم القديس بسرور، وقد حرّكه الروح القدس، وبشّرهم بكلام الحياة، ورافقهم وراهب الى ظاهر مدينتهم ليشفي الاميرة سارة أُخت بهنام المبتلاة بداء البرص الجُذام العُضال. وهناك ترك بهنام بعض فرسانه مع القدّيس مار متى، ودخل هو المدينة وكاشف بهذا الامر أمّه التي أذنت له بأخذ اخته الى القدّيس. وصلّى القدّيس وضرب الارض بعصاه ففجّرت عينا، عمّد فيها الفتاة البرصاء سارة فطهرت ثم عمّد بهنام والاربعين وعاد الى صومعته، كما عاد بهنام وصحبه الى المدينة، وهم مستمسكون من الدِّين المَبين بالعروة الوثقى. وانتشر خبر شفاء سارة. بَيد أن سنحاريب عزّ عليه اهتداء ولدَيه الى النُصرانيّة، فوبّخهما وتوعّدهما ولكن بدون جدوى. ولمّا خرجا من لَدُنه استدعى بهنام رفاقه الاربعين وشجّعهم على الاجتماع الى أبيهم معلّم الحقّ مار متى للتزوّد من إرشاداته القَيّمة ثم أخذ أخته وغادروا المدينة، فوشي بهما الى سنحاريب بأنّهما قد غادرا والفرسان المدينة تمرّدا عليه. فثار ثائره وأمر بقتلهم جميعا حيثما وجدوا. فوجدوهم على تلّ، فذبحوهم ذبح النعاج. ولمّا همّوا بإحراق أجسادهم رأوا وإذا بالارض تتزلزل وتنشقّ كي تواري أشلاء الشهداء. وبنت الملكة بعد مدة قبّة على هذا المكان عُرفت بقبّة الجب.
موجز تاريخ دير مار متى :
تأسّس في القرن الرابع الميلادي , لدير القديس مارمتى شهرة واسعة في بلاد المشرق عامة وفي الكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة خاصة نظراً للدور الهام الذي مثّله على مر التاريخ الكنسي في المشرق.
موقعه :
يقع الدير على ارتفاع 2100 قدم من سفح جبل الفاف (جبل الشيخ متي، جبل مقلوب) شمال شرق مدينة الموصل وعلى بعد 35 كم منها.
تأسيس الدير
قام بانشاء الدير الملك الوثني سنحاريب ملك اشور (309 ـ 379 م) بعد تنصره في أواخر القرن الرابع استجابة لرغبة القديس مار متى الذي أبرأه من مرضه وآمن على يده بسيدنا يسوع المسيح واعتمد.
إن شهرة الدير تنحصر في الفترة التاريخيّة الواقعة ما بين أوائل القرن السابع الميلادي وحتى سنة 1258 م.
وتتلخص بالآتي: أولاً:
أ. نشر الانجيل بين الشعوب الوثنية واليهودية
ما بين 385 ـ 550 م.
ب. الرهبنة: حيث بلغ عدد رهبان الدير سبعة الاف راهب.
ج. مزار: يحتوي على رفاة القديس مار متى وبعض رفاقه. ثانياً:
صيرورته كرسيّاً مفريانياً ثم مطرانيّة في الربع الأخير من المئة الخامسة والى يومنا هذا وتعاقب على رئاسته ثلاث وأربعون مطراناً وآخرهم مار طيموثاوس موسى الشماني (المطران الحالي). ثالثاً:
أ. ألمكتبة:
يحتوي الدير على مكتبة فخمة تضم عدداً من المصاحف الجليلة والمخطوطات القيمة إلاّ أنّ النكبات التي تعرض اليها الدير أدّت الى فقدان وإتلاف الكثير منها وخاصة على يد برصوم النصيبيني سنة 480 م.
ويوجد حاليّاً عدد منها في خزانة المتحف البريطاني في كمبرج وبرلين والفاتيكان والموصل ولبنان.
ب.ألمدرسة:
إزدهرت المدرسة بين المئتَين الثانية والثامنة ومن أشهر تلامذتها مار ماروثا التكريتي وأرميشوع وجبرائيل وأدّا اللغوي الكبير، ومار سويريوس يعقوب البرطلي والملفان ابن العبري. رابعاً ألآثار:
يعد الدير صرحاً أثرياً بسبب قدمه ومن آثاره:
1. قبة المذبح وفيه بيت القديسين والسور الذي انشأ في العصر العباسي.
2. قلاية مار متى، وابن العبري ومار اسحق وعدد كثير غيرهم.
3. ألناقوط: ألمعروف بجَماله وقطرات المياه تتساقط من أعلى إلى أسفل.
4. ألصهاريج وعددها أربعة وأكبرها يتّسع لخزن 2420 م3 من مياه الامطار.
5. طبكي : وهو الطريق الحلزوني الذي يربط من اسفل الجبل إلى صرح الدير .
صوامع جبل الفاف :
قلاية القديس مار متى: تقع جنوب شرق الدير وتطل على الجنينة.
قلاية ابن العبري: تقع شمال شرق الدير وتشرف عللا الجنينة.
قلاية مار زاكاي: تقع غرب الدير وتشرف على وادي الناقوط.
قلاية مار اسحق: تقع فوق المكان المحاذي لكهف (الناقوط)
قلاية القديسة شموني: تشرف على الجنينة.
قلاية ابن الخياط: تقع شمال غرب الدير.
قلاية ابن الصبّاغ: منقورة في كهف الناقوط من الجهة الغربية (مجهول لدينا)
قصر الجاسوس:
يقع جنوب الدير على إحدى القمم المطلة على قرية ميركي إذ كان مقراً لرقباء الدير لمراقبة الذين يهاجمون الدير.
قصر الجداء. رواق الملاك:
نقر في قعر وادي يعرف (بكلي زردك) في الجهة الشمالية من جبل مقلوب إذ في صدره رسم بارز لملاك.
وهنالك كتاب بجزئين لمعجزات هذا القديس العظيم
صلواته تكون مع جميعنا
تحتفل كنيستنا بعيده في يوم 18 أيلول سبتمبر من كل عام.
كل عام وكل من تسمى على اسم هذا القديس (متي ماتياس) ومن تسمى بالمعموذية أيضاً على اسمه أعاده الرب الاله علينا وعليكم بالخير واليمن والمسرات.... صلواته وبركاته تكون مع جميعنا إلى الأبد آمين
-----------------------
المصدر:
نقلت بتصرف من عدة كتب عن سيرة القديس مار متى الناسك وتاريخ الدير