شِقَعْ مِقَعْ
شِقَعْ مِقَعْ يا ربْ يِقَعْ
لا كَا مِنّي ما كَا يِقَعْ
شِقَعْ مِقَعْ يا ربْ يِقَعْ
لا كَا مِنّي ما كَا يِقَعْ
الشّروحات
هذه العبارات كنّا نلفظها عندما كنّا نلعب كأطفال و كانت بمثابة الدّعاء على منافسنا في اللعب أو من كنّا نُريد له أن يسقط على الأرض بفعل عرقلة أو دَرقَلة (دَركَلة) أو أيّة مسبّبات أخرى.
شِقَع: لا أستبعد أنْ تكون جاءت من (شَا) و التي تعني لكي, لِ و قد تمّ اختصارها بحرف الشين لوحده بعد إدخالِها على كلمة وِقِع (سقط) فصارت شِقَع و المقصود شَيِقعْ أي لكي يقع على الأرض و يسقط.
مِقَعْ: و هنا أيضًا لا استبعد أن تكون الكلمة مؤلفة من (مِي) و هي بمعنى لن مع الفعل وقعَ فصارت. مِقَعْ و المقصود منها هنا مو يِقَعْ و بالمعنى الكلي لتفسير هذين التصريفين يكون على النحو التالي: هل سيقع أم لن يقع؟ و هو احتمال تخمين بينما الرّغبة الضمنيّة للقائل تُريد لهذا الشخص أنْ يَقع و يسقط على الأرض لأنه تمنٍّ و رغبة من صاحب القول. و في المعنى العامّ من هاتين الكلمتين القول: هل سوف يسقط أم لن يسقط؟ و هي تحمل التساؤل الضمني كما تُوحي بالرّغبة الأكيدة لدى القائل في سقوط المُقال لهُ, و ربّما تكون هذه العبارة هي مسألة ذكر جُمَل تتناغم مع القافية من باب السّجع اللفظي من خلال الموسيقى و في أحيان كثيرة تأتي على التتابع بدون أن تحمل أيّ معنى لها. و نذكر هنا على سبيل المثال التأكيدي لما نقول عبارات: (شِلّي مِلّي) أو (حِيظ مِيظ) أو (چِسطو مِسطو) الخ...
يا رب يِقَع: هنا يأتي التفسير واضحًا لمعنى الكلمتين السّابقتين و اللتين كانتا تعنيان احتمال الوقوع أو عدمه فيأتي هنا التثبيت رغبةً في التمنّي له بالوقوع و السقوط على الأرض لتتحقّق أمنيته و يُستجاب لدعائه. فيرى نفسه منتصرًا على غريمه في اللعب أو المزعج له أو المنافس.
كَا: مختصر كان و تفيد هنا معنى (لَو لَم) أو (لَو مَا)
يِقَع: بمعنى يسقط على الأرض و نقول أحيانًا في لهجة آزخ (إيْقَع) لكنّها خُفِّفت هنا للوزن. و في أحيان أخرى نقول: (لا كَا مِنّي ما كِنْ وِقِعْ) و هي بنفس المعنى. أي أن سقوطه و وقوعه على الأرض جاء بسبب دعائي عليه و رغبتي في حصول ذلك و هذه سمة من سمات براءة الأطفال دون أيّ قصد للسّوء أو الضرّر.