هجروني تركت قيثارتي
في بغداد
تعزف من بعد لحن الحب
لحنُ ألأحزان
فقد مات الصبرُ على صدر ألأمان
حُرمنا من الحُبِ
وتحت عباءة ظلام الظلم
أغتلوا حضارة من أجسادنا
صنعنا لها عمدان
في ليلة رحل عنها القمر
تكوم الركام على الركام
وتصاعد الدخان
أستقر ألخوف في العيون
وأرتجفت الابدان
وأقدامُ من الرعب
على الارضِ تسمرت
والافكار في أرجاء المكان تشتت
وأصبح صراع بين
ألذاكرى والنسيان
تقول في نفسها أتذكر
في يومِ كان هنا أنسان
في فمهُ الغليون
ورشيتهُ تداعب ألألوان
يرسم لوحةَ العشقِِ لها عنوان
وقيثارتهُ تعزف الالحان
والفرح في كل مكان
أتذكرُ يا صاحبي كناَ
من بغداد نشمُ عطرَ دمشق
ولهيب شوقنا يدفئ العشاق
كان هذا كله أيام زمان
كلما زادَ البعدُ كأوراق ألورد
تتناثر ألأشواق
وحبنا كشعاع الشمس
بريقً ولمعان
وفي رحلاتنا
تجود حناجرنا بأعذب
ألأغاني وألأنغام
مقام عراقي وقدود حلبية
نتسامر أحباباً وخلان
وألشوق يشدنا لبضعنا البعض سويا
كتوئم الروح
حتى في المأسي
نمسح دموع بعضنا
وفي الفراح في القلب لكم مكان
وفي الحالتين نأخذهم ويأخذونا
في ألأحضان
دجلة والفرات قد شربنا منها سويا
نحنُ وهم أهلُ
لا ولن يفرقنا الغربان
لازالت قيثارتي تعزف الحن
وهذه حقيقة وليست أوهام
أصبري يابغداد وصمدي يادمشق
سنعيد مجد ألأيام
لآننا في ألأصل أخوان
تحياتي
رعد حداد