صلاة وتأمل لمار أفرام السرياني في تجديد طبيعة وفكر المرأة الخاطئة!

[Alrban Rabola]

صلاة وتأمل لمار أفرام السرياني في تجديد طبيعة وفكر المرأة الخاطئة.
10 اب 2015م
بقلم الأب الربَّان رابولا صومي دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا.

كما ورد في إنجيل لوقا 7: 37) وأيضاً في صلاة الرمش ، المساء ـ الستار من يوم الأثنين في كتاب الإشحيم الصلوات الفرضيّة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية صفحة 14 طبعة 1935م مطبعة دير مار مرقس للسريان الأرثوذكس ـ القدس.

حوار وتأمل بين الخاطئة والعطّار في إسلوب قصصي رائع...!!

كان من عادة المرأة الخاطئة تتردّد إلى حَانوت العطَّار، لتشتري عطور وروائح مغريّة لحياة الرذيّلَة. غير أنَّ اليوم تغيّرت الرؤية والمعادلة، لأنها ذاهبة لتبتَاع عطور عابقة بعَبير الفضيلة كرائحة المسيح الذكيّة. لا لتعطر جسدها الملوث بأوساخ الخطيئة مع خطاة المدينة، بل للمسيح المخلص ماشيحا ـ مشيحو الذي سيهبها الحياة الأبدية اعترافاً منها. ينذهلُ العطّار من طلبها هذا غير المألوف وقال لها بإعجاب: ما الذي تطلبين ..... وماذا حدث ...... وما جرى لك يا ترى......؟؟! كُنتِ فيما سبق تَطلبينَ أشياء متعلقة بمحبة هذا العالم الشرير، أما الآن عطر ومسحة يتسامى عن أي عطر آخر. فأنبرت الخاطئة وقالت له: وجدت شخصاً مميزاً في كيانهِ ... منفرداً في طبعه ... بارعاً في جمَالهِ .... متّشحاً بقوة تأثيرهِ ... ثخيناً بصلابة إيمانه .... مشهوداً له بمعجزاتهِ يعجز اللسان عن وصف قدرته .......!!
أجل لم ولن أرَ مثيلاً له في هذا العالم، هذا الذي أستطاع بلمحة بصر أن يكشفَ سرّ وخبايا حياتي السابقة في دياجير الليالي الدامسة. وقد جِئتُ ومن أين جِئت ..... آتيتُ من عمقِ الظلام لأبتاع مسحة نقيّة لتنقي جسدي ونفسي وأعضائي من رجاسات الخطية المكدّسة في عروقي وكياني وروحي وأعماق أعماقي، فأنضم إلى جمهَرة أتباعه وأكون في عداد مختاريه .... إنهُ ... إنهُ يسوع المسيح الناصري غافر الآثام والمعاصي والخطايا. وهكذا تقتحم المرأة الخاطئة الخطوط الحمراء التي تستحق الرجم في عيني اليهود، فتلتقي مع رب المجد كعريس سماوي لها في بيت سمعان الفريسي بدون علم أحد أو دعوة ظاهرة توجه إليها بل بدالة الحب الإلهي تلتقي مع السيد كعريس روحي لنفسها التائبة .....!!!
القَال ـ نشيد مترجم من لغتنا السريانية المقدّسة لمار أفرام نبيُّ السريان وإمام الملافنة والقديسين ومِقدامَهم.

تيُوبُوثُو: لتحومُو دهَيمُنوثو ـ للتوبة، دستور الأيمان.

هوذا ما أجمل وما أشهى صوت الخاطئة وهي تخاطب العطَّار قائلةً: إمنحني أيها العطّار مسحة " عطر" وخذ ثمنها ولو كان يساوي الذهب. مسحة تكون غالية الثمن. فأمزج بها دموع عينيّ وأمسح البكر السماوي " يسوع المسيح " وعلى الله مُتّكلة. المَسحة التي أخذها منك يكون بها غفراناً لآثامي وخطاياي. فحَملت المسحَة وذهبت لترى الرب بإيمانٍ متين هاليلويا " المجد لله " وغفر الرب خطاياها.

النص السرياني:

♱

ملحوظة:

المرأة الخاطئة في لوقا 7 : 37) وتسمّى بالتقليد الكنسي مريم الخاطئة(1)، هي غير المرأة التي ضُبطت بفعل الزنى في يوحنا 8) كقول الرب يسوع لها: وأنا لا أدينكِ. اذهبي ولا تخطيئ أيضاً. وليست أيضاً مريم المجدليَّة التي خرج منها سبعة شياطين. لوقا 8 : 2) ولا مريم أخت لعازَر التي دهنت الرب بطيب ومسحت رجليهِ بشعرها. يوحنا 11 و12 :3)

(1) يقول مار أفرام السرياني أنَّ هذه المرأة تدعى " مريم " أي مريم الخاطئة. " راجع تفسير إنجيل لوقا 7: 37) للمطران مار ديونسيوس ابن الصُليبي مطران أمد ـ ديار بكر ـ تركيا حالياً. ت 1171م

ماهو الفرق يبنهنَّ المرأة الخاطئة ومريم أخت مرثا ولعازر:

