عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل

[Michel Massoud]

[attachment=0]دخول السيد المسيح إلى الهيكل (2).jpg[/attachment]
طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ (متى ٥: ٦)
بمناسبة عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل بعد أربعين يومًا من ولادته

هذه الآية تقول لنا: هنيئاً لكم اذا كنتم جياع لحياة ملكوت الله وعطاش لكلمة المسيح. هنيئاً لكم اذا كان عندكم شغف للبرّ في حياتكم الخاصّة، وتشتاقون لأن تروا الأمانة والاستقامة والعدل في المجتمع؛ وتتطلّعون أيضًا إلى القداسة العمليّة في الكنيسة. فالبر هنا، عبارة عن الصلاح الإلهي. هذا البر لم يكن موجودًا في وسط إسرائيل في ذالك الزمان، ولكن كان هناك بينهم اتقياء لم يكتفوا بالمحافظة على الفرائض التي ترتبت لهم من قبل الله، وإنما كانوا متعطشين إلى شيء أفضل. مثل سمعان الشيخ "البار والتقي" الذي كان ينتظر تعزية إسرائيل (لوقا ٢: ٢٥) لما اخذ الصبي يسوع على ذراعيه وعرف بالروح القدس من هو، بارك الله وقال "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لأن عيني قد أبصرت خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل" (لوقا ٢: ٢٨~٣٢) لقد اشتاق هو وأمثاله إلى البر، ووجدوه في المسيح فشبعوا.
فسمعان الشيخ الذي كان احد ال٧٢ عالماً الذين اوكلت لهم ترجمة التوراة المعروفة بالسبعينية، كان عالماً متديناً ومؤمناً، فعندما تفوه بالنبوة كان ينظر الى وجه الطفل "الصبي يسوع" لانه كان على يقين انه ينظر الى وجه الله فعصف صوت المرتل بضميره قائلاً: "أمّا أنا فبالبرّ (أي بالمسيح) انظر وجهك، أشبع إذا استيقظت بشبهك" (مزمور ١٧: ١٥) فها هو ابن الثلاثمائة عام يشبع من بر المسيح طالباً اعفائه من الحياة الارضية متعطشاً لملكوت السماوات.
وها نحن وقد حل الكلمة بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملؤا نعمة وحقا، وموعظة الجبل صارت دستور حياة لنا، فلم يعد لدينا العذر الا بالتقيد بها... فالمسكنة بالروح تجعل الإنسان متواضعاً يخاف كلمة الله، ولا يرجو سوى الله، ويعترف بخطاياه ويشعر بثقلها مقدّمًا التوبة الصادقة، فتحزن روحه وتصقل بالوداعة فيصرخ قائلًا: "كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله" (مزمور ٤٢: ١) هكذا نسأل ونطلب ونقرع كجائعين وعطشى فيملأنا الله بالروح القدس ليثبتنا بالمسيح فنشبع منه فهو الخبز الذي نزل من السماء ونرتوي منه فهو ينبوع الحياة.

الشماس ميشال صموئيل مسعود
فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح
[/size]

[سعاد نيسان]