يا جرحُ إِصمدْ ..!!.؟ شعر وديع القس
يا جرحُ إِصمدْ أمامَ النّزف ِ والطَّعَنَا
وفي صمودك َ يشفى الجرحَ والوطَنَا
يا جرحُ إِصبرْ على ما فيك َ من ألَم ٍ
فالصّبرُ مرٌّ .. ولكنْ ثمرهُ ثمُنَا
يا جرحُ قدْ عمّقَ الخلّانَ محنته ُ
وصارَ يفرحُ فوقَ الجّرح ِ ما كَمَنَا
يا جرحُ قدِّسْ نزيفَ الدّمّ ِمُبتسِمَا ً
فالدمُّ فيكَ سليلُ الأصل ِ والرّزُنَا
العِزُّ لا يُشترى منْ مال ِ محسنة ِ
والمجد ُ لا يرتقيْ بالضّعف ِ والهوَنَا
إنَّ الحياةَ بعزِّ المرء ِ زينتُهَا
ووقفةُ العزِّ تاج ٌ فيه ِ يُفتتَنَا
يا جرحُ إِعلمْ بأنَّ العمرَ تجربة ٌ
وفي التّجارب عزَّ المرءِ مُمتَحَنَا
حكمُ الوجود ِلأنْ تبقى بمكرمة ٍ
والفوزُ بالكرم ِ .. مَنْ جاوزَ الدَرَنَا..؟
كغيمة ِ المطر ِ ، والقُحطُ ينتظِرُ
النّفسُ عَطشى إلى الإنعاشِ والحَنَنَا
وهكذا عطِشَتْ أرواحنَا ولِعَا ً
إليكَ يا درّة َ الأكوان ِ يا وطَنَا..!
عيشُ العزيزِ بحبر ِ الدمِّ يُكتتَبُ
وتحتَ نعلك َ يبقى الذلَّ والخوَّنَا
عِزُّ الحياة ِ لأنْ تعلو بهامتكَ
فوقَ الصّغائر ِ والأحقاد ِ والضّغَنَا
فالوردُ لا ينثرُ الأطيابَ مُنفَرِدا ً
ما لمْ تعزّزهُ الأعراق َ والغصنَا..؟
يا جرحُ من سيلك َ الفيّاض ِ ننعتقُ
وبسمةُ العِزِّ لا تحلو لمَنْ جبُنَا
الجّرحُ يشملُ مَنْ كانتْ مبادئهُ
حبَّ السّلام ِ وحبُّ الكون ِ مؤتَمِنَا
يا جرحُ في شقِّكَ المفتوحِ قدْ سَكَنَتْ
صمتُ الملاكِ على الأحزان ِ والشّجنَا
هديرُ جرحك َ فيّاضٌ ونسمعه ُ
حتى الّذي أقفل َ الإحساس َوالأذُنَا.!
ليصمت َ الكونَ إجلالا ً لهامته ِ
وليعزفُ الّلحنَ صوتَ الحرِّ للعَلَنَا
منَ السّماء ِ وفوقَ الأرضِ نأمله ُ
صوتَ الحقيقة ِ نفّاذٌ وما سَكَنَا
يا جرحُ حدِّثْ بما تحويه ِ من وَجَع ٍ
إنّيْ وحُبِّي وتُرْبيْ فيك َ وحدَتنَا
يا جرحُ فيْ نزفك َالدفّاق ِنصرتُنَا
وتحت َ لونك َ تاج ُ المجد ِ يجمعُنَا ..!!
وديع القس ـ 27 . 11 . 2016