من الواضح أنها حادثة مختلفة بالنوع والمكان والزمان. واحدة حدثت في بيت عنيا بالقرب من أورشليم، في اسبوع الآلام كما يُخبرنا الإنجيل المقدس: وقبلَ الفصحِ بستَّةِ أيام أتى يسوع الى بيت عنيا حيث كانت مريم أخت مرثا ولعازرَ الميت الذي أقامه من الأموات، فأخذت مريم مَناً من طيب ناردينٍ خالص كثير الثمن ودَهنَت قدَمي يَسُوعَ ومسَحت قدميهِ بشعرهَا. يوحنا 12: 3)
أمّا حادثة المرأة الخاطئة، فحصلت في الجليل في بيت سمعان الفرِّيسيِّ، وتحدَّث الإنجيل عن امرأة في المدينة كانت خاطئة : ، أي زانية. لوقا 7: 37)

إلى هنا أعاننا الرب في تأمل روحي آخر.

الأب رابولا صومي.

[إسحق القس افرام]

نجد التطبيق المباشر في هذه القصة، فالمرأة الخاطئة ولكنها كانت حكيمة، فهي أتت للمسيح معترفة بخطاياها في إنكسار نفس، دون إعتراض أو كبرياء أو عجرفة، فحصلت على الخلاص.
اشكرك جزيل الشكر ابونا الغالي رابولا على هذا الشرح المملوء حكمة وايمان وتفسير جميل
بارككم الرب وادام الصحة عليكم
ودمتم بهذا العطاء
بانتظار تأملات روحية جديدة من جعبتكم الروحية.

[Alrban Rabola]

[Michel Massoud]

الشغل معك دائما مبارك ربان رابولا الحبيب، عند الاندماج في ترجمة القصة والغوص في معاني كلماتها بكل اللغات ينتابك شعور انك اقرب الى الحقيقة بكل جوانبها وتراها بوضوح جلي... وهنا في موضوعنا نرى انه مهما تعددت اسباب الخطيئة وتسمياتها، ومهما تغيرت شخصيات البشر رجال او نساء، لغاتهم او جنسياتهم، فالخطيئة الاصلية واحدة مهما تشعبت اشكالها وهي "الكبرياء"... وكم نحن تواقون في هذه الأيام لأن تكون قصة المرأة الزانية عبرة تسطع في ضمير كل شخص منا لنتواضع امام رب الكون ونطلب المغفرة بصدق ومحبة لخلاصنا، لأنه فتح ذراعيه من اجلنا على الصليب وما يزال بانتظارنا ليضمنا اليه...

[Alrban Rabola]

Raban Rabola Good morning, بريخ صافرو رحيمو مشمشونو ميشل مسعود. سلام ومحبة من رب المجد الرب. ليعوض الرب الأله تعبك في ترجمتك للمقال بعنوان تأمل لمار افرام السرياني شمس السريان ،و سنبقى هكذا على تواصل لنشر كلمة الحياة . كما نتعلم من الخاطئة حياة التوبة وكيف نتقرب من الله الذي مراحمه لا تنضب ولاتجف با هي فيّاضة ومستمر كينابيع بابال والفرات ونياكرا. فوش بشلوم ..... ابقى بسلا م الرب.
Raban Rabola

[بنت السريان]

أبونا رابولا الموقر
ليس أجمل من أن نسخر قلمكم لخدمة الكلمة
قصص الكتاب المقدس مليئة بالحكمة
فمن يغرف من منبعها يذوق حلاوة الإيمان وقدرته
بورك القلم وصاحبه وجعلكم منارا يسترشد به
كل من ضاقت به سبل الحياة
وما قصة الخاظئة إلاّ أمل للخطاة بالرجوع ليسوع فهو يقبل التائبين
ولا يرد من يقبل إليه تائبا
لقد ذكّرتني بموضوع كتبته عن الخاطئة سأنشره في منتدى الأدب

يرعاكم الرب ويسددخطاكم
ابنتكم بالروح
بنت السريان

[Alrban Rabola]

[size=150]شلومو وحوبو بموران يشوع..... سلام ومحبة من رب المجد. حبيبة المسيح يسوع الفاضلة بنت السريان الموقرة.
تعودت على تعليقك الكريم والذي يحمل في جنبَاته صوت صارخٌ من قلب المرأة السريانية لتقتحم أضخم حاجزٍ اسمنتي رسبّها الزمن عبر التاريخ. أعتز جداً لمداخلتك القيمّة التي جمَّلت الموضوع أحسن تجميل. فنرى المحبة تتفاقم ..... والرأفة تتكلم ..... والخدمة تعمل ، بارك الله خدمتك هذه ياعروسة المسيح يا نرجس شارون .... يا سوسنة الآودية كقول عروس النشيد. 2: 1)

الربَّان رابولا / المرشد الروحي.[/size]

[بنت السريان]

قدس أبونا رابولا المبارك
أخجلتم تواضعي يا عزيزي وأدعو الله أن يؤهلني لاستحقاق ما تفوهتم به وأسعدتموني بتعقيبكم الرائع الذي أحسبه وسام يشرفني
لأنه من قبلكم يامن نذرتم نفسكم للمسيح ربي
يحفظكم الرب ويعيد مجد السريان على يدكم وكلنا أمل بذلك
إن سمح لي الرب وأصدرت ديواني ستكون كلماتكم هذه شهادة بحقي مدونة في صفحته
شكرا لكم

بنت السريان